بعد المشاركة السيئة في كأس أمم إفريقيا 2023، والخروج من الدور الأوّل، تتطلع الجماهير التونسيّة لتجاوز تلك الخيبة مع إعادة ترتيب بيت المنتخب التونسيّ الأوّل، إثر تعيين المدرب منتصر الوحيشي على رأس المنتخب، بمساعدة أنيس البوسعايدي، ورغم أنّ الطاقم الفنّي للمنتخب التونسيّ يحمل صفة المؤقت فقط، في انتظار تشكيل مكتب جديد للاتحاد التونسيّ لكرة القدم، إلّا أنّ حجم الانتظارات من المنتخب في بطولة كأس عاصمة مصر الوديّة، ارتفع مع أهمية المنافس الكرواتيّ الذي واجه تونس في ثاني مباريات الدورة على إستاد القاهرة.وقدّم منتصر الوحيشي تشكيلة متوازنة، حافظت على بعض الثوابت التي شاركت في كأس إفريقيا، وحملت بعض المتغييرات سواء على مستوى طريقة اللعب أو الأسماء التي ظهرت بشكل أساسي.وفي ظل غيابات، بلغت 6 لاعبين لأسباب مختلفة، على رأسهم قائد المنتخب يوسف المساكني، ولاعبو الترجي الرياضي التونسيّ الذين فضّلوا الالتزام رفقة فريقهم، قبل مواجهة أسيك ميموزا الإيفواري في ربع نهائيّ دوري أبطال إفريقيا، لعب المنتخب التونسيّ مباراة متوازنة على الصعيدين الدفاعيّ والهجوميّ، ونجح في إرباك منتخب قويّ، وكان بإمكان نسور قرطاج مفاجأة رفاق لوكا مودريتش في مناسبات كثيرة، لكنّ سوء الحظ رافق علي العبدي وسيف الله لطيف، كما أنّ هدف إلياس الجلاصي أُلغي بسبب حالة تسلل.ولم يتراجع المنتخب التونسيّ إلى الخلف في الشوط الثاني، إذ واصل سعيه نحو خطف هدف الفوز مع الحفاظ على التنظيم الدفاعيّ الذي أقره منتصر الوحيشي بوجود 3 لاعبين في قلب الدفاع.وأظهر الوحيشي ذكاءً كبيرًا في التعامل مع أطوار المباراة، وشخصية قيادية من أجل بثّ روح جديدة ونفَس آخر داخل أجواء المنتخب، رغم ثقل ما حدث في كأس أمم إفريقيا على نفوس اللاعبين.ولم تخسر تونس سوى بركلات الترجيح أمام صاحب المركز الـ3 في كأس العالم قطر 2022، لتواجه منتخب نيوزيلندا في المباراة الترتيبية، بينما تلعب مصر وكرواتيا من أجل لقب هذه البطولة الوديّة.(المشهد)