حصل الأردن على ميداليته الوحيدة في باريس بفضل زيد مصطفى الذي نال الميدالية الفضية في وزن تحت 68 كيلوغراما في التايكوندو. وهذا إنجاز كبير كونه خسر في النهائي أمام الأوزبكي أولوغبيك راشيتوف، حامل ذهبية أولمبياد طوكيو 2020.كيف تحقق هذا الإنجاز؟ وكيف استعدّ زيد مصطفى له؟ وما هي آفاق هذا الفن القتالي في الأردن؟ الأجوبة في اللقاءات الثلاثة الآتية:مدرب التايكوندو الأردني: نعمل وفق خطة مدروسة مدرّب منتخب التايكوندو الأردني فارس العسّاف، تحدث لمنصة وقناة "المشهد"، معرباً عن الفخر بعد المشاركة في دورات ريو دي جانيرو وطوكيو، ثم باريس، قائلا: "وصول الأردن للمرة الثالثة إلى نهائيات الأولمبياد في التايكوندو ليس أمراً سهلاً أبدًا، وكلّ مرّة مع لاعبٍ جديد، ما يدلّ على نوعية العمل الذي نقدّمه". أما عن البطل زيد مصطفى، فأشار العسّاف إلى أن "الاتّحاد الأردني عمل عليه ضمن خطّة مدروسة، فهو كان قد حقق أول ميداليّة في مسابقة للناشئين عام 2018 وجمع ميداليات مهمّة (....)، منذ 2017 اخترنا زيدا وعملنا عليه بطريقة مدروسة بهدف واحد وهو تجهيزه للوصول إلى الأولمبياد وقد حقق نصراً كبيراً. زيد لا يزال شاباً، وسيتمكّن من خوض الدورات المقبلة". أمّا بالنسّبة إلى المقوّمات والمعايير المعتمدة لاختيار لاعب، فأوضح العساف أن هناك "لجنة علميّة تدرس الصّفات البدنيّة وبعدها الذّكاء وسرعة البديهة والشّجاعة، والطول والنشاط البدني (....)، كل هذا يسمح باختيار اللاعب ليكون ضمن المنتخب الأردني".زيد مصطفى: أتمنى أن ندخل التّاريخ لاعب التايكوندو الأردني زيد مصطفى، الفائز بالميدالية الفضية لوزن دون 68 كلغ في أولمبياد باريس، أعرب عن فخره خلال مقابلة مع منصة وقناة "المشهد" لفوزه بالميدالية الفضّية، معتبراً أن ما حققه هو فخر "للأردن بلدا وشعبا ولرياضة التايكوندو، خصوصاً أن "الأولمبياد هو أكبر محفل رياضي في العالم". وقال: "أنا فرح للغاية وأشعر بالفخر، فالرّحلة كانت طويلة والاستعدادات تطلبت جهداً وصبراً ومثابرة. ولله الحمد أثمرت جهودي الوصول إلى المباراة النهائية والفوز بالميدالية الفضية". وشدّد على أنّ "طموحاتهم كأردنيّين في رياضة التايكوندو كبيرة جدّاً، والهدف التالي سيكون أولمبياد لوس أنجلوس بإذن الله، ونتمنى أن ندخل التّاريخ من بابه العريض".الاتحاد الأردني: هذا هو طريق النّجاح وفي مقابلة مع أمين السرّ والناطق باسم الاتحاد الاردني فيصل العبداللات، أوضح لمنصّة وقناة "المشهد" أن وراء تألق الأردن في رياضة التايكوندو "خطة إستراتيجية متكاملة تهتم بكل أركان اللعبة. وهذه الخطة تشتمل على أهداف واضحة ومحددة تتعلق بالبطولات العالمية والقارية، وتقوم على مؤشرات لقياس الأداء بحيث يتم تقييم النتائج كل سنة بهدف الوصول إلى الأولمبياد وتحقيق نتائج جيدة. وهذا ما حصل في باريس".وشرح العبداللات أن "الاهتمام بالتايكوندو في الأردن حاضر في المدارس والجامعات. وهناك رعاية للمدربين والحكام. هذا هو طريق تحقيق النجاح".وأضاف أن الأردن "يشارك في بطولات الغران بري السنوية والبطولات الآسيوية والقارية وبطولات العالم. وهذا ما يطوّر مستويات اللاعبين لأنهم يحتكّون بنجوم من مختلف أنحاء العالم".ولفت إلى أن الاهتمام "يشمل لاعبي الصف الأول والناشئين والأشبال. وتعمل لجنة المنتخبات واللجنة العلمية بمتابعة اللاعبين باستمرار بهدف اكتشاف مواهب وأسماء جديدة وتطوير مهاراتهم قبل تصعيدهم للمنتخب الأول. لذا نلاحظ أنه في كل بطولة نرى أسماء جديدة".وفي سؤال عن إمكان اعتبار الأردن مدرسة مميزة في التايكوندو بعد النّجاحات، يجيب العبداللات: "نعم بالطبع، والدليل طلب العديد من الدول اللعب مع المنتخب الأردني. والدليل الآخر ما حققه زيد مصطفى في أولمبياد باريس. وأقول له في المناسبة أنت فعلا فخر للأردنيين ولكل العرب، فشكرا لَكَ".(المشهد)