لا صوت يعلو في مصر فوق الحديث عن لاعب النادي الأهلي والمنتخب المصري السابق محمد أبو تريكة، وذلك بعد عودته للمشهد الكروي داخل البلاد بعد فترة غياب طويلة وصلت إلى نحو 9 سنوات، حيث ظهر أبو تريكة في إعلان تلفزيوني ترويجي لاستاد النادي الأهلي المصري رفقة عدد من النجوم التاريخيين للنادي، وفي مقدمتهم مصطفى عبده وعبد العزيز عبد الشافي وعماد متعب ومحمد بركات ومحمد الشناوي حارس المرمى الحالي.الظهور المفاجئ لأبو تريكة في إعلان الشركة المنفذة لعملية إنشاء استاد النادي الأهلي الجديد، أحدث تذمراً شديداً وغضباً واسعاً في الشارع المصري، بسبب انتمائه ودعمه المعروف لجماعة "الإخوان" المحظورة في مصر، بالإضافة إلى اتهامه بالعديد من القضايا التي تتعلق بالإرهاب.مواقع التواصل الاجتماعي كان لها النصيب الأكبر في حالة الجدل الواسعة التي تسيطر على عموم المصريين، بسبب ظهور أبو تريكة الذي أجج نار معركة قديمة بين رواد هذه المواقع، وراح البعض منهم ينشر صوراً لضباط طالتهم يد الإرهاب وراحوا ضحية أعمال إجرامية لجماعة "الإخوان" المنتمي إليها أبو تريكة، حتى أن ابنة النائب العام المصري الأسبق هشام بركات انتقدت وبشدة ظهور أبو تريكة المفاجئ وكتبت القاضية مروة بركات عبر صفحتها على فيس بوك قائلة، "أنا بنت البطل، ابنة من ضحى بحياته دفاعاً عن الحق والعدالة والوطن، وأرفض أن يظهر في إعلان رسمي شخص باع بلده وساند الجماعات الإرهابية التي اغتالت والدي وخيرة رجال مصر".المصريون أصيبوا بصدمةوصف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور ماهر فرغلي، عودة أبو تريكة المفاجئة مرة أخرى للمجتمع المصري عبر إعلان تلفزيوني بالصدمة الكبيرة التي وقعت على الكثير من المصريين، مضيفاً أن "الأزمة الحقيقة تكمن في عودته الدراماتيكية تلك دون توضيح أبعاد وخلفيات الصورة الكاملة لأبو تريكة المتهم بشكل رسمي للإرهاب وانتمائه لجماعة إخوانية هدفها الأول والأخير هو إسقاط الدولة المصرية".وانتقد فرغلي في حديثه مع منصة "المشهد" وبشكل لاذع تقديم أبو تريكة للشعب بعد كل الاتهامات التي وجهت إليه وحصل على إثرها على العديد من الأحكام القضائية التي أكدت على صحتها وإثباتها، مؤكداً أنه "كان ينبغي على السلطات في مصر قبل القبول بعودة أبو تريكة للمشهد مرة أخرى وتقديمه بهذه الصورة، تأهيل المواطنين لهذا الأمر، وتوضيح الحقيقة الكاملة عن اللاعب والتي يغفلها الكثير من المصريين، وعدم تركهم لكل هذا الجدل الدائر".وكشف فرغلي أن "أبو تريكة بدأ طريقه نحو الإرهاب بالانضمام إلى جماعة التبليغ والدعوة وهو ما صرح به اللاعب نفسه في أكثر من مناسبة، ثم انتقل بعد ذلك إلى جماعة الإخوان والتي كانت قد أسست تنظيم خاص بالفنانين والرياضيين، ونجحت بالفعل في اختراقهم، واستطاعت إقناع عدد كبير منهم بالانضمام إليها واعتناق أفكارها الهدامة".وأكد أن "أبو تريكة ليس عضواً عادياً داخل جماعة الإخوان، بل هو عضو فاعل ومؤثر"، موضحاً أن "هذا الأمر ظهر بشكل واضح إبان دعمه لاعتصام الإخوان الشهير عقب سقوطهم عام 2013، والمعروف إعلامياً باعتصام رابعة العدوية وذهابه إلى هناك، إضافة إلى تعليقاته التي كانت داعمة للرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي أثناء فترة الانتخابات الرئاسية في عام 2012، كما أن أبو تريكة قدم دعماً مادياً للكثير من أسر جماعة الإخوان الموجودة داخل السجون، وساعد بشكل علني متهمين بقتل ضباط الجيش والشرطة".