في خطوة حاسمة نحو إدراج الملاكمة في أولمبياد لوس أنجلوس 2028، منحت اللجنة الأولمبية الدولية اعترافًا مؤقتًا للاتحاد العالمي للملاكمة، مما قد يعيد ترتيب المشهد الرياضي لهذه اللعبة التي كانت مهددة بالإقصاء من الألعاب الأولمبية المقبلة. جاء هذا القرار بعد أن فقد الاتحاد الدولي للملاكمة الاعتراف الرسمي به عام 2023 بسبب إخفاقه في تطبيق معايير الحوكمة والشفافية المالية، الأمر الذي دفع اللجنة الأولمبية إلى إدارة منافسات اللعبة في أولمبياد باريس 2024 بنفسها. وفي ظل عدم إدراج الملاكمة ضمن برنامج لوس أنجلوس 2028 حتى الآن، ضغطت اللجنة الأولمبية على الاتحادات الوطنية لإنشاء هيئة جديدة تدير اللعبة، وإلا ستواجه خطر استبعادها. وجاء الاتحاد العالمي للملاكمة، الذي أُطلق عام 2023 ويضم 78 اتحادًا وطنيًا من 5 قارات، كمحاولة لإيجاد بديل مقبول للهيئة السابقة. شروط الاعتراف وأهمية القرار وفقًا لبيان اللجنة الأولمبية الدولية، فإن التقييم الذي أجري بشأن الاتحاد العالمي للملاكمة خلص إلى أنه حقق تقدمًا ملحوظًا في تلبية المتطلبات التي وضعتها اللجنة، مما أدى إلى منحه الاعتراف المؤقت. وتشمل هذه المتطلبات: تمثيل عالمي شامل يضم اتحادات من 5 قارات. نزاهة المسابقات عبر تطبيق قواعد الحوكمة والرقابة المستقلة، وهو ما شهدته اللجنة خلال دورة باريس 2024. الالتزام بقوانين مكافحة المنشطات العالمية. ضمانات مالية واضحة بشأن الإيرادات. يمنح هذا الاعتراف الاتحاد العالمي للملاكمة فرصة لإثبات قدرته على إدارة اللعبة بشكل يتوافق مع معايير اللجنة الأولمبية، مما يقرب الملاكمة خطوة نحو إدراجها في لوس أنجلوس 2028.العودة إلى الأولمبيادرحّب بوريس فان دير فورست، رئيس الاتحاد العالمي للملاكمة، بهذا القرار، معتبرًا أنه يمثل لحظة فارقة في مستقبل اللعبة داخل الحركة الأولمبية. وقال في تصريحاته: الحفاظ على مكان الملاكمة في الألعاب الأولمبية أمر بالغ الأهمية لمستقبل رياضتنا على كافة المستويات.. وهذا القرار الذي اتخذته اللجنة الأولمبية الدولية يقربنا خطوة واحدة من هدفنا المتمثل في رؤية عودة الملاكمة إلى البرنامج الأولمبي. لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به، والجميع ملتزمون أكثر من أي وقت مضى بمواصلة العمل معًا لتحقيق مستقبل أفضل لرياضتنا.لم يكن قرار اللجنة الأولمبية مفاجئًا بالنظر إلى سجل النزاعات بينها وبين الاتحاد الدولي للملاكمة الذي كان تحت قيادة رجل الأعمال الروسي عمر كريمليف. فقد أوقفت اللجنة الاتحاد الدولي منذ عام 2019 بسبب قضايا تتعلق بالحكم والتمويل والشفافية، واستبعدته من تنظيم منافسات الملاكمة في أولمبياد طوكيو 2021، ثم جردته رسميًا من الاعتراف به في 2023، في خطوة غير مسبوقة.ومن بين الخلافات التي تصاعدت بين الطرفين، كانت قضية الملاكمة الجزائرية إيمان خليف والتايوانية لين يو تينغ، اللتين أوقفهما الاتحاد الدولي خلال بطولة العالم 2023 بعد إخضاعهما لاختبارات كروموسومية، مدعيًا "عدم الأهلية الجنسية" للمنافسة.إلا أن اللجنة الأولمبية رفضت قرار الاتحاد الدولي، وسمحت لهما بالمشاركة في أولمبياد باريس، حيث أثبتتا جدارتهما بالفوز بالميدالية الذهبية.رغم الاعتراف المؤقت، لا تزال أمام الاتحاد العالمي للملاكمة تحديات كبيرة لضمان عودة اللعبة رسميًا إلى البرنامج الأولمبي. فإلى جانب ضرورة الالتزام بمعايير الحوكمة، يتوجب عليه تعزيز ثقته لدى اللجنة الأولمبية والمجتمع الرياضي الدولي.(وكالات)