ما بين مزيج من اللاعبين أصحاب الخبرة، والمُتوجين باللقب في عام 2019، وآخرين ممن يكتشفون أجواء البطولة لأول مرة، يسعى المدير الفني جمال بلماضي لقيادة الجزائر إلى ثاني لقب في تاريخ بطولة كأس أمم إفريقيا تحت قيادته، واللقب الثالث تاريخيا لـ"محاربي الصحراء".وتستضيف كوت ديفوار النسخة الـ34 من بطولة كأس أمم إفريقيا، والتي تستضيفها ما بين 13 يناير حتى 11 فبراير 2024.وتلعب الجزائر في المجموعة الرابعة من البطولة إلى جوار منتخبات موريتانيا وأنغولا وبوركينا فاسو، في كأس أمم إفريقيا 2023. الظهور الأول بعد الاستقلالشاركت الجزائر في 19 نسخة سابقة من نهائيات كأس أمم إفريقيا، وكان ظهورها الأول في نسخة عام 1968، وذلك بعد الاستقلال عن فرنسا.واكتفت الجزائر آنذاك بتحقيق الفوز على أوغندا بنتيجة 4-0، بينما تعرضت لخسارتين أمام كل من كوت ديفوار وإثيوبيا، لتودع البطولة في ظهورها الأول من مرحلة المجموعات.بداية من عام 1980، أصبحت الجزائر ضيفا شبه دائم على النهائيات الإفريقية، وكتبت إرثا زينته إنجازات العديد من النجوم على مدار العقود السابقة.الأخضر بلومي.. أسطورة غير مُتوجةبداية تألق الجزائر في ثمانينيات القرن الماضي كانت بقيادة نجمها السابق وأسطورتها الأخضر بلّومي.شارك بلومي مع الجزائر في 3 نسخ بين عامي 1980 و1988، وأصبح هدافا تاريخيا لمنتخب الجزائر في بطولات كأس أمم إفريقيا حتى اليوم، حيث سجل 6 أهداف.كان قريبا من تحقيق اللقب في عام 1980 مع منتخب الجزائر، ولكن سقط "محاربو الصحراء" في الاختبار الأخير أمام نيجيريا التي تُوجت باللقب بعد الفوز 3-0. لم يشارك بلّومي مع منتخب بلاده في نسخة عام 1982، ولكنه عاد للمشاركة في نسخة 1984، وقاد الفريق إلى المركز الثالث بعد الفوز في آخر مباراة على المنتخب المصري بنتيجة 3-1.غاب بلّومي مرة أخرى في عام 1986، ثم عاد في 1988، ليقود المحاربين للفوز بالمركز الثالث لمرة ثانية، بعد الفوز على المغرب في مباراة تحديد صاحبي المراكز الثالث والرابع.التتويج الأول.. وأسطورة ماجراستضافت الجزائر البطولة الإفريقية في عام 1990، وتُوجت باللقب بعد أن رد اعتبارها أمام نيجيريا وهزمتها في النهائي بهدف نظيف.بطولة تألق خلالها رابح ماجر وسجل هدفين ورفع كأس البطولة بعد ان ارتدى شارة القيادة في مشاركته الشخصية الثالثة مع المنتخب الوطني. ارتكزت الأضواء على تتويح ماجر المُنتظر، بينما كان نجم البطولة الأول هو جمال ميناد الذي تصدّر هدافي نسخة عام 1990 برصيد 4 أهداف، وكان نجم البطولة الأول.شارك ماجر لمرة أخيرة في عام 1992، ولكن حلّت لعنة "حامل اللقب" على الجزائر التي غادرت المسابقة من مرحلة المجموعات.الجزائر تنتفض مع محرز وبلماضيما بين عامي 1992 و2017، لم يحقق المنتخب الجزائري إنجازا مميزا سوى تحقيق المركز الثالث في نسخة عام 2010، وهي السنة التي أعلنت انطلاق موجة جديدة من التألق الجزائري في كرة القدم لأعوام تالية.