هزّت حادثة اختفائها الرأي العام العالمي منذ سنة 2007. هي الطفلة البريطانية مادلين ماكان التي فُقدت مساء 3 مايو 2007 بينما كانت في عطلة مع والديها وشقيقيها التوأمين، وبعض الأصدقاء في منطقة الجرف في البرتغال.حادثة الاختفاءوقبل أيام من عيد ميلادها الرابع، اختفت الطفلة من سريرها في إحدى غرف منتجع "برايا دا لوز" بعدما ترك الأهل أولادهم من دون رقابة في غرفة النوم بالطابق الارضي وذهبوا لتناول الطعام في مطعم على بعد 120 مترا.وقد حيّرت حادثة الاختفاء هذه المحققين والشرطة والخبراء على مدى 15 سنة، اشتُبه في خلالها بعدد من الأشخاص من بينهم والد ووالدة الطفلة.ومع أنّ والدَي مادلين لم يسمحا في يوم إقفال الملف ولم يرضخا للفرضيات أو يستسلما للقدر، وما زالا حتى اليوم يبحثان عن طفلتهما، إلا أنّ الشكوك طالت الوالدة وذلك بعد إعلان فريق يضم 10 من ضباط الشرطة البرتغالية والبريطانية بينهم خبيران، أنّ الطفلة مادلين ربما قُتلت في غرفة نومها عقب العثور على آثار دماء في الغرفة بواسطة الكلاب والأشعة فوق البنفسجية.معلومات مهمة وجديدةفي جديد الحادثة التي شكلت لغزا لم يتمّ فكه حتى اليوم، وعلى الرغم من انقضاء سنوات عدة على اختفاء الطفلة، عادت قضية "المختفية" الأشهر في العالم إلى الواجهة، بعدما قامت شرطة 3 دول ألمانيا وبريطانيا والبرتغال ببحث جديد عنها، وأُعلنت حالة الطوارئ في منطقة Algarve الساحلية بجنوب البرتغال.وبحسب السلطات القضائية في البرتغال، فإنّ البحث مجددا عن أثر ما للطفلة "يتم بطلب من السلطات الألمانية، وبالتعاون مع السلطات البريطانية" ويجري قرب سد Arade البعيد 50 كيلو مترا عن حيث اختفت مادلين.ويعني البحث في منطقة محددة هذه المرة، أنّ معلومات مهمة ومحصورة حصلت عليها السلطات الألمانية ربما بصفقة مع السجين لديها كريستيان بروكنر Christian Brueckner المشتبه به الرئيسي في القصة.وبحسب مصادر موثوقة وقريبة من السلطات، فقد تبيّن أنّ بروكنر قد زار منطقة السد بعد أيام من اختفاء الصغيرة.وتحاول الشرطة بدقة كبيرة البحث عن أيّ أثر لجسم مادي، أو شيء ما له علاقة بالمختفية، وقد قامت فرق التنقيب بنقل كميات من تربة منطقة السد لتحليلها بحثا عن "ألياف من بيجاما الطفلة" مثلا.وتستخدم فرق التنقيب بالمنطقة تكنولوجيا متقدمة معززة بكلاب بوليسية مدربة وموارد كبيرة، إذ إنّ السلطات الألمانية تعتقد بأنّ رفات مادلين لم تكن موجودة في تلك المنطقة التي تم تطويقها.جرائم بالجملةوكانت السلطات الألمانية قد أوضحت في منتصف 2020، أنّ سبب علاقتها باختفاء الطفلة يعود لاعتقادها بأنّ الألماني Christian Brueckner البالغ 45 عاما حاليا، مشتبه به في اختفائها، على الرغم من نفيه المتواصل، ونقلت صحيفة Bild الألمانية عن أحد المحققين، أنّ المشتبه به أمضى سنوات عدة في البرتغال، وتحديدا في منطقة Praia da Luz وحاليا هو محكوم بالسجن 7 سنوات في ألمانيا لإقدامه في 2005 على اغتصاب امرأة برتغالية عمرها 72 عاما.كما اتهمه القضاء الألماني قبل عام، بارتكاب جرائم جنسية عديدة من العام 2000 إلى 2017 ضحاياها أطفال في البرتغال. أما الاشتباه به في قضية الطفلة مادلين، فيستند إلى فرضية إقدامه على قتلها بعد اعتداءات جنسية عليها، وقد عُثر في لابتوب كان يستخدمه المشتبه به قبل اعتقاله، على صور لمنطقة السد.(وكالات)