يشهد عالم كرة القدم تطورا تقنيا مذهلا، حيث تسعى الأندية لتحسين أداء فرقها باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي مبتكرة. هذه التقنية، التي يصفها البعض بـ"مصباح علاء الدين الرياضي"، والتي استعرضها صحيفة "الغارديان" في تقرير لها، تتيح للمدربين البحث عن لاعبين بمواصفات نجوم عالميين مثل إيرلينغ هالاند وجود بيلينغهام. كيف يعمل النظام؟ يعتمد النظام، الذي تقدمه شركة "Eyeball" المتخصصة في الكشف عن المواهب الواعدة بشكل رقمي، على تحليل الفيديوهات وتتبع أداء حوالي 180 ألف لاعب شاب من 28 دولة حول العالم. وتقوم التقنية بمقارنة هؤلاء اللاعبين بثمانية نماذج لأدوار اللاعبين المثالية، مثل "المهاجم العصري" و"صانع الألعاب رقم 10" و"الظهير الهجومي العكسي".على سبيل المثال، يجمع نموذج لاعب خط الوسط المثالي بين صفات ستيفن جيرارد وكيفين دي بروين وفيديريكو فالفيردي وغيرهم من النجوم. أما المهاجم العصري، فهو مستوحى من هالاند وروبرت ليفاندوفسكي وهاري كين وكريم بنزيمة. وأوضح ديفيد هيكس، الشريك المؤسس لشركة "Eyeball"، أنه في المستقبل القريب سيتمكن الكشافون من استخدام الأوامر الصوتية للبحث عن مواهب جديدة، قائلًا: "يكفي أن يقول الكشاف، أريد لاعبًا بصفات ستيفن جيرارد أو لاعب خط وسط يستطيع التأثير في المباراة". الشراكات والأندية المستخدمة للتقنية تتعاون الشركة حاليًا مع 13 ناديًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى أندية في إسبانيا، وألمانيا، وإيطاليا، بجانب أسماء عملاقة مثل أياكس أمستردام الهولندي وفرق دوري المحترفين الأميركي. كما تقدم التقنية خدماتها لجامعات أميركية تبحث عن المواهب في أوروبا وإفريقيا. النتائج الأولية تمكنت التقنية من اكتشاف لاعبين شباب دخلوا عالم الاحتراف، من بينهم الإيفواري عبد الله كانتي، البالغ من العمر 18 عاما، الذي انضم إلى نادي تروا الفرنسي، والنرويجي دانيال سكارود، ذي الـ17 عاما، الذي التحق بأكاديمية أياكس، والسنغالي أساني ويدراوغو (19 عامًا)، الذي انتقل إلى نادي شارلوت الأميركي. مستقبل اللعبة رغم أن الحكم النهائي على هذه التقنية سيحتاج إلى سنوات، إلا أن خبراء مثل داركو ستانوفسكي، مؤسس منصة "Talnets" لمواهب كرة القدم، يرون أنها قد تُحدث تحولا جذريا في اللعبة، خاصة أن القرارات المتعلقة باللاعبين ستعتمد بشكل أكبر على بيانات موضوعية بدلا من العوامل التقليدية. وأكد ستانوفسكي أن هذه التقنية "تُسهم في ديمقراطية عملية اختيار اللاعبين، التي غالبًا ما تكون خاضعة للسياسة ومصالح الوكلاء".لكنه أشار أيضًا إلى أن أسلوب اللعب قد يتغير على المدى البعيد بناء على المعطيات الجديدة التي تقدمها أنظمة الذكاء الاصطناعي. تحديات مستقبلية إحدى أكبر التحديات التي تواجه هذه التقنية هي التأكد من أن اللاعبين الذين يتم اختيارهم باستخدام الذكاء الاصطناعي سيحققون نجاحًا على المدى الطويل. ومع ذلك، يؤكد هيكس أن النظام سيتيح للأندية معرفة الصفات السلوكية والبيانات التي تشير إلى إمكانيات اللاعبين المستقبلية. فهل ستغير أنظمة الذكاء الاصطناعي شكل كرة القدم كما نعرفها؟ الإجابة ربما تكمن في السنوات القادمة، حيث سيتحدد ما إذا كانت هذه التقنيات ستنجح في تقديم النجوم الجدد وصياغة ملامح اللعبة بطريقة غير مسبوقة.(ترجمات)