وفي 2019، قدّمت الجزائر مع المدير الفني والقائد السابق كلاعب جمال بلماضي، نسخة استثنائية على الأراضي المصرية، وتمكنّت من الفوز باللقب بعد مسيرة مميزة، ختمتها بالفوز على السنغال في المباراة النهائية بهدف نظيف لبغداد بونجاح.ظل رقم بلّومي صامدا لأكثر من 31 عاما، قبل أن ينجح رياض محرز في معادلته، ليصل إلى 6 أهداف مع الجزائر في بطولات كأس أمم إفريقيا، كهداف تاريخي للـ"خُضر" في البطولة.كما عادل محرز إنجاز ماجر بالتتويج بالبطولة، بعد أن أحرز 3 أهداف في نسخة عام 2019. بلماضي وعمّورة ومحرز.. ورحلة البحث عن اللقب الثالثبعد الخروج المُبكر والمفاجئ من مرحلة المجموعات في النسخة السابقة في الكاميرون، وعدم النجاح في الاحتفاظ باللقب، وكذلك عدم التمكّن من بلوغ نهائيات كأس العالم لكرة القدم في نسختين متتاليتين، لا يزال جمال بلماضي هو الرجل المُفضّل لاتحاد كرة القدم الجزائري لقيادة منتخبها الأول وتجديد دمائه.خفت بريق العديد من نجوم 2019، فمنهم من انتهت مسيرته الدولية، ومنهم من تقدّم به العمر، فأصبحت الأفضلية لخيارات جديدة.يتواجد رياض محرز ضمن كتيبة المحاربين في نسخة عام 2023 في كوت ديفوار، حاملا لشارة القيادة، وباحثا عن لقبه الشخصي الثاني، ولكن تظهر أسماء شابة جديدة، وضع بلماضي ثقته بها لتقود أحلام الجزائر نحو تتويج لقب ثالث واستعادة بريقها القاري.يأمل بلماضي أن تكون ثقته في الثنائي محمد الأمين عمّورة وفارس شايبي، في محلها، كما تتواجد أسماء أخرى مثل رامز زروقي وريان آيت نوري وياسر لعروشي ومحمد أمين توغاي وهشام بوداوي وحسام عوار، وهم نجوم يشاركون في النهائيات الإفريقية للمرة الأولى في مسيرتهم، ولم يتجاوز أكبرهم سنا عامه الـ25 بعد.مجموعة الجزائر في كأس أمم إفريقيا 2023تلعب الجزائر في المجموعة الرابعة من البطولة إلى جوار منتخبات أنغولا وبوركينا فاسو وموريتانيا.ويفتتح "المحاربون" مبارياتهم بمواجهة أنغولا في 15 يناير الجاري، ثم يلتقون بوركينا فاسو في الـ20 من الشهر الجاري، ويختتمون مرحلة المجموعات بمواجهة موريتانيا في 23 من يناير الجاري.أرقام الجزائر في كأس أمم إفريقيا عبر التاريخشاركت الجزائر في 19 نسخة سابقة، وتستعد للمشاركة الـ20 من أصل 34 نسخة.لعبت الجزائر 77 مباراة على مدار مشاركاتها، فازت في 28 مباراة وخسرت في 27، وتعادلت في 22 مناسبة.سجل لاعبو الجزائر 94 هدفا في نهائيات كأس أمم إفريقيا عبر التاريخ، واستقبلت شباكهم 89 هدفا.المشاركة الأولى للجزائر في كأس أمم إفريقيا تعود إلى عام 1968.يتقاسم كل من الأخضر بلّومي ورياض محرز صدارة الهدافين التاريخيين للجزائر في تاريخ بطولات كأس أمم إفريقيا، برصيد 6 أهداف لكل منهما.رابح ماجر ومحي الدين مفتاح هما اللاعبان الأكثر مشاركة في أكثر عدد من نسخ بطولة كأس أمم إفريقيا مع منتخب الجزائر، برصيد 7 مشاركات لكل منهما.(المشهد)