ومع تصاعد وتيرة الغضب الحاصل داخل مصر جراء ظهور أبو تريكة في إعلان النادي الأهلي، إلا أن المسؤولين داخل القلعة الحمراء ما زالوا يلتزمون الصمت التام، ورغم مطالب الكثير من الإعلاميين والسياسيين بضرورة إصدار النادي بياناً رسمياً يوضح فيه ما حصل إلا أن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن. هل ما زال أبو تريكة مدرجاً على قوائم الإرهاب؟وفيما يتعلق بالموقف القانوني الخاص بأبو تريكة في الوقت الحالي، فقد أكد الخبير القانوني ومدير منظمة اتحاد المحامين للدراسات القانونية شادي طلعت، أن لاعب النادي الأهلي السابق محمد أبو تريكة ما زال مدرجاً حتى كتابة هذا التقرير على قائمة الكيانات الإرهابية والإرهابيين، وذلك وفقاً لبيانات قوائم الإرهاب المنشورة على الموقع الرسمي لوحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب المصرية والمُحدثة حتى 16 فبراير 2025، مشيراً إلى أن هذه البيانات أكدت أن اللاعب مدرج على ذمة القضية رقم 620 لعام 2018 حصر أمن دولة عليا منذ 26 أبريل 2018. وأشار طلعت أن من أبرز الأثار المترتبة على الإدراج على قوائم الإرهاب الآتي:سحب جواز السفر أو إلغاؤه.منع إصدار جواز سفر جديد أو تجديده.الإدراج على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول.تجميد الأموال والأصول بصورة مباشرة أو غير مباشرة.لا توجد أحكام قضائية ضد اللاعبوفي خضم إذاعة الإعلان الذي ظهر فيه أبو تريكة رفقة لاعبين آخرين، تحدث كثر عن أحكام قضائية صدرت ضده خلال الفترة الماضية، لكن طلعت أوضح أن هذا الأمر عارِ تماماً من الصحة وأن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة التي تم تداولها عقب بث إعلان أبو تريكة، موضحاً أنه رغم توجيه اتهامات عديدة إلى اللاعب في قضايا إرهاب وإدراجه منذ نحو 8 سنوات على قوائم الإرهاب، إلا أنه حتى الآن لم يصدر ضده أي حكم قضائي بالإدانة في أي من التهم التي وجهت إليه.النادي الأهلي حصل على موافقاتومن ناحيته أوضح الناقد الرياضي أبو المعاطي زكي، أن أي مادة متلفزة سواء كانت إعلانية أو غيرها، تتم مراجعتها أكثر من مرة من جهات مختلفة قبل عرضها على المحطات التلفزيونية، وبالتالي فمن المؤكد أن المسؤولين داخل النادي الأهلي حصلوا على موافقات من أجهزة الدولة المعنية كافة، من أجل ظهور أبو تريكة في الإعلان الرسمي الخاص بالترويج لاستاد النادي الجديد.وأشار زكي في حديثه مع منصة "المشهد" إلى أن المسؤولين داخل النادي الأهلي لن يقامروا بأنفسهم وبتاريخ النادي في إشراك أبو تريكة في أي أعمال تخص النادي دون الحصول على إذن مسبق.وأكد أن "ظهور أبو تريكة عبر إعلان تلفزيوني رسمي على شاشات قنوات الدولة المصرية بمختلف أنواعها السياسية والرياضية والفنية، يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى قرب حدوث انفراجة في علاقة مؤسسات الدولة المصرية باللاعب خلال الفترة المقبلة، خصوصا وأنه يعد أسطورة كروية مصرية فريدة من نوعها".(المشهد)