تنذر مفاجآت بطولة أميركا المفتوحة للتنس ببداية عهد جديد للعبة بعد خروج الصربي نوفاك ديوكوفيتش حامل اللقب والفائز بذهبية أولمبياد باريس 2024 من الدور الثالث للبطولة، وقبله الإسباني كارلوس ألكاراز وصيف الأولمبياد والفائز بلقبين في البطولات الـ4 الكبرى هذا العام في رولان غاروس وويمبلدون. فقد خسر ديوكوفيتش أمام الأسترالي أليكسي بوبيرين، لينهي النجم الصربي موسمه بلا لقب في البطولات الـ4 الكبرى لأول مرة منذ عام 2017. أما ألكاراز فقد سقط في فخ الخسارة أمام الهولندي بوتيك فان دي زاندشولب المصنف 74 عالميًا، لتنتهي سلسلة 15 انتصارًا متتاليًا للنجم الإسباني الشاب في البطولات الـ4 الكبرى.أما ديوكوفيتش فلم يسبق له الخروج مبكرا من الدور الثالث في بطولة أميركا المفتوحة للتنس منذ 18 عامًا، وذلك عندما ودع مبكرًا في عام 2006. وبقى فقط من الأبطال السابقين في منافسات أميركا المفتوحة للتنس، النجم الروسي دانييل ميدفيديف الفائز بالبطولة في عام 2021. واللافت أيضًا أنه للمرة الأولى منذ عام 2000 والمرة الثانية فقط في عصر البطولات المفتوحة، الذي يعود تاريخه إلى عام 1968 التي يودع فيها 2 من بين أول 3 لاعبين في التصنيف العالمي بطولة أميركا المفتوحة خلال الأسبوع الأول من المنافسات. وفسر ديوكوفيتش وقبله ألكاراز أحد أسباب الخروج المبكر من أميركا المفتوحة بسبب حالة الإرهاق الذهني والبدني نتيجة اختلاف نوعية الملاعب والتنقل من الملاعب الرملية في بطولة فرنسا المفتوحة إلى العشبية في ويمبلدون إلى الملاعب الرملية في أولمبياد باريس إلى الملاعب الصلبة في "فلاشينغ ميدوز".هل تغيرت خريطة التنس؟وتطرح مفاجآت بطولة أميركا المفتوحة أيضا علامات الاستفهام بشأن حقيقة انتهاء عصر الـ3 الكبار في العالم التنس، وهم ديوكوفيتش ورافاييل نادال وروجير فيدرير خاصة أن عام 2024 سيسجل أنه الأول من نوعه الذي يمر بدون صعود أي من هذا الثلاثي على منصة التتويج بأحد ألقاب البطولات الكبرى لأول مرة منذ عام 2002. وبدأ فيدرر السلسلة الذهبية بفوزه ببطولة ويمبلدون عام 2003 لتبدأ قصة 66 لقبًا في البطولات الـ4 الكبرى لهذا الثلاثي، حيث حقق النجم السويسري المعتزل 20 لقبًا في بطولات "غراند سلام" ليتجاوز رقم الأميركي بيت سامبراس.وجاء نادال ليتجاوز الثنائي بتحقيق 22 لقبًا، قبل أن يحقق ديوكوفيتش 24 لقبًا، ولكن مع اعتزال فيدرير البالغ من العمر 43 عامًا وابتعاد نادال ذي الـ38 عامًا، عن الأضواء بسبب كثرة الإصابات والعمليات الجراحية. كما أن تقدم ديوكوفيتش في السن ببلوغه 37 عامًا وكثرة إصاباته التي كانت سببا في خسارته في نصف نهائي بطولة أستراليا والانسحاب قبل الدور ربع النهائي في "رولان غاروس"، وخسارته نهائي ويمبلدون أمام ألكاراز، ينذر أن خريطة التنس في طريقها لتغيير شامل.(وكالات)