عاد الرياضيان اللبنانيان غسان حجار وسيرج تشوبوليان إلى بيروت وسط استقبال حافل في مطار رفيق الحريري الدولي، بعد إتمامهما مشاركة بطولية في ماراثون الرمال (Marathon des Sables) في دورته الـ39، والذي يُعد من أصعب السباقات.على مدى 6 أيام (من 6 إلى 12 أبريل)، خاض الرياضيان مغامرة قاسية في صحراء المغرب، قاطعين 250 كيلومترًا في ظروف مناخية قاسية ومناطق وعرة، حاملَين على ظهريهما كامل معدات "النجاة" من طعام ومستلزمات شخصية، على غرار نحو ألف مشترك من مختلف دول العالم.السباق لم يكن مجرد تحدٍّ رياضي، بل مهمة إنسانية اختارها الرياضيان لدعم قضية نبيلة. فقد تبنّى حجار وتشوبوليان حالة المراهق اللبناني علي معركش (14 عامًا) المصاب بسرطان الدم في مرحلته المتقدّمة، وجعلا من مشاركتهما وسيلةً لجمع التبرّعات عبر جمعية "تشانس" التي تُعنى بعلاج الأطفال المصابين بالسرطان في لبنان.قال غسان حجار، وهو متسلق جبال وشارك سابقًا في تحدي إيفرست: "الطريق كان صعبًا جدًا، ومرّات عديدة شعرت أنني لن أصل. لكن كلما شعرت بالتعب، تذكّرت علي، وقلت لنفسي: لا يمكنني التوقف، لأن علي يُقاتل كل يوم ليبقى على قيد الحياة".أما العداء المخضرم سيرج تشوبوليان فأكد أن "لهيب الصحراء والعواصف الرملية والتقشف في أدنى مقومات الحياة، كلّها كانت تحديات مضاعفة، لكنّها خافت أمام عزمنا على إيصال رسالة أمل لعلي وكل الأطفال المرضى".من جانبها، أوضحت الدكتورة رلى فرح، رئيسة جمعية "تشانس"، أن هذه المبادرة شكلت دعمًا نفسيًا كبيرًا لعلي، الذي تابع السباق وشعر أن أحدًا يُقاتل من أجله. وأضافت: "هدفنا ليس فقط إنقاذ حياة الأطفال، بل أيضًا الحفاظ على أحلامهم، وإعطاؤهم أملًا بأن الغد أجمل".وختم حجار حديثه برسالة لعلي قال فيها: "السباق انتهى، لكن نضالك لم ينتهِ بعد. نحن هنا لنقول لك إنك لست وحدك، وإن خط النهاية بانتظارك أيضًا".(المشهد)