في ظل تفشي البطالة التي تعاني منها فئة كبيرة من الشباب، خصوصا في ظل جائحة كورونا التي ألقت بظلالها الثقيلة على جميع الأردنيين، اتجهت 5 شقيقات نحو إنشاء مشروع خاص لهن يدر لهن دخلا مقبولا ويضمن لقمة العيش كريمة.فمن "بسطة" للذرة المشوية والكستناء، إلى "كرفان" صغير حُوِل إلى شبه "محل تجاري" على أرض تقابل منزل كل من أسيل وديما ولين وتالا ولولو، وبدأت الشقيقات الخمسة مشروعهن. فكرة غير مسبوقةوتقول أسيل لمنصة "المشهد" أن "كورن كورنر" بدأ في ظل تفشي فيروس كورونا في الأردن والعالم، لافتة: وجد الكثير من الشباب الأردني أنفسهم من دون عمل بعدما أغلقت الشركات والمحال أبوابها. فكرة المشروع كانت غريبة للفتيات خصوصا في مجتمع شرقي، الذي لا يرحب بقيام فتيات بالوقوف أمام منزلهن وتشويّن المأكولات الشعبية على الفحم وتبيعنها للزبائن. "نشوي الكستناء والذرة والكنافة والمحار التركي"، بحسب أسيل التي تعترف بأن الفكرة خطرت ببال الشقيقات الخمسة نظرا لأن فكرة عمل الفتيات في مشاريع خاصة غير منتشرة في العاصمة عمّان. وتؤكد أنه مهما كانت الظروف، فعلى الجميع عدم الخجل من أي شيء يريدون القيام به وعليهم أن يتحلوا بالشجاعة لتحقيق مرادهم، وأن تتشجع الفتيات في خوض غمار العمل في المجالات كافة. كسر لثقافة العيب عائلة أسيل وشقيقاتها لم تعارض المشروع، بل شجعتهن على تحقيق الفكرة وقدمت لهن الدعم، خصوصا في ظل وجود فتيات يعملن في مهن كانت لسنوات طويلة حكرا على الذكور، مثل قيادة الحافلات أو العمل في محطات الوقود وغيرها من المهن. وتروي أن المشروع أصبح معروفا لدى سكان المنطقة، حتى بات الكثيرون يأتون من مناطق أخرى للشراء منهن. وأوضحت أن الكثير من زبائن المحل الرجال أيضا رحبوا بالفكرة وبإصرار ومثابرة الشقيقات في العمل. عمل ليلي حول اعتماد الشقيقات الخمسة في عملهن على الفترة الليلية، تقول أسيل إن "الكرفان" يفتح بين 7 مساء و11 ليلا، لأن المأكولات التي تحضر هي عبارة عن "تسالي" فقط لا أكثر. وإضافة للمأكولات المشوية على الفحم، تُحضر الشقيقات جلويات منزلية على غرار "حلاوة السميد" و"الكنافة المشوية"، التي تلقى إقبالا كثيفا من قبل الزبائن، إضافة إلى القهوة وشاي "كرك" والعصائر. تعليم جامعي تؤكد أسيل أن المشروع لم يأت بسبب الظروف المعيشية فقط، بل جاء لإثبات أن الفتيات قادرات على النجاح في أي فكرة أو مشروع. وتقول إنها وشقيقاتها، خريجات جامعات في العديد من التخصصات، منها تخصص الإدارة وهندسة الجينات وإدارة المطارات والعلوم الجنائية. وتضيف أسيل: أنا أعمل في شركة تأمين وشقيقتي الأخرى موظفة في إحدى الشركات.نعمل في الفترة المسائية، وعلى الرغم من ارتباطنا بالوظيفة إلا أن ذلك لم يمنعنا من العمل في مشروعنا. طموح وحلم "المشروع هو حلم تحول إلى حقيقة"، هكذا وصفت أسيل مشروعهن وأملت أن تنتشر الفكرة بين الشباب الأردني وخصوصا الفتيات، مبينة أن لديها الأمل الكبير في افتتاح "فروع" أخرى للمشروع في مناطق مختلفة في العاصمة عمّان، مع إدخال مأكولات ومنتجات جديدة. وتعتبر أن الإمكانات البسيطة هي التي تقف حاجزا أمام هذا الحلم، وأنه بالعزيمة والإصرار فإن المستحيل يتحقق. وتدعو أسيل الفتيات إلى "عدم الخجل من أنفسهن والمبادرة في أي فكرة والعمل عليها لتحقيقها"، معتبرة أنه "آن الأوان لكسر ثقافة العيب والابتعاد عن المحظورات المجتمعية في مجال العمل وتحاشي الخوف والخجل".(الأردن - المشهد)