في تطور غير متوقع، منح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الضوء الأخضر للمهاجم المخضرم إميليو نسوي لتمثيل منتخب غينيا الاستوائية رسميًا، وذلك بعد أكثر من 12 عامًا من مشاركته الأولى مع الفريق. وجاء القرار بعد رفض سابق من "فيفا" أدى إلى إيقاف اللاعب لمدة 6 أشهر وحرمان منتخب بلاده من نقاط مهمة في تصفيات كأس العالم 2026. فيفا يمنح الضوء الأخضر بعد جدل طويلوكانت فيفا قد أثارت الجدل في مايو 2023 حينما قررت أن نسوي غير مؤهل للعب مع غينيا الاستوائية، رغم أنه قاد الفريق في أكثر من 43 مباراة دولية وسجل 22 هدفًا كأفضل هداف في تاريخ المنتخب. وجاء القرار بناءً على عدم استكمال إجراءات تغيير الولاء الكروي من إسبانيا إلى غينيا الاستوائية. غير أن الأربعاء الماضي شهد تحولًا دراميًا بعد أن وافقت "فيفا" أخيرًا على طلب ثانٍ قدمه الاتحاد الغيني الاستوائي لكرة القدم، ليتم تصحيح وضع اللاعب بعد أكثر من عقد من الزمن.وفي تصريحاته لـ"بي بي سي سبورت" في نسختها الإفريقية، قال رئيس الاتحاد الغيني الاستوائي: "لقد كان قرار فيفا إيجابيًا للغاية بالنسبة لنا ولجميع شعب غينيا الاستوائية. بعد سنوات طويلة، استطعنا إثبات أن إميليو كان مؤهلاً منذ البداية، وأخيرًا تحقق العدل في هذه القضية." كيف أدى الخطأ الإداري إلى أزمة؟ القرار المفاجئ لوقف نسوي في 2023 جاء بمثابة ضربة قاصمة للمنتخب الغيني، خصوصًا أنه لعب دورًا حيويًا في تصفيات كأس العالم. لكن تبين لاحقًا أن الأزمة نشأت بسبب إهمال إداري حدث في 2013، حينما فشل الاتحاد المحلي في إتمام الإجراءات القانونية لتحويل ولاء اللاعب من إسبانيا. ورغم أن نسوي، الذي سبق له اللعب لمنتخب إسبانيا للشباب، مثل غينيا الاستوائية منذ عام 2013، إلا أن "فيفا" اكتشفت أن أوراقه لم تكتمل رسميًا. وبسبب ذلك، تم إلغاء انتصارات غينيا الاستوائية أمام ناميبيا وليبيريا في تصفيات مونديال 2026، مما أدى إلى خسارتهم 6 نقاط وتراجعهم في ترتيب المجموعة. وتعرض الاتحاد الغيني لغرامة قدرها 150 ألف فرنك سويسري، قبل أن يتمكن من تقليص العقوبة لاحقًا إلى 50 ألف فرنك فقط بعد تقديم استئناف ناجح. إلا أن المستندات الجديدة التي قُدمت في الاستئناف الثاني أثبتت أن نسوي كان يحمل جواز سفر غينيا الاستوائية منذ 2004، أي قبل تمثيله لإسبانيا بفترة طويلة، وهو ما قلب الطاولة لصالح اللاعب ومنتخبه. وقال رئيس الاتحاد الغيني: "بفضل محامينا باولو تورشيني، تمكنا من تقديم كافة الوثائق الضرورية لإثبات أهلية إميليو. لقد كان قرار فيفا حاسمًا ومهمًا بالنسبة لنا." المنافسة مع تونس.. وسباق التأهل إلى الموندياليأمل منتخب غينيا الاستوائية أن يتم إعادة النقاط المسحوبة إليه، ما قد يعزز فرصه في المنافسة على التأهل إلى المونديال لأول مرة في تاريخه. الفريق كان يحتل المركز الثاني في المجموعة الثامنة من تصفيات القارة الإفريقية، برصيد 9 نقاط قبل القرار، لكنه تراجع إلى المركز قبل الأخير بعد خصم النقاط.ويتصدر المنتخب التونسي المجموعة، وهو المنافس الأبرز الذي قد يتأثر بتطورات هذا الملف، حيث أن أي إعادة للنقاط ستعيد غينيا الاستوائية إلى السباق بشكل قوي. وأكد إميليو نسوي، الذي يستعد للعودة إلى الملاعب الدولية من بوابة مواجهتي ساو تومي وبرينسيب على أرضه وناميبيا خارج الديار، أن القرار الجديد يمنحه دافعًا إضافيًا لقيادة منتخب بلاده إلى النجاح. وقال في تصريحاته لشبكة "بي بي سي": "أنا سعيد للغاية بالعودة إلى صفوف المنتخب. الآن علينا التركيز على مباريات التصفيات المقبلة، وأتمنى أن نجعل جميع أبناء غينيا الاستوائية فخورين بنا." وتضم المجموعة الثامنة إلى جانب تونس وغينيا الاستوائية كلاً من ناميبيا، وليبيريا، ومالاوي، وساو تومي وبرينسيب. ويتأهل المتصدر فقط بشكل مباشر إلى مونديال 2026، فيما تخوض أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثاني دورًا فاصلاً في ملحق التصفيات.وفي ظل استعادة نسوي (35 عامًا)، يعوّل منتخب غينيا الاستوائية على استعادة النقاط الـ6 المسحوبة، مما قد يُشعل المنافسة في المجموعة مجددًا، وهو ما قد يشكل تحديًا حقيقيًا أمام المنتخب التونسي الذي يسعى لحسم الصدارة دون مفاجآت. هل ستُعيد "فيفا" النقاط؟ رغم أن القرار منح غينيا الاستوائية فرصة استعادة أحد أفضل لاعبيها، إلا أن مسألة استرداد النقاط المسحوبة لا تزال غير محسومة رسميًا. ويأمل الاتحاد الغيني في مراجعة "فيفا" للقرار السابق بشأن النتائج، وهو ما قد يكون له تأثير مباشر على ترتيب المجموعة. واختتم رئيس الاتحاد الغيني الاستوائي تصريحاته قائلاً: "نعتقد أن النقاط ستعود إلينا، وهذا سيمنحنا دفعة قوية في سباق التأهل لكأس العالم."(ترجمات)