في إطار سلسلة الحوارات المميزة التي يقدمها بودكاست عندي سؤال عبر قناة ومنصة "المشهد"، حلت الفنانة السورية كندة حنا ضيفة على الإعلامي محمد قيس في لقاء استثنائي. جاءت الحلقة كنافذة قريبة تتيح للجمهور التعرف على مسيرة كندة الفنية، وكيفية توازنها بين الحياة الشخصية والمهنية. بأسلوب عفوي وصريح، تحدثت كندة عن التحديات التي واجهتها، ونجاحاتها البارزة، وأفكارها حول تطور الفن والدراما في المنطقة. نعم الحياة لدى كندة عند سؤال محمد قيس عن أبرز النعم التي تمتّن لها كندة حنا في حياتها، ردت بحماس: "أبرز النعم التي أشعر بالامتنان تجاهها هي عائلتي ومكاني الذي تربيت فيه". وأضافت أن المعهد العالي للفنون المسرحية، الذي كان لها دور كبير في تكوينها كممثلة، يعتبر مكانًا عزيزًا جدًا على قلبها. كذلك، أشارت إلى نعمة الأمومة التي تعتبرها نعمة عظيمة، فهي لديها 3 أطفال. شددت كندة أيضًا على أهمية المحافظة على نقاء القلب رغم كل التحديات، وأكدت على امتنانها لوجود أخيها وزوجها في حياتها. اعترفت كندة بأنها لا تشعر بأنها بخير تماماً، مضيفة أن هناك شعوراً داخلياً بالاحتياج لسلام داخلي مفقود. أوضحت أن كثيراً ما تضطر المرأة، خصوصاً الأم، للظهور بمظهر السعادة والرضا رغم التحديات النفسية التي تواجهها. ولكن، من ناحية أخرى، تحدثت كندة عن شعورها بعدم الاستقرار في حياتها، حيث أشارت إلى انتقالها المفاجئ من مكان إلى آخر، مما أثر على ديناميكيات حياتها اليومية. الانتقال كان نتيجة ظروف فرضت عليها تغيير نمط حياتها بالكامل. وأضافت أنها تتحمل مسؤولية عائلة وأطفال، وهذا يجعلها تقاوم التعب رغم الإرهاق الجسدي والنفسي الذي تعيشه.كندة حنا تحكي كواليس قرار مغادرتها سوريا عن قرارها بمغادرة سوريا إلى أربيل، قالت كندة إن الأمر لم يكن سهلاً، لكنه كان ضرورياً من أجل مستقبل أولادها وتعليمهم. تقول إنها لم تُجبر على الرحيل من أحد، بل كان قرارها شخصيًا نابعًا من إحساسها بعدم الاستقرار والخوف على مستقبل أطفالها. شعرت بأن البقاء في مكان يغلب عليه التراجع لن يساعدها ولا عائلتها على المضي قدمًا. فكان الانتقال إلى أربيل خطوة حاسمة. وقالت كندة حنا: "كنت أبحث عن فرصة ثانية للحياة، لأبنائي ولنفسي، في مكان يمكنهم فيه أن ينالوا تعليمًا وحياةً أفضل". لم تُخفِ كندة أنها شعرت بالعجز في لحظات كثيرة، حيث تساءلت عن سبب إنجابها 3 أطفال وسط هذه الأزمات. تصف شعورًا يشبه "النار التي تحرق الجسد" بسبب التوتر والخوف من المجهول. ورغم تلك المشاعر، استطاعت أن تجد القوة في أطفالها، حيث قالت: "استمديت قوتي منهم. لا يمكنني التفكير بسلبية، بل يجب أن أكون قوية من أجلهم".رحيل كندة عن سوريا لم يكن سهلًا، حيث وصفت حزنها على بيتها، وأشيائها الصغيرة التي تحمل ذكريات لا تُعوض. من البيانو الذي تحبه، إلى نظام حياتها وروتينها اليومي، وحتى زملاء العمل الذين كانوا جزءًا من حياتها اليومية. قالت: "الوداع كان مؤلمًا، لكنني مؤمنة بأن سوريا ستعود كما كانت. أحب هذا البلد وسأعود إليه عندما تتحسن الظروف".