رحلة حالمة جديدة، يبدؤها المنتخب القطريّ على ملعب لوسيل في الدوحة، كأس آسيا 2023 تمنح العنابي فرصة ذهبية للدفاع عن لقبه بطلا للقارة على أرضه وبين جماهيره، انطلاقًا من الـ 12 يناير وحتى الـ 10 فبراير، تتركز أنظار عشاق كرة القدم الآسيويّة والعربيّة على ملاعب الدوحة من أجل متابعة النسخة الـ 18 من بطولة كأس آسيا، نسخة تجمع أفضل منتخبات القارة، ويدافع خلالها المنتخب القطري عن اللقب الذي حققه في الإمارات العربيّة المتحدة عام 2019.كُن في استاد لوسيل قبل 5 مساءً يوم 12 يناير للاستمتاع بكم لحظة من حفل الافتتاح الأسطوري لـ #كأس_آسيا2023 استخدم المترو! أسهل وأسرع طريقة للوصول على المشجعين إبراز تذكرتهم للمباراة في أي محطة من محطات مترو الدوحة وترام لوسيل للحصول على تذكرة تنقّل ليوم واحد, ابتداءً من اليوم… pic.twitter.com/nNadYKzsOp— كأس آسيا قطر 2023 (@Qatar2023) January 12, 2024 قطر تلعب في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات لبنان والصين وطاجيكستان، وتبدأ مشاركتها بمواجهة المنتخب اللبنانيّ، اختبار في غاية الصعوبة، يحدد الكثير من معالم مستقبل هذه المشاركة، المنتخب اللبناني الذي يصل من أجل كسر حاجز الدور الأوّل والثأر من خسارته في النسخة الماضية أمام المنتخب القطريّ في أوّل مباريات المجموعة الـ 5 آنذاك بهدفين من دون مقابل، وبين تلك المشاركة وهذه، تختلف أشياء كثيرة بالنسبة للمنتخبين ولو أنّ رياح التغيير زارت المعسكرين في الآونة الأخيرة، غادر البرتغاليّ كارلوس كيروش تدريب العنابي وحضر الإسبانيّ ماركيز لوبيز، ورحل الكرواتيّ نيكولا يورتشيفيتش عن المنتخب اللبنانيّ وعاد المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش، هذه التغييرات تحمل الجديد بالنسبة للمنتخبين على صعيد الأفكار التكتيكية التي يحبذها كل مدرب، وعلى الطريقة التي يدير بها الأمور الداخلية، لكل ذلك تأثير مباشر على نتائج المنتخبات، فهل كان اختيار التغيير في هذه الظرفية الصعبة قرارا ناجحا؟المنتخب القطري يدافع عن لقبه يخوض المنتخب القطريّ مباراة لبنان وهو مرشح على الورق، يستفيد من مساندة 80 ألف متفرج من مدرجات ملعب لوسيل، ومن معرفته بتفاصيل الملعب وأركانه، المدرب الإسبانيّ ماركيز لوبيز الذي يعرف جيدا الكرة القطريّة بفضل مروره الطويل من نادي الوكرة، رفع سقف الانتظارات خلال المؤتمر الصحفيّ الذي يسبق الظهور الأوّل بقوله "هدفي هو الوصول إلى المباراة النّهائية"، لوبيز حاول خلال المعسكر الأخير الذي سبق البطولة، ترسيخ أفكاره في عقول اللاعبين، لم يجري تغييرات كثيرة على لائحة الأسماء التي شاركت في المباريات الأخيرة مع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، لكنّه يعتمد طريقة لعب مختلفة.لوبيز يحب الهجوم، يعتمد على البناء الهجوميّ من الخلف والتدرج السليم بالكرة، يشبه إلى حد كبير ما قدمه الإسباني فيليكس سانشيز والذي قاد قطر للتتويج بكأس آسيا في النسخة السابقة، أهمّ أسلحته هو الثنائيّ المعز علي هداف البطولة في النسخة السابقة وحسن الهيدوس قائد المنتخب والعقل المدبر لهجماته، بالإضافة إلى الموهبة الصّاعدة تميم عبد الله، كما تتوفر قطر على عناصر خبرة كثيرة، على غرار خوخي بوعلام الذي يقود خط الدفاع وعبد العزيز حاتم. وينتظر الجمهور القطريّ الذي عاش خيبة الخروج من الدور الأوّل في كأس العالم الماضية، هذه البطولة من أجل تدارك ذلك، مهمة صعبة في ظل حضور منتخبات السّعودية واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران، مستوى التنافس ارتفع كثيرا في السنوات الأخيرة، الحفاظ على التاج الآسيويّ يمر بالنسبة لرفاق المعز علي عبر تقديم بطولة رائعة، ترقى لما أظهره العنابيّ في ملاعب الإمارات قبل 5 أعوام.حسن معتوق ورقة لبنان الرابحةيعيش المنتخب اللبنانيّ فترة جيدة على المستوى الآسيويّ، يحضر للمرة الـ 2 على التوالي في كأس آسيا والـ 3 في تاريخه، يخوض المباراة الأولى أمام قطر بطموح تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل وإظهار مدى تطوره فرديا وجماعيا، بعودة المدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش، عاد الهدوء لمجموعة، الفوز على الأردن وديّا قبل خوض هذه البطولة، مثل نقطة انطلاقة للمدرب، البناء على الإيجابيات وتدارك السلبيات، هو العمل الذي عكف عليه المدرب، الرهان الأساسيّ خلال هذه المشاركة هو تجاوز الدور الأوّل وكسر الحاجز الذي منح لبنان من التألق في المشاركات السابقة.ويعتمد رادولوفيتش خلال مواجهة قطر على سرعة وخبرة ومهارة حسن معتوق، الهداف التاريخيّ للمنتخب يحمل مسؤولية تسجيل الأهداف وصناعتها، في وقت يلعب المونتينغري كرة قدم منظمة دفاعيا، استغلال المساحات هي الطريقة المثالية لإحداث رجة في الدفاع القطريّ، بالنسبة للمنتخب اللبناني الفوز أو التعادل في هذه المباراة، سيترك باب التأهل إلى الدور الثاني من المسابقة مفتوحا على مصراعيه. (المشهد)