صراع إعلامي يشتعل بين حسام حسن، المدير الفني الجديد لمنتخب مصر والقائد السابق والهداف التاريخي لكرة القدم المصرية، وقائد المنتخب الحالي ونجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح.أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم، الثلاثاء، تعيين حسام حسن مديرا فنيا لمنتخب مصر الأول خلفا للبرتغالي روي فيتوريا، الذي تمت إقالته عقب الخروج من بطولة كأس أمم إفريقيا 2023 في كوت ديفوار.لم تكن المشاركة المصرية مُميزة، حيث طالت الانتقادات القائد صلاح وبقية زملائه، وكان حسام حسن أحد المنتقدين من خلال المنابر الإعلامية والفقرات التحليلية.لن أستدعي صلاح!ربما ما أشعل ذلك الصراع على هامش كأس الأمم الإفريقية هو تصريح المدير الفني الجديد للفراعنة من خلال أحد البرامج، وتعليقه على موقف صلاح من مغادرة معسكر منتخب مصر.تعرض نجم ليفربول الإنجليزي لإصابة في العضلة الخلفية، وقد تقرر عودته إلى ليفربول لتلقي العلاج، على أمل أن يصبح متاحا للمشاركة في النهائي إن تأهل منتخب مصر لهذا الدور، وهو ما لم يتحقق بطبيعة الحال.اعترض عديدون على فكرة ترك قائد المنتخب للمعسكر في كوت ديفوار، وكان حسام حسن مؤيدا لهذا الاعتراض.واستقبل حسن سؤالا عن موقفه لو كان مديرا فنيا لمنتخب مصر وطلب منه صلاح العودة إلى ليفربول، فأجاب: "لو طلب مني العودة إلى ليفربول، سأوافق، ولكن سأقول له استمر مع النادي ولن تعود لأن لدينا رجالا في المنتخب، وبلا شك هو أفضل لاعب مصري تحقيقا للإنجازات خارج مصر، لكن المنتخب خط أحمر".وتابع: "سمعت أحد الأخبار تقول بأنه سيعود حال وصولنا إلى النهائي، لو كنت مدربا فلن أسمح له بذلك حتى لو خسرنا النهائي، تمثيل مصر شرف لأي لاعب، وصلاح لاعب مهم لكنه اختار رغبته وقراره".ولم يكن ذلك الانتقاد هو الأول من حسام حسن تجاه صلاح على هامش البطولة القارية، حيث انتقد مستواه خلال المباراة الأول في البطولة ضد موزمبيق، وقال إنه ينبغي استبداله إن لم يكن في حالته، وإن حتى ليونيل ميسي يُستبدل خلال المباريات مع منتخب الأرجنتين.اعتزال دولي؟يتم تداول الأنباء حول فكرة اعتزال دولي مُحتمل لمحمد صلاح من وقت إلى آخر، وتتردد الفكرة بشدة في الوقت الراهن.يعتبر النقاد أن العلاقة بين محمد صلاح والمدربين المصريين ليست بالمثالية، فخلال تجارب سابقة لحسام البدري وإيهاب جلال مع المنتخب الأول، لم يستمرا طويلا في المهمة، وقيل إن اللاعبين المحترفين لم يُبديا إعجابهما بأساليب المدربين الفنية.تتكرر تجربة وطنية جديدة، ولكن بطلها هو نجم مصري أسطوري كلاعب، فكيف سيتعامل محمد صلاح مع الموقف؟تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي تدوينة قديمة لمحمد صلاح على منصة "إكس" في عام 2017، حيث كان الحديث وقتها عن احتمالية الاعتزال الدولي لنجم ليفربول الحالي، وطالبته الجماهير بعدم الحزن من هذه المطالبات، فكان رده ساخرا، وقد استعمل صورة ساخرة شهيرة لحسام حسن خلال فترة تدريبه سابقا لنادي المصري البورسعيدي. وللمفارقة، فإن الحديث عن الاعتزال الدولي هو العامل المشترك بين الحدثين.الهداف التاريخيتعددت النجوم والأجيال في كرة القدم المصرية، ولا يزال حسام حسن هو الهداف التاريخي لمنتخب مصر برصيد 68 هدفا.يأتي محمد صلاح ثانيا برصيد 56 هدفا، حيث يحتاج إلى 12 هدفا لمعادلة رقم المدير الفني الجديد لمنتخب مصر.ما ضاعف من الخلافات الإعلامية في أوقات سابقة هو حديث إبراهيم حسن، شقيق حسام، عن أنه لن يتواجد أي لاعب يستطيع كسر الأرقام القياسية التي حققها شقيقه في كرة القدم المصرية.يحلم صلاح بأن يعادل رقم مديره الفني الجديد، وهو ما يطرح التساؤلات حول العلاقة المستقبلية بينهما.تهدئة الأجواءيبدو أن كثيرين يحاولون طي صفحات هذا الخلاف غير المباشر، وأن يتم فتح صفحة جديدة حيث ستكون الأولوية للمنتخب الوطني المصري.يعتقد مدرب منتخب مصر السابق ضياء السيد، خلال تصريحاته لأحد البرامج التلفزيونية على قناة "صدى البلد" المصرية، أنه لا بد من تصفية الأجواء بين الثنائي.وقال ضياء السيد، الذي قاد صلاح من قبل مع منتخب مصر للشباب في كأس العالم 2011: "انتقاد حسام حسن بشكل مباشر لمحمد صلاح أكثر من مرة لا بد أن يتم إعادة ترتيب الأوضاع حوله، وتصفية الأجواء بين الثنائي".وتابع: "محمد صلاح رجل ذكي ولكن لا بد من حل الأمور بينه وبين حسام حسن".وذكر موقع "صدى البلد" الإلكتروني أن اتصالا هاتفيا قد جمع بين محمد صلاح وحسام حسن خلال الساعات الأخيرة، من أجل تخفيف حدة التوتر بينهما وبحث مستقبل منتخب مصر.وقال رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، جمال علام، خلال تصريحات تلفزيونية مساء الثلاثاء: "محمد صلاح يعشق مصر وقائد حقيقي وسيكون أكبر مساعد لحسام حسن في قيادته لمنتخب مصر".كما ذكر تقرير لموقع "اليوم السابع" أن المدير الفني الجديد لمنتخب مصر يستهدف زيارة اللاعبين المحترفين في الخارج خلال الفترة المقبلة، وسيكون نجم نادي ليفربول الإنجليزي في مقدمة أهدافه خلال هذه الرحلة.حلم الموندياليحاول منتخب مصر طي صفحة كأس أمم إفريقيا 2023، والتركيز على الهدف القريب المُقبل، وهو التأهل إلى كأس العالم 2026.بدأ الفريق بشكل مميز تحت قيادة البرتغالي روي فيتوريا، حيث حقق انتصارين على كل من جيبوتي وسيراليون، والآن سيستكمل حسام حسن هذه الرحلة.قاد حسام حسن "الفراعنة" كلاعب إلى مونديال 1990، وقد كان التأهل الأخير إلى حين نجح صلاح في قيادة مصر إلى مونديال 2018.قد يأمل الثنائي أن يتشاركا في نجاح يُسعد الشعب المصري، من خلال تحقيق التأهل إلى المونديال الرابع تاريخيا، فهل يزيلان خلافات الماضي؟ (المشهد)