في أحدث حلقات بودكاست عندي سؤال عبر قناة المشهد، حلت الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز ضيفة في برنامج الإعلامي محمد قيس. خلال اللقاء، تحدثت لبنى عبد العزيز عن حياتها الشخصية والأسرية وعائلتها وعلاقتها بوالديها، فدعونا نتعرف إلى أبرز ما صرحت به. نشأة لبنى عبد العزيز بين السعودية ومصر تنتمي لبنى عبد العزيز لمنطقة الأحساء في المملكة العربية السعودية، وتفتخر بأنها نشأت في قرية. تحدثت بحب عن طفولتها في قريتها، حيث كانت الحياة بسيطة، يسودها الود بين الجيران. ذكرت أنّ الجو العائلي كان شيئًا مميزًا في طفولتها، حيث كانت تُمضي وقتها بعد الدراسة، في اللعب مع أبناء الجيران وزيارة المنازل القريبة. أما عن عائلتها، فأوضحت أنها نشأت بين 5 بنات من دون إخوة ذكور، ما جعلها تشعر أنّ وجود الأخ في حياة الفتاة نعمة كبيرة. ترى لبنى عبد العزيز أنّ الأخ يمكن أن يكون بمثابة الأب، والسند الذي تلجأ إليه في الأوقات الصعبة. وشددت على أهمية العلاقة بين الأخ وأخته، معتبرة أنّ الأخ لو أصبح صديقًا لأخته، فسيكون ذلك أفضل من أن تلجأ لصديق من خارج العائلة لمشاركته مشاعرها ومخاوفها. الصداقة بين الجنسين تطرقت لبنى عبد العزيز إلى موضوع الصداقة بين الرجل والمرأة، وقالت إنّ المجتمعات المحافظة قد ترفض هذه الفكرة، لكنّ التواصل بين الجنسين خارج إطار الزواج مهم لفهم كل منهما للآخر. واعتبرت أنّ الأخ يمكن أن يكون الصديق الأول لشقيقته، ما يجعلها تفهم الرجال من خلال علاقتها به، بدلًا من اللجوء إلى الغرباء. وأضافت أنّ المجتمعات العربية، خصوصًا في السعودية، أصبحت منفتحة أكثر، حيث تعمل المرأة إلى جانب الرجل في الشركات، المستشفيات، والجامعات. لكنها شددت على أنّ الفتاة يجب أن تحافظ على قيمها، وأنها إن أعجبت بشخص في بيئة عملها، فالأفضل أن تشارك مشاعرها مع أخيها ليقدم لها نصيحة من منطلق حب وخوف عليها. تجارب الحب والزواج والأمومة عندما سئلت عن علاقاتها العاطفية، أكدت لبنى عبد العزيز أنها لم تمر بتجربة كسر القلب، لأنّ كل علاقتها تمت في الإطار الرسمي، وعندما لم تكتمل، كانت الأمور تُحسم بطريقة عقلانية. أما عن فكرة الزواج، فقالت إنها لا تستبعد ذلك، لكنها ترى أنّ الزواج ليس ضروريًا لمواصلة حياتها بشكل سعيد وناجح. وأوضحت أنّ قرار الزواج بالنسبة لها يجب أن يكون نابعًا من قناعة عقلية وعاطفية متكاملة. عندما سئلت عن موقفها من الأمومة، أجابت لبنى عبد العزيز بصراحة أنها فكرة مرعبة بالنسبة لها، ولا تشعر في الوقت الحالي برغبتها بأن تكون أمًا. ترى لبنى عبد العزيز أنّ الأم مسؤولة عن القيم والمبادئ التي ستنقلها لطفلها. وأوضحت أنها لا تخاف من الأمومة فقط بسبب حجم المسؤولية، ولكن لأنها منشغلة ببناء حياتها المهنية وتحقيق طموحاتها. قالت إنها تخشى أن تصبح أمًا فتنشغل عن نفسها، لأنّ الطفل سيأخذ كل وقتها وطاقتها، ما قد يجعلها تتراجع عن تحقيق ذاتها. لكنها في الوقت نفسه تحترم المرأة التي تختار أن تكون أمًا، وترى أنّ الأمومة أعظم وظيفة في العالم، وتحتاج إلى تفرغ وتفان. علاقة لبنى عبد العزيز بوالدتها تحدثت لبنى عبد العزيز عن علاقتها بوالدتها المصرية التي تنحدر من صعيد مصر، ووصفتها بأنها امرأة قوية وصارمة، ما جعل طفولتها مليئة بالمواقف الحازمة. كشفت أنها تعرضت للعقاب بالطرق التقليدية التي تستخدمها الأمهات المصريات، لكنها في مرحلة المراهقة بدأت تتمرد على هذه الصرامة. لكنها لاحقًا أدركت أنّ والدتها كانت على حق في كثير من الأمور، وأنّ حدسها كان قويًا في معرفة الأشخاص الجيدين من السيئين. لذلك، أصبحت