يلعب الممثل اللبناني المبدع بديع أبو شقرا دورا بطولياً مع الممثلة اللبنانية النجمة ماغي بوغصن في مسلسل رمضان 2024 "ع أمل"، مسجّلاً نجاحاً لبنانياً عربياً، ومقدّما أداء من صميم قلبه يأخذ المشاهدين إلى الوعي واللاوعي فيجعل منه ساحة من الاستنارة والتخبط، ويترك عنده لذة ما بعد التنويم الإيجابي. يحرص بديع أبو شقرا على تقديم أدائه من الصميم، فلا يغفل عن أي حركة ليعطي اللحظة حقها. بديع أبو شقرا الذي يقدّم اليوم دور الرجل البطل الحامي للمرأة وفي الوقت نفسه الإنسان الذي يخطئ ولكن الثابت في مواقفه وقناعاته ولياقته، كشف لمنصة "المشهد" خلفيات وتفاصيل يتطرق إليها للمرة الأولى.لا يزال أبو شقرا وفريق عمل "ع أمل" عند حلبة تصوير حلقاته العشرينية، وفي وقت الفراغ بين مشهد وآخر، قامت منصة "المشهد" بمقابلة مع أبو شقرا الذي أوضح أن دوره قريب من شخصيته وهو دور المهتم بشؤون الناس، صاحب العاطفة، هو لا يهتم بالأمور والتفاصيل اليومية العادية بقدر اهتمامه بالأمور العميقة، وهو يرى التقلبات والحالات النفسية ولديه القدرة على استنباط التقلبات أكثر من الأمور الظاهرة، فهناك تفاصيل ليست ظاهرة وهذا ما يجب على الناس أن يروه ويقدروه.بديع أبو شقرا يضرب ماغي بوغصنوعن المشهد الذي يظهر فيه وهو يضرب ماغي بو غصن على خدها، علق أبو شقرا قائلاً: "هذه واقعية الإنسان ليس منزهاً ومهما كان متحررا يبقى لديه رواسب من التخلف الموجود بحياتنا، رجالا ونساء، ولو مهما ادعينا أننا متحررون، ونتفلّت من هذه الأمور أو مهما سعينا إلى التفلت منها بقدر استطاعتنا تبقى هناك رواسب موجودة ربينا عليها 50 عاماً، واجهناها 50 عاما، رفضناها 50 عاما، ولكن تبقى فينا بزاوية معينة، وهذا واقع وهذه ردة فعل لا تجاه امرأة وإنما تجاه إنسان".وأكد أبو شقرا أنه ضد تعنيف المرأة لأن المرأة مستضعفة ولكن بالمبدأ نحن ضد التعنيف على أشكاله، وأوضح أن لديه رواسب شخصية، فهو في حياته الخاصة، لا يسامح على العنف من الطرفين من الرجل أو المرأة ولا يجب أن يبقى أي شخص تعرض للعنف "وهذا رأيي الشخصي أن يبقى مع المعنّف مهما كان يحبّه". وقالها بالفم الملآن: "أنا إذا امرأة بتمد إيدها عليي أو أنا مديت إيدي ع امرأة لازم قد ما بتكون بتحبه تتركه أو هو مهما كان بيحبا يتركا. وانتهى الموضوع". ودعا إلى مشاهدة المسلسل لأنه واقع، ولنر إلى أين سيوصلنا. وعن الرجل الحلم الذي يلعبه بديع أبو شقرا في المسلسل، أضاف: "هذا الرجل موجود في مجتمعنا ربما ليس منزهاً وبعيدا عن الخطأ لكنه موجود وبكثرة، ولكن المجتمعات التي تقمع الإنسان ككل لا تجعل هذه النوعية من الناس أن تكون في الواجهة. وبعض المرات هذه النوعية من الناس يشعرون أنهم ضعيفون في المجتمع لذلك ينكفئون في بعض المرات ولا يواجهون. لذلك المواجهة التي نقوم بها في المسلسل هي قضية العدل والمساواة بين كل أطراف المجتمع على مستوى الإنسانية ككل، وهذا الرجل الأحلام هو الرجل العادي والإنسان العادي والمرأة العادية، نحن نراه رجل الأحلام لأن هذه الحالات الصحية مقموعة بمجتمعاتنا".يرى بديع أبو شقر أن "أي عمل فني لا يجب أن يكون تحت عنوان هادف هو مجرد قصة يتم نقلها مع إحساسها"، قائلا: "الفن حالة تعبير فيه جمالية معينة أنا ضد فكرة الرسالة بالفن والفن الهادف. هذه قصة من واقع نعيشه هذه القصة قد تؤثر ببعض الناس البعض معها، البعض ضدها، هناك من يناقشها، قد تسبب حالة جدل"، مضيفا: "لا شك أن أي نوع من الفن يشكل حالة نقاش أو حالة جدل هو أمر صحي بالإضافة إلى الجماليات وشوية بهارات من هنا وهناك هذه طبيعية بالفن".وأعرب أبو شقرا أنه يحب أن يستمع إلى نقاشات الناس ولكن ليس على مواقع التواصل الاجتماعي "لأنها ليست كلها صحية وليست أساس النقاشات" بالنسبة إليه، وليست ذات أهمية كبرى، ويعتبر أن "النقاشات المهمة هي النقاشات التي يسمعها خلال سنة سنتين بين الناس".وختم أبو شقرا حديثه مع "المشهد" قائلاً: "لا عبرة لي من المسلسل، أنا مع حقوق الإنسان بالمطلق وضد العنف بالمطلق وضد العنف تجاه المرأة خصوصا لأن المرأة المستضعفة، ولا يستطيع أي مجتمع أن يقف على رجليه لا يقدّم الحقوق المدنية للمرأة كاملة".(المشهد - بيروت)