في تطور مفاجئ، تقرر إيقاف الحكم الإسباني خوسيه لويس مونييرا مونتيرو عن إدارة أي مباريات خلال الأسبوع المقبل، وذلك في ظل الجدل المتزايد حول علاقاته التجارية المزعومة مع كيانات رياضية كبرى مثل رابطة الدوري الإسباني، ,الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، والاتحاد الإسباني لكرة القدم، وأندية كبرى مثل مانشستر سيتي وأستون فيلا وباريس سان جيرمان. هذا القرار جاء بعد الضجة الإعلامية التي أثيرت حوله، ما دفع الجهات المختصة إلى التحرك من أجل التحقيق في الأمر وتقييم مدى تأثيره على نزاهة التحكيم في الكرة الإسبانية. فتح تحقيق في القضية حتى الآن، تتعامل كل من الاتحاد الإسباني لكرة القدم واللجنة الفنية للحكام بحذر بالغ تجاه هذه القضية، حيث لم تصدر أي بيانات رسمية تدين مونييرا مونتيرو، ولكن وفقًا لصحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن القضية أحيلت إلى القسم القانوني في الاتحاد وإلى لجنة الامتثال لمراجعة التفاصيل بدقة. ورغم ذلك، فإن هذه الخطوة لا تعني بالضرورة اتهامه بأي مخالفة، بل تأتي في إطار الإجراءات الرسمية المعتادة للتحقق من مدى صحة المعلومات المتداولة. علاقة مثيرة للجدل بحسب ما كشفته صحيفة "El Español"، فإن مونييرا مونتيرو هو مؤسس شركة "Talentus Sports Speakers SL"، وهي شركة متخصصة في الاستشارات الرياضية والإدارة الرياضية. المثير في الأمر أن هذه الشركة لها تعاملات تجارية مع جهات رياضية كبرى، وهو ما قد يمثل تعارضًا مع ميثاق أخلاقيات التحكيم الذي يحكم عمل الحكام والمسؤولين في الاتحاد الإسباني لكرة القدم. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فبعد تصاعد الجدل، قام مونييرا مونتيرو بحذف جميع المعلومات المتعلقة بهذه الشركة من حسابه الشخصي على منضة "لينكد إن"، بل إنه حذف حسابه بالكامل، ما أثار تساؤلات إضافية حول مدى ارتباطه بهذه الشركة واحتمالية تضارب المصالح في عمله كحكم دولي.شبكة علاقات مع كبار مسؤولي التحكيم في إسبانيا يبدو أن الروابط التي تربط مونييرا مونتيرو بشخصيات نافذة في مجال التحكيم الإسباني تزيد من تعقيد القضية، فهو يملك علاقات مباشرة مع خيسوس كارديناس، مدير المباريات في رابطة الدوري الإسباني، ومع خوسيه مانويل ماتيوس كاباييرو، رئيس اللجنة الفنية لحكام إقليم الأندلس، وهو المسؤول عن الحكام في المنطقة التي ينتمي إليها مونييرا مونتيرو. كما أن شركة "Deportalia Sports SL"، التي تشترك في نفس العنوان مع شركة "Talentus Sports Speakers SL"، تمتلك رأس مال قدره 450,000 يورو، رغم أنها لا تضم موظفين أو أي أنشطة عامة مرئية، كما أنها لا تمتلك موقعًا إلكترونيًا أو خدمات دعم للعملاء، مما أثار المزيد من الشكوك حول طبيعة عملها. تفاصيل مثيرة على الرغم من أن "Deportalia Sports" لا تقدم أي أنشطة ظاهرة، إلا أنها حققت أرباحًا تقدر بـ200,000 يورو في عام 2023، وفقًا لسجلات الشركات. كما أنها تقدم نفسها عبر "لينكد إن" كشركة متخصصة في استشارات تنظيم البث والإنتاج التلفزيوني، والتحكيم وتقنية الـ"فار". أحد أبرز قادتها هو سيرجيو سانشيز كاستانير، الذي يعتبر من أكثر الشخصيات المقربة من رئيس رابطة الدوري الإسباني، خافيير تيباس، حيث كان مسؤولًا عن إدخال تقنية الـ"فار" في إسبانيا وعمل مستشارًا لرابطة الدوري الإسباني والاتحاد الأوروبي لكرة القدم. هذه العلاقات جعلت مونييرا مونتيرو في مرمى الانتقادات، إذ تزايدت التساؤلات حول مدى الشفافية في قرارات التحكيم، وإمكانية وجود تأثيرات خارجية على الحكام من خلال ارتباطاتهم التجارية. أداء مونييرا مونتيرو في المباراة المثيرة للجدل وتزايدت الشكوك حول نزاهة مونييرا مونتيرو بشكل خاص بعد أدائه المثير للجدل في مباراة ريال مدريد ضد أوساسونا، حيث شهدت المباراة طردًا مثيرًا للجدل لجود بيلينغهام بسبب ما يُعتقد أنه "خطأ في الترجمة"، حيث اعتقد الحكم أن اللاعب وجه إليه عبارة مهينة، في حين أن اللاعب كان يعبر عن غضبه بشكل عام.إضافة إلى ذلك، يعتقد مسؤولو ريال مدريد أن الحكم لم يحتسب ركلة جزاء مستحقة لصالح فينيسيوس جونيور، كما أقر بصحة هدف لصالح أوساسونا بعد قرار يُعتقد أنه مشكوك فيه باحتساب ركلة جزاء ضد كامافينغا، مما أثار استياء جماهير النادي الملكي. القضية فتحت الباب مجددًا لمطالبات إصلاح نظام التحكيم في الدوري الإسباني وتعزيز الشفافية والاستقلالية، حيث يطالب العديد من النقاد والمحللين الرياضيين بضرورة الفصل التام بين الحكام وأي أنشطة تجارية مرتبطة بكرة القدم.من المعروف أن العقود الموقعة بين الحكام والاتحاد الإسباني تشدد على حصرية عملهم مع الاتحاد، لكنها لا تمنعهم من امتلاك حصص في شركات. ومع ذلك، فإن القضية الحالية قد تؤدي إلى إعادة النظر في هذه القوانين، خصوصًا بعد التعديلات التي أجريت على النظام الأساسي للاتحاد الإسباني في 10 فبراير الماضي، والتي منعت اللاعبين النشطين من الدخول في أي علاقات تجارية مع الاتحاد الإسباني، وهو ما قد يمتد لاحقًا ليشمل الحكام أيضًا. ماذا بعد؟ في ظل تصاعد الجدل، ستظل لجنة الحكام الإسبانية والجهات الرقابية في الاتحاد الإسباني تحت ضغط شديد لاتخاذ موقف واضح من هذه القضية. وحتى يتم حسم التحقيقات، سيبقى مونييرا مونتيرو بعيدًا عن إدارة أي مباريات، في انتظار نتائج التحقيقات الرسمية.(ترجمات)