ساعات قاسية عاشها اللبنانيون ليل الثلاثاء/ الأربعاء، بعدما اتخذت إسرائيل قرارًا بشنّ عشرات الغارات بعد منتصف الليل على ضاحية بيروت الجنوبية وبعض المناطق المجاورة، على اعتبار أنها معقل لـ"حزب الله" يقوم فيه العناصر بتخزين وتصنيع الأسلحة.وبعد ليلة عصيبة شهدت غارة أو أكثر كل نحو نصف ساعة، استيقظ اللبنانيون اليوم ليكتشفوا أن ما تم قصفه فعليًا هو محال ومراكز تجارية كانوا يعتاشون منها، ومساكن يعيشون فيها مع عائلاتهم، واضطروا لمغادرتها بعد التحذيرات الإسرائيلية المتواصلة من عمليات قصف محتملة.ومن بين المتضررين الفنان اللبناني معين شريف الذي وصل إلى منزله صباح الأربعاء في أحد المجمعات السكنية في منطقة الشياح، ليجده مدمرًا بالكامل ولم يبقَ منه أيّ شيء يدل أصلًا على أنه كان مجمّعًا يؤوي عائلات مع أطفالها.وتفاجأ الفنان بما رآه، واعتبر أنّ إسرائيل بعدما فشلت في الميدان قررت الانتقام من المدنيّين الأبرياء والعزل، إذ إنّ هذه المنطقة لا تضم أيّ شيء خطير أو "إرهابي" تبحث عنه إسرائيل، إنما بيوت ومنازل تؤوي عائلات وأطفال يعيشون فيها خلال فصل الشتاء ليكونوا بالقرب من مدارسهم في العاصمة. وأصدر الجيش الإسرائيليّ عند منتصف الليل أوامر إخلاء جديدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، محذرًا في بيان من أنه سيضرب أهدافًا لـ"حزب الله" في المباني هناك.وبالفعل شملت الضربات الإسرائيلية، مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت وجوارها، منها أماكن تم قصفها للمرة الأولى منذ دخول إسرائيل إلى لبنان. (المشهد)