تحرص على استشارة والدتها قبل اتخاذ أيّ قرار مهم في حياتها، لأنها تثق بقدرتها على التمييز بين الناس. الأب في حياة لبنى عبد العزيز تؤمن لبنى عبد العزيز أنّ الإحساس بالآخرين لا يتطلب بالضرورة القدرة على الرؤية، بل إنّ القلب قادر على استشعار وجود من نحبهم وشعورهم تجاهنا. هذه الفكرة تأصلت لديها من خلال علاقتها القوية بوالدها الذي كان يعوّض فقدان بصره بالإحساس العميق. كان لوفاة والدها أثر عميق على حياتها، حيث شعرت أنّ العالم أصبح أكثر قسوة بعد رحيله. فقد كان والدها بالنسبة لها السند والحامي، وعند وفاته وجدت نفسها وحيدة تواجه الحياة بمفردها، خصوصًا أنها كانت معتادة على الدلال والاحتواء الأبوي. لقد كان الفقد قاسيًا عليها، ليس فقط عاطفيًا، بل عمليًا أيضًا، حيث اضطرّت للتأقلم مع حياة جديدة لم تكن مهيأة لها. عاشت 9 سنوات من الحزن والمعاناة، حاولت خلالها أن تتكيف مع الواقع الجديد. بعد وفاة والدها، أصبحت لبنى عبد العزيز تحت وصاية أعمامها الذين لم تكن لها علاقة قريبة معهم من قبل. كان الوضع الجديد صادمًا لها، إذ شعرت بأنها فقدت السيطرة على حياتها، وأصبحت قراراتها تُتخذ من دون استشارتها. وصفت لبنى عبد العزيز هذه المرحلة بأنها كانت من أصعب الفترات التي مرت بها، حيث لم تكن تملك القدرة على تقرير مصيرها، واضطرت للانصياع لقرارات فُرضت عليها من دون أن يكون لها رأي فيها. عانت لبنى خلال تلك الفترة من قيود اجتماعية صارمة بعد وفاة والدها، حيث مُنعت من السفر لمدة 9 سنوات، ما أدى إلى انفصالها عن جزء كبير من عائلتها وأقاربها في مصر. حتى في أصعب اللحظات، مثل وفاة أقاربها، لم يكن يُسمح لها بالسفر لحضور جنازاتهم أو وداعهم، ما زاد من إحساسها بالعزلة والحرمان.التغيرات في المملكة أعادت للبنى عبد العزيز حياتها مع التغيرات الكبيرة التي شهدتها المملكة العربية السعودية، شعرت لبنى بأنها أصبحت أكثر قدرة على تحقيق ذاتها، فأصبح بإمكانها السفر وحدها، ونالت حق القيادة. وذكرت لبنى عبد العزيز أنّ حصول المرأة على حق القيادة كان من أبرز اللحظات الفارقة في حياتها. بالنسبة لها، لم يكن الأمر مجرد حق جديد، بل كان خطوة نحو الاستقلالية والحرية. عندما قادت سيارتها لأول مرة، شعرت بأنّ قيودًا كثيرة قد زالت، واستمتعت بالتجربة بكل تفاصيلها. علاقة لبنى عبد العزيز بمنصات التواصل الاجتماعي في عصر الشهرة الرقمية، أصبحت لبنى عبد العزيز واحدة من الشخصيات المؤثرة على سناب شات، لكنها رغم ذلك لم ترَ نفسها كإنفلونسر، لأنها تؤمن بأنّ الشهرة يجب أن تكون مبنية على محتوى ذي قيمة وليس مجرد استعراض للحياة الشخصية. وانتقدت الطريقة التي أصبح فيها كثيرون مشاهير على منصات التواصل الاجتماعي من دون تقديم محتوًى حقيقي أو هادف. وذكرت أنّ أكثر ما يزعجها هو الاستعراض المبالغ فيه للثراء والحديث عن المال وكأنه مجرد وسيلة للفت الانتباه. لم تخل مسيرة لبنى من المواقف المثيرة للجدل، فقد واجهت تحقيقات بسبب تصريحات أسيء فهمها أو اعتُبرت جريئة في بعض الأحيان. ورغم ذلك، لم تشعر بالندم على خوضها هذه التجارب، لأنها تعلمت من خلالها حدود الحرية الإعلامية في المنطقة. واحدة من أكثر القضايا التي أثارت ضجة كبيرة كانت عندما قالت في أحد اللقاءات: "المرأة العاقلة لا تتزوج"، وهو التصريح الذي تم تفسيره بطرق مختلفة وأثار استياء بعض الفئات. اضطرت بعد ذلك إلى توضيح ما قصدته، مؤكدة أنها لم تكن تهاجم الزواج كفكرة، بل كانت تتحدث عن كيفية اختيار الشريك المناسب وأهمية أن تكون المرأة مستقلة وواعية قبل اتخاذ قرار الزواج. (المشهد)