أثار إعلان وزارة التربية والتعليم في سوريا عن تغييرات في المناهج الدراسية جدلاً كبيراً بين السوريين، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر كثيرون أنّ هذه التعديلات تعكس توجهات سياسية ودينية أثارت انقسامات بين مؤيدين ومعارضين، في ظلّ مرحلة تشهد تغيرات جذريّة في البلاد. فماذا في التفاصيل؟ تغيير المناهج في سوريا أعلنت وزارة التربية عن مجموعة من التعديلات شملت حذف بعض المواد وإدخال تغييرات على أخرى. أبرز هذه التعديلات كان حذف مادة "التربية الوطنية" من المناهج الدراسية، مبررة ذلك باحتوائها على "معلومات مغلوطة تهدف إلى تمجيد النظام السابق". وأوضحت الوزارة أنّ درجات هذه المادة ستُعوض بإضافة مادة التربية الدينية، سواء الإسلامية أو المسيحية، إلى المجموع العام للامتحانات الثانوية. كما شملت التعديلات اعتماد صور علم "الثورة السورية" بدلاً من علم النظام السابق في جميع الكتب المدرسية. وفي مادة التربية الإسلامية، تم تعديل شرح بعض الآيات القرآنية لتتوافق مع كتب التفسير، بهدف "تصحيح أخطاء اعتمدها النظام السابق". وطالت التعديلات أيضاً موضوعات تتعلّق بالتاريخ والتراث السوري. فقد تم حذف إشارات إلى الآراميين والكنعانيين، بالإضافة إلى تقليص محتوى عن شخصيات تاريخية بارزة، ما أثار انتقادات واسعة.وأوضح وزير التربية والتعليم في إدارة سوريا الجديدة نذير القادري أنّ "المناهج الدراسية في جميع مدارس سوريا ما زالت على وضعها حتى تُشَكِّل لجان اختصاصية لمراجعة المناهج وتدقيقها"، مضيفاً: "وجهنا فقط بحذف ما يتعلق بما يمجد نظام الأسد البائد واعتمدنا صور علم الثورة السورية بدل علم النظام البائد في جميع الكتب المدرسية". ردود فعل متباينة تنوّعت ردود الأفعال بين مؤيد لهذه التغييرات باعتبارها خطوة نحو التخلص من إرث النظام السابق، ومعارض يرى أنها تتجاوز حدود الصلاحيات وتتنافى مع الحقائق التاريخية والعلمية. واعتبر بعض النقاد أن إدخال توجّه ديني على التعليم العام قد يؤثر على الطبيعة التعددية للمجتمع السوري. وفي ظل هذا الجدل، يبقى موضوع تعديل المناهج قضية جدلية في سوريا، تعكس حال التغيّرات السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد.(المشهد)