تحول نشيد "Liverbird Upon My Chest" إلى الصوت المرافق لليفربول في رحلته نحو تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2024-2025، حيث يتردد صداه في حانات ميرسيسايد، وعلى مدرجات "أنفيلد"، وأروقة الملاعب المختلفة، وحتى في المدرجات المخصصة لجماهير الفريق خارج الديار. هذه الأغنية ليست وليدة الموسم الحالي، بل يعود أصلها إلى عام 1984، حيث ألفها المشجع "فيل أسبينال" بعد أن استلهمها من فيلم "The Green Berets" الذي شاهده ليلة إحدى مباريات ليفربول. قصة نشيد ليفربول الجديد يقول أسبينال، البالغ من العمر 74 عامًا والذي يتابع مباريات ليفربول منذ عام 1961، في تصريحاته لموقع "ذا أثليتك" الذي خصص تقريرًا عن قصة هذا النشيد المميز: "حين انتهى الفيلم، عُرضت أغنية 'Ballad of the Green Berets'، وقلت لنفسي: ستكون أغنية رائعة لليفربول". وأضاف: "دونت بعض الأبيات على الفور، ثم أضفت إليها المزيد في اليوم التالي، ووجدت أن الكلمات تناسب اللحن تمامًا. وهكذا وُلدت الأغنية". أناشيد ليفربول الحماسية عبر السنوات لطالما كانت جماهير ليفربول تبتكر نشيدًا يميز كل موسم. ففي موسم 2004-2005، الذي شهد فوز الفريق بدوري أبطال أوروبا، كان نشيدهم "Ring of Fire"، المستوحى من أغنية جوني كاش، والتي انتشرت بعدما سمعها والد المدافع جيمي كاراغر في إحدى رحلات الفريق.في موسم 2013-2014، حين اقترب ليفربول من تحقيق اللقب تحت قيادة بريندان رودجرز، انتشر نشيد "Poetry in Motion". وفي موسم 2017-2018، الذي شهد بلوغ الفريق نهائي دوري الأبطال، كان النشيد هو "Allez Allez Allez". أما في 2022، فتم إعادة توزيع أغنية "I Feel Fine" لفريق البيتلز كتحية للمدرب يورغن كلوب. هذا الموسم، عاد نشيد "Liverbird Upon My Chest" إلى الواجهة بقوة. إذ بدأت الجماهير تردده بكثافة منذ مباراة الفريق أمام بي إس في آيندهوفن الهولندي في دوري الأبطال يوم 29 يناير، حيث انتشرت مقاطع الفيديو لأداء المشجعين للنشيد على وسائل التواصل الاجتماعي. وازدادت شعبيته بعدما نشر حساب ليفربول الرسمي مقاطع لجماهير الفريق تحتفل به عقب الفوز على مانشستر سيتي 2-0 في 23 فبراير، ثم تكرر المشهد في مواجهة ساوثهامبتون التي انتهت بفوز الريدز 3-1، ما عزز صدارة الفريق بفارق 16 نقطة عن أرسنال صاحب المركز الثاني، الذي قلّص الفارق لاحقًا إلى 15 نقطة بالتعادل مع مضيفه مانشستر يونايتد.يقول أسبينال عن انتشار النشيد: "هذا يجعلني أشعر بالفخر. كنت في مباراة برينتفورد في يناير عندما سجل داروين نونيز هدفين، وسمعت الجماهير تغني الأغنية بأكملها. كنت سعيدًا جدًا، لم أكن أتوقع أن تكتسب هذه الشعبية، رغم أنها موجودة منذ 41 عامًا". هل تكون أيقونة تحقيق اللقب هذا الموسم؟ الأغنية في الأصل تتألف من 21 بيتًا، وتمت إضافة بعض الأبيات إليها من قبل مشجعي ليفربول، بمن فيهم الراحل بوبي ويلكوكس، الذي توفي عام 2009، وليني وودز، الذي وافته المنية عام 2020. ورغم أنها كانت تُغنى في الحانات والمواصلات أثناء رحلات المشجعين لحضور المباريات، إلا أنها لم تشهد انتشارًا واسعًا داخل الملعب حتى هذا الموسم. الموسيقي بيتر هوتون، المغني الرئيسي لفرقة "The Farm" والمشجع المخضرم لليفربول، يقول: "كانت تُغنى فقط في حانة ألبرت القريبة من 'أنفيلد'، حيث كان بوبي وليني يجلسان ويبدعان في تأليف الأغاني. الأغنية الأصلية كانت تقول: نحقق الدوري وكأسًا في مايو، لكنها تحولت لاحقًا إلى نحقق البطولة في مايو". وللأغنية تاريخ متشعب، حيث أعاد نجم ليفربول الأسترالي السابق كريغ جونستون دمجها مع أغنية "The Pride of Merseyside"، التي أداها المغني جو فيغن عام 1987.ويقول جونستون: "عندما انضممت إلى ليفربول، كنت مندهشًا من تفاني الجماهير وأغانيهم. لقد تعرفت على اللحن من أغنية 'Ballad of the Green Berets' التي كان والدي يغنيها لي عندما كنت صغيرًا، فقررت دمجها مع 'The Pride of Merseyside'". كلمات النشيد الجديد جونستون، الذي اشتهر لاحقًا باختراعه حذاء أديداس "Predator"، أضاف: "الأغنية كانت تكريمًا للجماهير، وقد أُنتجت في فترة صعبة أثناء إضراب عمال المناجم ضد حكومة مارجريت تاتشر. لذلك تضمنت كلمات مثل: "لا عمل، لا أمل، فرصة واحدة للشهرة إنها حياتنا، ليست مجرد لعبة لأجل الريدز، بكى الرجال نحن فخر ميرسيسايد"أندية أخرى تستلهم نفس النشيد لاحقًا، تأثرت جماهير سلتيك الإسكتلندي بالأغنية وأعادت إنتاجها تحت اسم "Four Leaf Clover on My Breast"، وذلك بفضل علاقة بيتر هوتون مع فرقة موسيقية إسكتلندية، حيث تم تأديتها في حانة ليفربول قبل مباراة بين ليفربول وسلتيك عام 1997. لاحقًا، سجلت فرقة "The Peat Diggers" الأغنية بنسختها الجديدة، وأصبحت هتافًا شهيرًا في مدرجات سلتيك. مع تبقي 10 مباريات فقط في الدوري، يبدو ليفربول في طريقه لتحقيق لقبه الأول مع الجماهير في المدرجات منذ 1990، بعدما حُرموا من الاحتفال بلقب 2019-2020 بسبب جائحة كورونا. المفارقة الوحيدة أن كلمات الأغنية قد تحتاج إلى تعديل بسيط، حيث أن فريق المدرب الهولندي أرني سلوت قد يحسم اللقب قبل شهر مايو.(ترجمات)