أعلنت الشابة التي اتهمت النجم البرازيلي السابق داني ألفيش باغتصابها، أنها قررت استئناف قرار محكمة الاستئناف في برشلونة التي قضت مؤخرًا بإلغاء الحكم الابتدائي بسجنه 4 سنوات ونصف.
وقالت محاميتها إيستر غارسيا للصحفيين إن الاستئناف تم تقديمه رسميًا، موضحة: "لا أستطيع أن أعطي أسباب هذا الاستئناف، لأسباب إستراتيجية، لن يتم الكشف عن الأسباب التي نستأنف من أجلها، ربما في وقت لاحق ولكن ليس الآن".
ويأتي هذا الاستئناف بعد خطوة مماثلة أعلنت عنها النيابة العامة الكاتالونية في وقت سابق، ما يسلّط الضوء على الانقسام القانوني الكبير حول قرار المحكمة الذي برأ ألفيش أواخر مارس الماضي، بعدما رأت المحكمة أن شهادة المُدّعية تفتقر إلى "الموثوقية".
وفي حيثيات الحكم، بررت المحكمة إلغاء إدانة الظهير الأيمن السابق بوجود "سلسلة من النواقص وعدم الدقة والتناقضات في ما يتعلق بالحقائق والتقييم القانوني وعواقبه، إضافة إلى عدم كفاية الأدلة المقدمة"، وهو ما اعتُبر من قبل معارضين تبرئة غير مبررة قانونيًا.
غضب عارم من قرار البراءة
قرار المحكمة أثار موجة من الغضب العارم في الشارع الإسباني، لا سيما من قبل الحركات النسوية، إضافة إلى عدد من أعضاء الحكومة اليسارية التي يرأسها بيدرو سانشيز.
فقد خرج المئات إلى شوارع برشلونة الإثنين الماضي تنديدًا بما وصفوه بـ"انتكاسة خطيرة في قضايا العنف الجنسي".
وفي تعليق مباشر على الحكم، وصفت نائبة رئيس الوزراء ماريا خيسوس مونتيرو يوم السبت السابق للحكم بأنه "عار"، مشيرة إلى أن شهادة ضحايا الاغتصاب "لا تزال موضع تساؤل" وأن "قرينة البراءة لها أولوية على شهادة النساء الشابات والشجاعات".
ورغم اعتذار مونتيرو لاحقًا يوم الثلاثاء مؤكدة أنها لم تقصد التشكيك في قرينة البراءة، فإنها أعادت التأكيد أن "إلغاء إدانة ألفيش هو خطوة إلى الوراء".
ويُذكر أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز جعل من محاربة العنف الجنسي أولوية وطنية، حيث قامت حكومته عام 2022 بإصلاح القانون الجنائي لتعريف أي علاقة جنسية غير توافقية بأنها اغتصاب، على خلفية حادثة الاغتصاب الجماعي لفتاة تبلغ 18 عامًا خلال مهرجان سان فيرمين في بامبلونا.
ألفيش خارج القضبان مؤقتًا
داني ألفيش، الذي يواجه اتهامًا باغتصاب شابة خلال ليلة 31 ديسمبر 2022 في ملهى ليلي بمدينة برشلونة، حصل على إطلاق سراح مشروط بعد أن قضى 14 شهرًا في السجن، بكفالة مالية بلغت مليون يورو، في انتظار نتيجة الاستئناف.
ويُذكر أن نادي بوماس المكسيكي فسخ تعاقده مع ألفيش على خلفية هذه الفضيحة.
احتاج ألفيش إلى 5 أيام فقط لتأمين مبلغ الكفالة، ليخرج من السجن بينما يستمر الجدل حول براءته أو إدانته، في وقت أقرّ فيه لاحقًا بإقامة علاقة جنسية مع المشتكية، زاعمًا أنها كانت "بالتراضي"، موضحًا أنه اضطر للكذب في البداية خوفًا من فقدان زوجته، بحسب ما قاله في مقابلة مع صحيفة "لا فانغارديا" في يونيو 2023.
ويُعتبر ألفيش أحد أعظم المدافعين في تاريخ كرة القدم، إذ توّج بـ42 لقبًا خلال مسيرته الاحترافية، أبرزها خلال فترته الذهبية مع برشلونة بين 2008 و2016 والتي حصد خلالها 23 لقبًا.
كما مثّل أندية كبرى مثل يوفنتوس وباريس سان جيرمان، وارتدى قميص منتخب البرازيل في 126 مناسبة، توج خلالها بلقب كوبا أميركا مرتين والميدالية الذهبية الأولمبية في طوكيو 2021.
وفي مونديال قطر 2022، دخل التاريخ كأكبر لاعب برازيلي يشارك في كأس العالم بعمر 39 عامًا و210 أيام.
(وكالات)
