لا تزال قصّة اختفاء لاعب المنتخب المصري للمصارعة أحمد بغدودة من معسكر منتخب بلاده، أثناء بطولة إفريقيا التي أُقيمت بدولة تونس مؤخرا، تشغل بالَ عموم المصريين خصوصا في ظل عدم توافر أيّ معلومات حول مكان اللاعب حتى كتابة سطور هذا التقرير.منصّة "المشهد" حاولت التعرف إلى كواليس هذه القصة التي أصبحت تشكل رأيًا عاما داخل مصر، وربما الوطن العربي، والتقت "فؤاد بغدودة" والد اللاعب.المصارع الهارب؟انتقد فؤاد بغدودة في البداية مصطلح (المصارع الهارب) الذي أطلقه المسؤولون في اتحاد المصارعة المصري على ابنه، رافضا بشدة هذا المصطلح جملةً وتفصيلا.ابني لم يتقاضَ جنيها واحدا منذ 12 عامافؤاد بغدودة لم يستطع الصمت كثيرا حول اتهام اتحاد المصارعة لابنه بالهروب، وكشف لمنصة "المشهد" عن التفاصيل المخفيّة حول ابنه منذ انضمامه للاتحاد المصري من سنوات، وأكد أنّ ابنه لم يحصل على جنيه واحد منذ ما يقارب ال12 عاما، وكذّب في الوقت ذاته ما أعلنه اتحاد المصارعة المصري على لسان سكرتيره العام الدكتور محمود السيد، من أنّ اللاعب يحصل على مبلغ مالي قدره 7000 آلاف جنيه مصري لكنه مؤخرا وتحديدا منذ شهرين فقط بدأ يحصل على مبلغ مالي قدره 2200 جنيه مصري، وهذا المبلغ من المشروع القومي للمواهب، التابع لوزارة الشباب والرياضة، وليس من اتحاد المصارعة، موضحًا أنه يملك أوراقا رسميةً تُثبت صحّة كلامه.مضايقات تعرّض لها اللاعب أحمد بغدودة فؤاد بغدودة أوضح أنّ ابنه تعرض للعديد من الضغوط والمضايقات التي لم يتحمّلها إنسان على وجه الأرض، على حد قوله، خلال السنوات الماضية، وقبل سفره إلى تونس للمشاركة في بطولة إفريقيا الأخيرة، والتي شهدت اختفاءه، وتمثلت هذه الضغوط في أنّ مدرب المنتخب المصري كان يعامل أحمد معاملةً غير لائقة، ولا تليق ببطل حصل على بطولة إفريقيا 8 مرات قبل ذلك، وهو ما أثّر بشكل سلبي على نفسية اللاعب إضافة إلى أنه كان من المفترض أن يحصل أحمد على مبلغ مالي قدره 16 ألف جنيه مصري، قبل التوجه مباشرةً إلى تونس، لكنه لم يتقاضَ منهم سوى 1200 جنيه فقط، بحجة دفع باقي المبلغ للضرائب، وفي هذا السياق وجّه فؤاد بغدودة سؤالًا للمسؤولين عن الرياضة في مصر، كيف تصنعون بطلا قوميا بهذه الطريقة المهينة.ابني لم يهرب من تمثيل وطنه انتقد "فؤاد بغدودة" الاتهامات التي وُجّهت لابنه بالهروب من قبل اتحاد المصارعة المصري، وأشار إلى أنّ ابنه لو كان يرغب في الهروب كان من الأولى أن يفعل ذلك أثناء وجوده في بطولة التصنيف العالمي، والتي أُقيمت في كرواتيا في شهر مارس الماضي، حيث كان بمفرده فقط ولم يكن معه أحد من أعضاء الاتحاد المصري للمصارعة، وكان معه وقتها التأشيرة الشنغن، والتي تتيح له دخول أيّ دولة من دول الاتحاد الأوروبي بحريّة تامة.فوجئت باختفاء ابنيوبسؤالنا لوالد اللاعب عما إذا كان قد نسّق مع ابنه مغادرة معسكر منتخب بلاده، وسفره من تونس، أكد أنه لم يكن يعلم عن هذا الموضوع أيّ شيء، وأنه حتى هذه اللحظة لا يعرف أين ابنه، ولا الوجهة التي سافر إليها، موضحا أنه تفاجأ مثل كل مصري بقصة اختفاء أحمد، وأشار إلى أنّ آخر حديث دار بينه وبين ابنه، كانت مكالمة تليفونية عقب استلامه جائزة المركز الثاني، وكان يشعر وقتها بالضيق بسبب عدم حصوله على الميدالية الذهبية، ولم يحدّثه في موضوع مغادرته للمعسكر إطلاقا، وأكد أنّ أحمد كان يحلم دائم بالحصول على ميدالية أولمبية.نجلي استكمل البطولة مصاباوأوضح فؤاد بغدودة أنّ ابنه تعرّض لإصابة قوية في ركبته، في أول مباراة له في بطولة إفريقيا الأخيرة التي أُقيمت في تونس، ورغم ذلك تحامل الجهاز الطبي للمنتخب على ابنه، وأجبره على استكمال البطولة وهو مصاب، ومع ذلك كله استطاع الحصول على الميدالية الفضية.لم يتواصل معي أحدفؤاد بغدودة أوضح أنّ مسؤولي اتحاد المصارعة لم يتواصلوا معه منذ الإعلان عن اختفاء ابنه وحتى الآن، مستنكرًا هذا الأمر الذي وصفه بالغريب وغير المُبرر، وكشف فؤاد أنه وحده من كان يتحمّل مصاريف ابنه كافة، لكي يجعله بطلا قوميًا يمثّل مصر في مختلف المحافل الدولية، وبعد ذلك كله يطلق عليه الاتحاد المصري للمصارعة مصطلح الهارب. قصة أحمد بغدودةوكان لاعب المنتخب المصري للمصارعة أحمد فؤاد بغدودة، قد غادر معسكر منتخب بلاده من دون معرفة بعثة المنتخب عقب انتهاء بطولة إفريقيا التي أُقيمت في تونس مؤخرا، وهو ما جعل اتحاد المصارعة المصري يعلن عن اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه اللاعب، لحماية الحقوق الخاصة بالاتحاد لدى الجهات المعنية كافة، سواء داخل مصر أو خارجها.واندلعت حرب تصريحات بين اتحاد المصارعة ووالد اللاعب حيث نعت الاتحاد اللاعب بـ"المصارع الهارب" وهو ما رفضه والد أحمد بغدودة، مطالبا السلطات بإعادة ابنه.(المشهد)