يُعد ماوريسيو بوتشيتينو اليوم واحدًا من أبرز الشخصيات في كرة القدم بالولايات المتحدة، بعدما تولى تدريب المنتخب الأول لها في سبتمبر 2024، استعدادًا لاستضافة البلاد لكأس العالم 2026، إلى جانب كندا والمكسيك. رغم ذلك، لا يزال المدرب الأرجنتيني بانتظار حصوله على الإقامة الدائمة في أميركا، حيث يروي بابتسامة موقفًا طريفًا قائلاً: "ما زلنا ننتظر، المرة الأخيرة في لوس أنجلوس انتظرنا في الطابور لمدة ساعة ونصف!"، مضيفًا مازحًا: "لست أشكو، لأنني لو فعلت، فقد يتسبب ذلك في مشكلة لي!" تحت أنظار ترامب بوتشيتينو لم يشعر بعد بأنه نجم في الولايات المتحدة، لكنه يدرك أن ذلك قد يتغير، خاصة إذا أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اهتمامًا بعمله. فقد لفت الانتباه إلى محادثة استمع إليها بين ترامب ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، جياني إنفانتينو، حيث سأل الرئيس الأميركي: "هل يمكننا الفوز بكأس العالم؟"، ليجيبه إنفانتينو بالإيجاب.إلا أن المدرب الأرجنتيني شعر ببعض الخيبة من هذا الرد، قائلاً: "كان يجب عليه أن يقول: عليك أن تسأل مدربك الرائع، بوتشيتينو، لأنه بالتأكيد يمكنه تقديم إجابة أفضل!" وأشار إلى أن وجود رئيس أميركي مثل ترامب، الذي يضع ضغطًا هائلًا على كل شيء، قد يكون عاملًا إيجابيًا، مضيفًا: "نعم، نحن مستعدون للنجاح". وأكد بوتشتينو في حواره مع صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الولايات المتحدة، باعتبارها إحدى الدول المضيفة، تمتلك ثقافة الفوز في الرياضة، ما يجعل المهمة أكثر إثارة. طموح الهيمنة العالمية يعتقد بوتشيتينو أن الكرة الأميركية تشهد نموًا سريعًا، مشيرًا إلى أن البلاد تمتلك إمكانات هائلة قد تجعلها من القوى الكبرى في كرة القدم خلال 10 إلى 15 عامًا، وربما أقل. ويضيف: "أميركا بلد ضخم. كرة القدم تتطور، لكننا بحاجة إلى المزيد. يمكننا السيطرة على كرة القدم عالميًا في فترة قصيرة. ربما 5 أو 7 سنوات". المدرب الأرجنتيني الذي عقد لقاءً مع مجموعة من الصحفيين في لندن أثناء وجود المنتخب الأميركي هناك، ما زال يحمل ولاءً لإنجلترا حيث قضى سنواته التدريبية الأبرز.وبسؤاله عن مدى قربه من تدريب منتخب إنجلترا، أجاب بأنه يحتفظ بعلاقة جيدة مع المدير الفني للاتحاد الإنجليزي، جون مكدرموت، لكنه أوضح أن المفاوضات لم تبدأ إلا بعد أن وقع عقده مع المنتخب الأميركي. وعن مدى استعداده لقبول المهمة لو عُرضت عليه، قال بوتشيتينو بصراحة: "نعم، بالطبع. إنجلترا هي بيتي الآن، لكنها تظل قضية حساسة لأنني أرجنتيني، وهذا قد يكون مثيرًا للجدل". وأكد أن العلاقة التاريخية بين الأرجنتين وإنجلترا في كرة القدم قد تجعل توليه المنصب أمرًا صعبًا، لكنه أضاف: "لأن ذلك لم يحدث، فلا داعي لتحليل الأمر أكثر". هل يعود إلى تدريب الأندية؟ يعترف بوتشيتينو بأن الانتقال من تدريب الأندية إلى تدريب المنتخبات يشكل تحديًا مختلفًا تمامًا، خاصة بالنسبة له ولمساعده خيسوس بيريز، حيث اعتادا التركيز على الجوانب البدنية بشكل كبير، لكنهما الآن مضطران إلى الاعتماد على أندية اللاعبين في هذا الجانب. ويتابع: "الميزة أننا نعرف الجانب الآخر من العمل. لكن العيب هو أننا لا نمتلك وقتًا كافيًا. علينا اتخاذ القرارات بسرعة، وتحفيز اللاعبين خلال أيام معدودة، واختيار التشكيلة المناسبة بعناية". وأضاف أنه يطمح إلى جعل المنتخب الأميركي فريقًا يهيمن على الكرة في نصف ملعب الخصم، لكنه يدرك أن ذلك قد يكون صعبًا أمام منتخبات بحجم إسبانيا أو الأرجنتين، قائلاً: "يجب أن نكون مرنين، من المهم أن نبني فريقنا الخاص". كما أشار إلى أن بعض اللاعبين في الفريق الأميركي لم يمارسوا كرة القدم حتى سن الـ12، ما يمنحهم ذهنية مختلفة مقارنة بلاعبين نشأوا في بيئات كروية منذ الصغر.ورغم تركيزه على المنتخب الأميركي، لا يخفي بوتشيتينو رغبته في العودة إلى الأندية بعد كأس العالم 2026، قائلًا: "يجب أن تكون بطولة رائعة بالنسبة لنا، وبعدها قد نأخذ استراحة ثم نعود إلى الأندية"، لكنه أضاف أنه قد يستمر لفترة أطول إذا تطلب الأمر ذلك. وبالحديث عن محطته الأخيرة في الأندية، يرى بوتشيتينو أنه لعب دورًا محوريًا في استعادة تشيلسي لتوازنه خلال موسم 2023-2024، قائلاً: "الفريق الذي عانى من مشاكل كثيرة في البداية، أنهى الموسم بشكل رائع. إذا نظرت إلى جدول الترتيب في آخر 6 أشهر، يمكنك رؤية التقدم الكبير الذي حققناه. كنا نقاتل من أجل المراكز الـ4 الأولى، وكان ذلك أمرًا جيدًا للمستقبل". الحنين إلى توتنهام أما عن فريقه السابق توتنهام هوتسبير، فلم يُخفِ بوتشيتينو مشاعره القوية تجاه النادي، مؤكدًا رغبته في العودة يومًا ما لتحقيق ما فاته، قائلاً: "في أعماق قلبي، لا يزال لدي الشعور نفسه. أود العودة يومًا ما، ليس من أجل الأنا، ولكن لأنني أرغب في تحقيق شيء مميز مع توتنهام. كنا قريبين جدًا من الفوز، وكان ذلك مؤلمًا للغاية". لكنه يعترف بأنه ارتكب بعض الأخطاء خلال فترته الأولى مع الفريق، مضيفًا: "عندما تنتهي علاقة ما، تشعر بالفراغ وخيبة الأمل. ليس فقط تجاه الآخرين، بل تجاه نفسك أيضًا. لم أتمكن من إدارة بعض الأمور جيدًا، وذلك جزء من مسؤوليتي". وأشار إلى أن توتنهام أصبح الآن نادٍ لديه توقعات بالفوز، خاصة مع البنية التحتية الحديثة، قائلاً: "عندما تنظر إلى ملعب التدريب أو الاستاد، تدرك أنه يجب أن يكون هناك ألقاب. لهذا السبب أرغب في العودة يومًا ما. لكن إذا لم يحدث ذلك، فلا بأس. الأهم هو بناء شيء مميز".(ترجمات)