على وقع هتافات "تحيا تحيا فلسطين" و"من باريس إلى غزّة"، وصلت البعثة الفلسطينية صباح الخميس إلى العاصمة الفرنسية للمشاركة في أولمبياد باريس الصيفي، بعد أيام من مطالبتها بإقصاء إسرائيل من الألعاب، بسبب "خرقها الهدنة الأولمبية" من جرّاء الحرب الدائرة في غزّة. وحطّت طائرة تقلّ معظم أفراد الوفد الفلسطينيّ القادم من رام الله، عبر العاصمة الأردنية عمّان، في مطار شارل ديغول في رواسّي، تقدّمه رئيس اللجنة الأولمبية جبريل الرجوب الذي سيمثل الرئيس محمود عباس في حفل الافتتاح الرسميّ الجمعة، على نهر السين.وانضمّ إليها في المطار رياضيون وُجدوا في باريس قبل فترة للخضوع لمعسكر تدريبي، فيما حضر نحو مئة شخص للترحيب بالبعثة، أطلقوا الهتافات وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، يضعون الكوفيات ويوزّعون الحلويات والتمور على الحاضرين. وفيما كان لاعب الجودو فارس بدوي يوزّع الكوفيات، قالت ريبيكا، طالبة نيوزيلندية بعمر الـ25 جاءت لتدعم الفلسطينيّين "أنا إنسان، لديّ قلب، لديّ تعاطف، أرى أنّ ما يحدث في غزة الآن هو إبادة جماعية". أما ربّة المنزل عواطف المولودة في فرنسا لوالد تونسي، فأضافت، "نحن حسّاسون للغاية لما يحدث، ونريد أن نُظهر دعمنا، حتى لو كانت حكوماتنا لا تفعل الشيء الصحيح، حتى لو لم نعترف بالدولة الفلسطينية رغم أنها دولة أصلية". بطاقة حمراء بدوره، قال الرجوب لفرانس برس، "العالم يدرك بأنّ أكبر خطر على السلم العالميّ واستقرار منطقة الشرق الأوسط، مرتبط بإنصاف الشعب الفلسطينيّ وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. ما يحصل في غزة والقدس وفي كل الأراضي الفلسطينية، هو نموذج مشوّه لما حصل في أربعينيات القرن الماضي من النازيّين، آن الأوان لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينيّ ورفع البطاقة الحمراء في وجه إسرائيل". ومنذ السابع من أكتوبر الماضي والهجوم غير المسبوق الذي شنّته "حماس" على جنوب إسرائيل، ردّت إسرائيل متوعّدة "بالقضاء" على الحركة، وهي تنفّذ مذاك حملة قصف مدمّرة وهجمات برّية. وعن رفض اللجنة الأولمبية الدولية طلب نظيرتها الفلسطينية إقصاء إسرائيل بسبب "خرق الهدنة الأولمبية"، ووقوفها على الحياد، قال الرجوب، "أعتقد بأنّ هذا ظلم لفلسطين. وهذا يؤكد أنّ هناك مؤسسات دولية تصرّ على أنها تكيل بمكيالين، وتصرّ على عدم الالتزام بالميثاق الأولمبيّ ولا بالقوانين والأنظمة ولا بأخلاق الرياضة".المعاناة مستمرة تركّزت الأنظار على فاليري ترزي المولودة في الولايات المتحدة والتي نشأت بالقرب من نجمات المنتخب الأميركيّ للسباحة.وقالت ابنة الـ24 التي ستشارك في سباق 200 م متنوّعة لفرانس برس، "وُلد جدي ونشأ في غزة. غادر وعندما أراد العودة لم يستطع. لا يزال لديّ الكثيرين من العائلة هناك. ولسوء الحظ، توفي الكثير منهم. إنه أمر صعب للغاية، ولكنه السبب الأهم وراء رفعنا العلم". أما زميلها السباح يزن البواب الذي يخوض مشاركته الثانية في الألعاب، وخاض معسكرًا لأسبوعين في ضاحية نانتير الباريسية حيث المسبح الأولمبي، فقال، "لا يوجد أيّ ضغط علينا. الضغط على الفلسطينيّين في فلسطين.. من فضلكم عاملونا كبشر، نستحق الحقوق نفسها التي يتمتع بها الجميع. علينا أن نكون أقوياء وإلّا سيدوس علينا الناس.. على الرغم من معاناتنا، يمكننا التأهل إلى الألعاب الأولمبية من دون وجود حوض سباحة واحد في فلسطين".وأردف الرياضي المولود في السعودية، المقيم في دبي بعد العيش في كندا، هولندا وإيطاليا التي يحمل جنسيتها أيضًا، "من المؤسف أنّ رياضيًا مثلي، بدلًا من الحديث عن مشاركتي، أتحدّث عن أطفال يُقتلون... بعض المتظاهرين تقبض عليهم الشرطة إذا رفعوا العلم الفلسطيني، لكن أنا لا يستطيع أحد منعي من ذلك". بدورها، تحدّثت السفيرة الفلسطينية في باريس هالة أبو حصيرة، عن "ضرورة إنهاء جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا في قطاع غزة، وضرورة إنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصريّ ضد أهلنا في جميع الأرض الفلسطينية". (وكالات)