ارتدى لاعبو منتخب الكونغو الديمقراطية شارات سوداء، ولم يرددوا النشيد الوطني قبل انطلاق مباراتهم ضد كوت ديفوار، مساء الأربعاء، في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2023.فخلال النشيد الوطني قبل بداية المباراة، لاحظ المشاهدون قيام لاعبي الكونغو الديمقراطية بإصدار إشارات من خلال تكميم أفواههم بيدهم اليمنى، ووضع اليد الأخرى على شكل مسدس على رؤوسهم. واتضح أنها كانت رسالة تعاطف منهم مع السكان الفارين من مدينة جوما في شرق البلاد، والذي يعانون من هجمات وعنف متمردي حركة "23 مارس".ما هي حركة 23 مارس في الكونغو الديمقراطية؟يستمر فرار المزيد من المدنيين خوفا من توغل جديد من حركة "23 مارس" المتمردة، من مدينة جوبا التي تمثل مركزا حضريا استراتيجيا في شرق الكونغو الديمقراطية، والتي يقطن بها أكثر من مليوني شخص.في منطقة تعاني بالفعل من عنف الجماعات المسلحة، شن متمردو "حركة 23 مارس" هجوما جديدا وواسعا في مارس 2022 مما أشعل صراعا أدى إلى تدخل عسكري وجهود وساطة من زعماء منطقة شرق إفريقيا. وتدخل الوسطاء لوقف إطلاق النار العام الماضي، لكن الاتفاق قد تم انتهاكه في عدة مرات.وتصاعدت حدة الاشتباكات بين المتمردين وقوات الجيش ومجموعات الدفاع الذاتي الداعمة للجيش، مما أجبر مجتمعات محلية بأكملها على الفرار.وتعهدت حكومة الكونجو الديمقراطية هذا الأسبوع بأنها لن تسمح بسقوط مدينة جوما، الواقعة على بحيرة "كيفو" بالقرب من الحدود مع رواندا، في أيدي حركة "23 مارس".ونفت حركة "23 مارس" في بيان، الأربعاء أن يكون هدفها إسقاط المدينة، واصفة ما تفعله بأنه "مناورات دفاعية".وتحمل المدنيون وطأة أعمال العنف بعد مقتل كثيرين في تفجيرات وهجمات انتقامية.وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الثلاثاء إن نحو 42 ألف شخص نزحوا من "ماسيسي" وحدها منذ 2 فبراير الجاري.وتقول الكونغو الديمقراطية والقوى الغربية ومجموعة خبراء تابعة للأمم المتحدة إن الجماعة المتمردة التي يقودها "التوتسي" تحظى بدعم الجارة رواندا. وتنفي رواندا أي تورط لها، لكن الاتهامات أسفرت عن أزمة دبلوماسية في المنطقة.وأقام مواطنون في داخل البلاد وقفات صامتة وحملات تعاطف مع الأوضاع الإنسانية السيئة في مدينة جوما.وامتد التعاطف إلى لاعبي منتخب كرة القدم المتواجدين في كوت ديفوار حاليا.وقال قائد الكونغو الديمقراطية تشانسيل مبيمبا في تصريح إعلامي، الإثنين الماضي: "عقولنا مع جميع ضحايا أحداث التمرد في جوما، وعائلاتهم. أصلّي من كل قلبي حتى تجد بلادي السلام".(المشهد - وكالات)