شكل خروج منتخب مصر من كأس أمم إفريقيا 2023، التي تستضيفها ساحل العاج، إلى غاية 11 فبراير المقبل صدمة كبيرة للجماهير المصرية والعربية التي كانت تأمل في تحقيق اللقب الثامن للفراعنة. لكنّ طموحات المصريّين والعرب اصطدمت بواقع آخر تمثّل في مغادرة البطولة من الدور ثمن النهائي، بعد الخسارة أمام منتخب الكونغو الديمقراطية بركلات الحظ الترجيحية.ويتساء الكثير من متابعي منتخب مصر عن أسباب خروج منتخب مصر من بطولة أمم إفريقيا وما هي عواقبه على الكرة المصرية المقبلة على تحديات جديدة أبرزها التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 عن قارة إفريقيا.خروج منتخب مصر من بطولة أمم إفريقياودّع منتخب مصر بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2023 من دور الثمن، بعد الخسارة أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح بنتيجة 7-8، إثر تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصليّ والإضافي.وتأهل المنتخب المصري كصاحب المركز الثاني في المجموعة الثانية بعد منتخب الرأس الأخضر، وحصدت مصر 3 نقاط من مبارياتها الثلاث بعدما تعادلت فيها جميعا وبالنتيجة نفسها، 2-2، وهو أداء لم يعهده الجمهور المصريّ الذي كان يعوّل على رفاق محمد صلاح لقيادة منتخب بلادهم لمنصة التتويج.وجاء خروج منتخب مصر بمثابة صدمة للجماهير المصرية، التي كانت تأمل في تحقيق اللقب الثامن في تاريخه، خصوصًا أنّ المنتخب كان أحد المرشحين بقوة للفوز بالبطولة، لكنّ مباراته في دور ثمن نهائيّ كأس أمم إفريقيا أمام الكونغو الديمقراطية، ضرب بكل أحلام اللقب الثامن عرض الحائط.وبدأت المباراة بأفضلية لمنتخب الكونغو الديمقراطية، الذي بادر بالتسجيل عن طريق ويلسون يامفوتو في الدقيقة 20. وحاول منتخب مصر العودة إلى المباراة، وتمكن من تسجيل التعادل عن طريق ضربة جزاء في آخر أنفاس الشوط الأول.ولم يستطع الفراعنة السيطرة على مجريات المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف داخل كل شبكة (1-1) طيلة الوقت الأصليّ والإضافيّ للمواجهة الحاسمة التي جمعت بينهما في أجواء كان لها دورها في التأثير على نتيجة المباراة.واحتكم الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية حيث بتسم الحظ في الأخير لمنتخب الكونغو الديمقراطية الذي أفلح في تسجيل الضربة الأخيرة عبر حارسه مباسي، فيما أضاع الحارس محمد أبو جبل الضربة الأخيرة لمنتخب مصر، مانحًا بطاقة العبور لمنتخب الفهود.أسباب الإخفاق كثرت في الساعات الأخيرة التحليلات والمناقشات عن أسباب خروج مصر من كأس أمم إفريقيا كوت ديفوار 2023، حيث يلقي الكثيرون باللوم على الجهاز الفنيّ للمنتخب المصريّ الذي لم يتعامل مع مجريات المقابلة بالشكل المطلوبة، كما يبرر آخرون خروج منتخب مصر من بطولة أمم إفريقيا 2023 بغياب نجوم المنتخب وفي مقدمتهم محمد صلاح ومحمد الشناوي ومن ضمن نقاط الضعف التي تسببت في خروج منتخب مصر من كأس أمم إفريقيا، سوء اختيار اللاعبين، وهو ما عرّض الجهاز الفني للمنتخب المصري، بقيادة المدرب البرتغالي روي فيتوريا، لانتقادات شديدة بسبب عدم ضمه لعدد من اللاعبين البارزين في الدوري المصريّ والخارجي، مثل رمضان صبحي ومحمود كهربا ومحمد عواد، والاعتماد على لاعبين لم يقدموا مستوًى جيدًا مع المنتخب، مثل محمد النني ومحمود حمادة وفتحي.ورغم أنّ المنتخب المصريّ يمتلك قوة هجومية كبيرة، إذ سجل 6 أهداف في مباريات دور المجموعات، إلا أنه عانى مشكلات عدة خلال المباراة، من ضمنه الضعف الدفاعيّ الذي أظهره الفريق فضلًا عن العقم الهجومي.كما تبرز نقطة ضعف الأداء الهجومي للفراعنة، ضمن أسباب الإخفاق المصريّ في هذه النسخة من الكان، حيث لم يتمكن المنتخب المصريّ من تسجيل أيّ هدف في المباراة عن طريق المرتدات الهجومية، رغم الاستحواذ على الكرة طيلة مجريات الشوطين وجاء هدف التعادل الوحيد من نقطة الجزاء عن طريق مصطفى محمد.وبدا واضحًا مكان النجم المصريّ محمد صلاح الذي غاب عن الفراعنة في وقت مبكّر من دور للمجموعات، بسبب معاناته مع الإصابة، حيث افتقدت تشكيلة منتخب مصر للّمسة الأخيرة التي كان صلاح يجيدها أمام المرمى. كما عانى منتخب مصر إصابات عدة للّاعبين المهمين، من بينهم النجم إمام عاشور لإصابته بارتجاج في المخ وحارس المرمى محمد الشناوي الذي سيغيب عن الملاعب مدة 3 أشهر على الأقل، وقد كان لهذه الغيابات أثر مباشر على أداء الفراعنة أمام الكونغو الديمقراطية.وانتقد المحللون التغييرات الغريبة التي قام بها فيتوريا في مباراة الكونغو الديمقراطية استغراب الجميع، حيث أجرى تغييرات في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصليّ والإضافي، ولم يستغل اللاعبين البدلاء بشكل جيد، وأضاع فرصة الاستفادة من اللاعبين الذين يمتلكون خبرة ومهارة، مثل مصطفى فتحي وعمر كمال.(المشهد)