شهدت بطولة أستراليا المفتوحة للتنس 2025، التي تُعد أولى بطولات الجراند سلام لهذا العام، العديد من المفاجآت الرياضية والجدل السلوكي الذي أثار ضجة كبيرة بين اللاعبين والجمهور على حد سواء.على ما يبدو أن الأمور خرجت عن السيطرة في بطولة أستراليا للتنس هذا العام، إلى حد ما، وهذا ليس له علاقة كبيرة بالنتائج التي حدثت.مفاجآت بالجملةوهناك بعض المفاجآت، بما في ذلك إقصاء الأميركية ماديسون كيز، للبولندية إيجا شفيونتيك، المصنفة الثانية على العالم، في الدور قبل النهائي بمنافسات فردي السيدات مساء الخميس الماضي.كما أنها أيضا المرة الأولى منذ عام 1990 التي يتغلب فيها ثلاثة لاعبين شباب على لاعبين من المصنفين العشرة الأوائل في منافسات الرجال، في إحدى البطولات الأربع الكبرى (جراند سلام).أحد الخاسرين من هذه المباريات، الروسي دانييل ميدفيديف، تم تغريمه 76 ألف دولار، بسبب سلوكه السيئ. كما ودعت وصيفة منافسات فردي السيدات في العام الماضي، نسخة العام الحالي من الدور الأول.ولكن الضجة الحقيقية كانت في مكان آخر. حيث يوجد زيادة في عدد الجماهير الصاخبة في المدرجات، والذين قد يصيحون أو يصفقون بشكل مزعج أثناء المباريات، أو حتى بين النقاط. أو حتى إطلاق صافرات استهجان، مثل ما حدث عندما توقف نوفاك ديوكوفيتش عن اللعب في الدور قبل النهائي بسبب إصابة في ساقه، وكان هناك أيضا فوضى في أحد الملاعب لدرجة أن مباراة أخرى تم نقلها إلى ملعب مختلف بسبب الفوضى.كما جذب الانتباه أيضا بعض الأشخاص الذين شاركوا في التغطية التلفزيونية في ملبورن بارك، سواء أولئك الذين تم السخرية منهم على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب طريقتهم في إجراء المقابلات – وكان اللاعب الأميركي بن شيلتون، الذي وصل إلى الدور قبل النهائي للرجال، وصف المقابلات بأنها "محرجة" – أيضا المعلق الذي أهان ديوكوفيتش خلال ظهوره على الهواء قبل الاعتذار في النهاية بعد أيام بعد أن طالب ديوكوفيتش بذلك.ما السبب؟لذلك، ما الذي يحدث تحديدا؟ لماذا يشعر الجميع بالغضب الشديد تجاه ما كان يعرف منذ فترة طويلة باسم "البطولة السعيدة"؟من الصعب تحديد سبب واحد. وفي الحقيقة، يمكن أن يكون هذا مصادفة، ولا يعكس ثقافة المجتمع الأسترالي أو أي اتجاهات جديدة في التنس.ثم مرة أخرى، ربما هو انعكاس لعالم ما بعد الجائحة، حيث لا يزال الكثير من الناس يتكيفون بعد أن كانوا محصورين وغير قادرين على حضور الفعاليات الرياضية - أو الذهاب إلى أي مكان فعليا - لفترة من الوقت.أو ربما هو استعداد متزايد من قبل الرياضيين للتنديد بما يعتبرونه سلوكا سيئا والرد بنفس الطريقة التي يتعرضون لها، وهو ما فعلته الأميركية دانييل كولينز بعد سماع صافرات الاستهجان عندما هزمت لاعبة أسترالية، وهو ما فعله ديوكوفيتش أكثر من مرة أيضا.قد يكون هذا مؤثرا مع اقتراب الحدث من نهايته يوم غد الأحد، حيث شهدت الأيام العشر الأولى من أول 12 يوما حضورا قياسيا، بما في ذلك أكثر من 97 ألف شخص في الموقع يوم 17 يناير، وهو أعلى رقم حضور في يوم واحد في تاريخ البطولة.مشاهد مماثلةهذه الظاهرة ليست فريدة من نوعها في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس. فالمشاهد غير المعتادة كانت موجودة في مدرجات بطولة فرنسا المفتوحة، وأميركا المفتوحة وويمبلدون.في نهائي بطولة ويمبلدون 2022، دخل نيك كيريوس في مشادة مع أحد المشجعين المزعجين بشكل خاص، الذي قام لاحقا بمقاضاته. وكانت الجماهير في بطولة أميركا المفتوحة، معروفة بالصخب لفترة طويلة، خاصة عندما تتدفق المشروبات في الليل، بما في ذلك الهتافات التي واكبت مراسم التتويج عندما هزمت نعومي أوساكا منافستها سيرينا ويليامز في نهائي السيدات عام 2018.وفي العام الماضي، لم يسمح منظمو بطولة فرنسا المفتوحة لحاملي التذاكر بإحضار الكحول إلى مقاعدهم بعد أن اشتكى اللاعب البلجيكي ديفيد جوفين من تعرضه للبصق عليه.(وكالات)