تصاعدت حدة الأزمة في الكرة المصرية، بعد إلغاء مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، والتي كان من المقرر إقامتها مساء الثلاثاء الماضي على استاد القاهرة الدولي، ضمن منافسات الدوري المصري الممتاز. وتسبب غياب الأهلي عن الحضور إلى الملعب، احتجاجًا على تعيين طاقم تحكيم مصري للمباراة، في اعتبار الفريق الأحمر منسحبًا وخاسرًا بنتيجة 2-0، وفقًا للوائح المسابقة، فيما تصاعدت في الآونة الأخيرة شائعات تفيد بأنّ المواجهة رقم 130 ين الغريمين سيتم إعادتها، فما حقيقية إعادة مباراة الأهلي والزمالك؟وقبل الخوض في الحديث عن حقيقة إعادة مباراة الأهلي والزمالك في الدوري المصري الممتاز الذي يقام بنظام جديد هذا الموسم، سنتوقف مع أبرز تفاصيل واقعة الانسحاب وردود الفعل التي تلت هذه الحادثة التي ليست جديدة في البطولة.سبب انسحاب الأهليشهدت الساعات التي سبقت المباراة حالة من التوتر والترقب، بعد إعلان الأهلي في وقت متأخر رفضه خوض المباراة بطاقم تحكيم مصري، مطالبًا بإسنادها لحكام أجانب. وبرر النادي الأحمر موقفه بتكرار الأخطاء التحكيمية وتأثيرها على نتائج مبارياته، مشددًا على ضرورة توفير "تحكيم عادل" يضمن تكافؤ الفرص بين جميع الأندية المتنافسة.وفي المقابل، التزم نادي الزمالك بقرار رابطة الأندية المصرية المحترفة، وتوجه إلى استاد القاهرة في الموعد المحدد للمباراة، انتظارًا لحضور الأهلي. وبعد مرور 20 دقيقة من الموعد الرسمي لانطلاق اللقاء، أعلن حكم المباراة محمود بسيوني إلغاءها، معتبرًا الزمالك فائزًا ومنتظرًا قرارات رابطة الأندية بشأن تطبيق اللوائح على الأهلي المنسحب.الزمالك يطالب بتطبيق اللائحة ورفض الإعادةفور إلغاء المباراة، سارع نادي الزمالك بإرسال خطاب رسمي إلى رابطة الأندية، يطالب فيه بتطبيق اللائحة كاملة، واعتباره فائزًا بالنقاط الثلاث للمباراة. وأكد المتحدث الرسمي باسم النادي، أحمد سالم، في تصريحات تلفزيونية، أنّ الزمالك "أحق بنقاط المباراة الثلاث وفقًا للائحة"، وأنّ النادي "يرفض إعادة اللقاء بأيّ حال من الأحوال استنادًا لما تنص عليه لائحة لجنة المسابقات والفكرة غير قانونية بالمرة".واستند الزمالك في مطلبه إلى لائحة رابطة الأندية التي تنص على اعتبار الفريق المنسحب من المباراة خاسرًا بنتيجة 3-0، مع خصم 3 نقاط إضافية من رصيده، وإعادة ترتيبه في جدول المسابقة. وبتطبيق هذه اللائحة، ارتفع رصيد الزمالك إلى 35 نقطة في المركز الثالث، بينما تراجع رصيد الأهلي إلى 36 نقطة في المركز الثاني، متأخرًا بفارق 6 نقاط عن بيراميدز المتصدر.في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة، تحركت وزارة الرياضة المصرية سريعًا، وقامت بالتنسيق مع الجانب السعودي لاستقدام طاقم تحكيم سعودي بقيادة الحكم محمد الهويش، لإدارة المباراة في حال إقامتها في موعد لاحق. إلا أنّ هذه المساعي لم تنجح في تغيير موقف الزمالك الرافض لإعادة المباراة.الأهلي يتمسك بموقفهمن جانبه، حمل سعد شلبي، المدير التنفيذي للنادي الأهلي، رابطة الأندية المصرية المحترفة واتحاد الكرة المصري، مسؤولية تفاقم الأزمة وعدم إقامة مباراة القمة. وأرجع شلبي في تصريحات تلفزيونية، سبب الأزمة إلى "غياب التنسيق بين رابطة الأندية المصرية المحترفة واتحاد الكرة المصري"، معتبرًا أنّ "كرة القدم المصرية تعاني تخبطًا إداريًا منذ فترة طويلة".وأكد شلبي أنّ الأهلي "خاطب اتحاد الكرة قبل القمة، مجددًا طلبه بتعيين حكام أجانب، لكنه لم يتلق ردًا حتى نهاية اليوم". وأشاد بجهود وزارة الرياضة في توفير حكام سعوديين، ولكنه أكد في الوقت ذاته تمسك الأهلي بموقفه "بعدم استكمال بطولة الدوري المصري ما لم تدار مباراتا الزمالك وبيراميدز بطواقم تحكيمية أجنبية". وشدد على أنّ "موقف الأهلي ثابت، وهو المطالبة بإدارة عادلة للكرة المصرية تضمن المساواة بين جميع الأندية". حقيقة إعادة مباراة الأهلي والزمالكفي خضم أزمة كروية متصاعدة، رفض النادي الأهلي خوض مباراته أمام الزمالك في قمة الدوري المصري، احتجاجًا على عدم الموافقة على طلبه بتعيين حكام أجانب، الأمر الذي أدى إلى انسحاب الفريق من المباراة وتهديدات بالانسحاب من بطولة الدوري بأكملها. وعلى الرغم من انتشار شائعات حول إعادة المباراة، إلا أنه لم يصدر حتى الآن أيّ قرار رسمي بهذا الشأن، بينما يطالب الزمالك بتطبيق اللوائح واحتساب النقاط لصالحه. من جهة أخرى، ذكرت تقارير صحفية عدم وجود أي نية لإعادة مبارة الأهلي والزمالك، حيث سيتم تطبيق القانون وسيتم إعلان الزمالك فائزًا وتطبيق اللائحة على الأهلي الذي انسحب بدون مبرر موضوعيوتسببت أزمة مباراة القمة في حالة من الغموض حول مستقبل بطولة الدوري المصري الممتاز، وإمكانية استكمال المسابقة في ظل تمسك الأهلي بموقفه. ففي الوقت الذي يصر فيه الزمالك على تطبيق اللوائح واعتباره فائزًا بالمباراة، يؤكد الأهلي على عدم استكمال الدوري ما لم يتم تحقيق مطالبه بتعيين حكام أجانب لمبارياته الحاسمة.ويُذكر أنّ هذه ليست المرة الأولى التي ينسحب فيها الأهلي من مباراة قمة، حيث سبق وانسحب في 3 مناسبات تاريخية سابقة في مواسم 1941، 1966، و1972، اعتراضًا على قرارات تحكيمية أو عدم تلبية مطالب النادي، لينضم انسحاب الثلاثاء إلى قائمة الانسحابات التاريخية في سجلات مباريات القمة.(المشهد)