أمتع منتخبا الأردن والعراق جمهور كرة القدم العربية التي تابعت المواجهة بينهما ضمن ثمن نهائي كأس آسيا 2023، وقدما مباراة ستظل شاهدة على تألق العرب في النهائيات الكبرى، وريمونتادا أردنية ستتذكرها الجماهير العراقية والعربية كلما آن أوان المواجهة بين المنتبيخن الشقيقين مرة أخرى.وفي الوقت الذي تعم فيه الفرحة شوارع الأردن بعد نجاح منتخب بلادها في الوصول إلى ربع نهائي كأس آسيا، يلوذ صمت رهيب في شوارع بغداد ومختلف المحافظات العراقية التي كانت تمني النفس في رؤية فريق بلادها يعتلي منصة التتويج ويكرر سيناريو عام 2007.ريمونتادا أردنيةوخطف منتخب الأردن فوزًا مثيرًا وقاتلاً من نظيره منتخب العراق بنتيجة 3-2، في المواجهة العربية التي جمعت المنتخبين ظهر اليوم الإثنين، في قمة دور ثمن نهائي بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2024 في قطر.وبلغ منتخب الأردن، ربع نهائي كأس الأمم الآسيوية، المقامة حاليا في قطر، بعد فوزه المثير 3-2 على شقيقه العراقي، اليوم الاثنين في سيناريو مثير، بطله نجوم منتخب النشامى وسره خطة المدرب المغربي حسن عموتة صاحب الملامح الغاضبة.وتلقى المنتخب العراقي صفعة قوية، بعدما نجح النشامى في قلب الطاولة عليه في الوقت البديل وسجل هدفين متتالين، ليتأهل إلى ربع النهائي ويضرب موعدًا مع طاجيكستان. ولم يأت نجاح منتخب الأردن في تجاوز عقبة العراق الذي كان ينظر إليه كأحد المرشحين للظفر باللقب من فراغ، خصوصا وأن منتخب أسود الرافدين أنهى دور المجموعات متصدرا للمجموعة الثالثة بالعلامة الكاملة، حيث أطاح في إحدى جولاتها بالمرشح الأول للقب منتخب اليابان فيما أنهى الأردن دور المجموعات في المركز الثالث.عوامل نجاح النشامىقدم المنتخب الأردني عرضًا قويًا في مباراة دور الـ16 من كأس آسيا 2024 أمام المنتخب العراقي، وتمكن من تحقيق الفوز بنتيجة 3-2، ليضمن التأهل إلى ربع النهائي، معتمدا على عوامل عدة لتحقيق هذا الفوز المثير، أبرزها.الانضباط التكتيكي والروح القتالية العالية التي ميزت جميع لاعبي منتخب النشامى، حيث قدم لاعبو المنتخب الأردني أداءً قويًا وعزيمة كبيرة، ولم يستسلموا حتى النهاية، وهو ما ساعدهم على تحقيق الفوز على العراق والتأهل عن جدارة واستحقاق لربع نهائي البطولة الآسيوية.كما ساهم التنظيم الدفاعي الجيد في تجنيب المنتخب الأردني مخاطر هجمات لاعبي العراق، حيث استطاع النشامى أن يحافظوا نظافة شباكه في الشوط الأول، وذلك بفضل التنظيم الدفاعي الجيد الذي طبقه اللاعبون. عامل آخر كان حاسما في فوز المنتخب الأردني على شقيقه العراقي، ويتجلى في الاستغلال الجيد للفرص الهجومية، بالرغم من أنه أهدر العديد من الفرص الهجومية في الشوط الأول، لكنه تمكن من استغلال الفرص التي سنحت له في الشوط الثاني، وهو ما ساعده على تحقيق الفوز. جاء الفوز الأردني على العراق ليؤكد أن المنتخب الأردني يمتلك القدرة على المنافسة على الألقاب الكبرى، وأنه فريق لا يستهان به، خصوصا وأنه دخل المباراة تحت تأثير التفوق التاريخي لمنتخب بلاد الرافدين عليه في تاريخ المواجهات بينهما، وكان آخرها في نهائيات كأس آسيا 2019.سبب هزيمة العراقوعلى الجانب الآخر، أظهر المنتخب العراقي العديد من النقاط السلبية، والتي ستحتاج إلى معالجة جذرية وعميقة لتفادي نفس السيناريو خلال القادم من الاستحقاقات، وخصوصا التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027.ولم يستطع منتخب العراق استثمار تفوقه التاريخي وتألقه في دور المجموعات في مباراة اليوم أمام الأردن، حيث تحولت نقطة قوته الممثلة في مهاجمه أيمن حسن هداف البطولة حتى الآن برصيد 5 أهداف إلى نقطة ضعف أخرجته من المنافسة على لقب البطولة ولقب الهداف.وتلقى لاعب المنتخب العراقي أيمن حسين، البطاقة الحمراء في مباراة أسود الرافدين أمام الأردن عقب احتفاله بتسجيل هدف فريقه الثاني في الدقيقة (76)، حيث اعتبرها الحكم مبالغة في طريقة احتفاله، ليكمل منتخب العراق، المباراة بعشرة لاعبين أمام النشامى الذين استغلوا النقص العددي لصالحهم. الاستهانة بالخصموفرض مبدأ احترام الخصم وعدم الاستهانة به نفسه بطلا في المواجهة العربية بين البلدين الجارين، ذلك أن التفوق في الأداء لا يؤدي دائما إلى تحقيق النتيجة المتوخاة.وبرز عامل آخر كان حاسما في سقوط العراق وهو الثقة الزائدة بالنفس التي ظهرت في تعامل لاعبي المنتخب العراقي مع مجريات اللقاء والاستهانة بخصمهم الذي بدا مركزا ومصمما على تحقيق الفوز وهو ما تأتى له بكل أريحية.وبالرغم من أن العراق قدم أداءً قويًا منذ انطلاق الشوط الثاني وتقدمه في النتيجة، إلا أن طرد نجمه بسبب الاستهانة بالخصم جعل دفاعات أسود الرافدين تنهار بشكل مفاجئ ليسمح للنشامى، الذين أظهروا روحا قتالية وحماسا وأداء قويا ومركزا بالقيام بريمونتادا تاريخية خلال آخر 3 دقائق من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع ويخرجون فائزين 3-2.(المشهد)