عندما سألها محمد قيس عما إذا كانت قد شعرت بالخذلان، أجابت كندة بأن الشعب السوري بأكمله عاش شعور الخذلان. وأضافت "الكلمة كبيرة، لكنها تعبّر عن حال وطن بأكمله يعاني من الظلم والتعب".كندة حنا تؤكد قرب عودتها إلى سوريارغم المصاعب التي دفعتها إلى مغادرة سوريا، أكدت كندة حنا في حديثها مع الإعلامي محمد قيس أن العودة إلى الوطن كانت دائمًا حاضرة في ذهنها، وأن حبها لسوريا أقوى من أي ألم أو خوف. تحدثت كندة بحب كبير عن ارتباطها العميق بسوريا، مؤكدة أنها لم تغادرها بقرار نهائي أو برغبة في الانفصال عنها، بل كانت فترة مؤقتة لتحسين الظروف الحياتية لها ولأسرتها. تقول كندة: "أنا لا أستطيع أن أعيش بعيدًا عن سوريا. هذه الأرض التي ولدت فيها، تربيت فيها، وحققت فيها كل نجاحاتي. هي جزء من هويتي، وغيابي عنها هو غياب مؤقت فقط". وقالت كندة حنا إنها تشعر بوجود طاقة ربانية تحيط بسوريا وتحمي ناسها وشعبها.ذكريات الطفولة في ريف حماة استرجعت كندة ذكريات طفولتها في ريف حماة، واصفةً البيئة التي نشأت فيها بأنها مليئة بالحب والناس الطيبين، وقالت إنها نشأت في عائلة كبيرة مكونة من 7 أبناء. تحدثت عن والدها الذي وصفته بأنه "إنسان شغوف بالعمل، ربانا بصرامة، لكنه كان مليئًا بالحب والمسؤولية، وكان عاطفيًا بطريقته الخاصة". وصفت كندة حنا والدها بأنه شخص عملي يعشق العمل، ولم يكن لديه الكثير من الوقت ليُظهر العاطفة بأسلوب تقليدي. كان يعبر عن حبه لأولاده بتوفير كل ما يحتاجونه، ولكن دون دلع أو تدليل زائد. لم يكن من السهل نيل كلمات الإشادة منه، وحتى إذا حدث ذلك، فإنها كانت قصيرة الأمد. استذكرت كندة ذكريات العمل مع والدها في الأرض، حيث كان يعمل كفلاح ويقضي ساعات طويلة في الزراعة. تحدثت عن حبها لمشاركته وذهابها معه وقت زراعة محصول جديد، وحرصها على الاستيقاظ مبكرا لترافقه. روت موقفًا مؤثرا عندما كانت تبيت بجانب والدها على سطح المنزل حتى لا يفوّت أخذها معه صباحا. وصفت كندة كيف تعلمت من هذه التجربة القوة والصبر وتحمل المسؤولية. العمل في الأرض علمها معنى الاجتهاد، حتى أنها كانت تساعد العمال في زراعة المحاصيل وسقاية الأرض. رغم صرامته، كان مرض والدها نقطة تحول في علاقتها به. تحدثت عن معاناته من الزهايمر خلال فترة الحرب في سوريا، وأنه انتقل مع أختها ووالدتها للعيش معها في دمشق، ولكنه بعد 3 سنوات طلب العودة مرة أخرى إلى الضيعة، وتوفي بعد يومين من عودته. الحب الأول في حياة كندة حناتحدثت كندة عن أول تجربة حب عاشتها في سن الـ17، والتي كانت مع شاب من الضيعة. واجهت هذه العلاقة رفضا كبيرا من أهلها بسبب الشروط التقليدية التي وضعوها، مثل أن يكون الشاب مستقرا ماديا. لكنها كانت متمسكة بهذا الحب إلى درجة أنها فكرت في اتخاذ خطوات جريئة، مثل الهروب من المنزل أو حتى الانضمام إلى أحد الأديرة لتصبح راهبة. رغم محاولاتها العديدة لإقناع أهلها، إلا أن رفضهم كان قاطعا، وأقنعوها بإتمام دراستها ونيل شهادة البكالوريا أولا، ومن بعدها قد يفكرون مرة أخرى. وأوضحت كندة أن الشاب الذي أحبته تزوج من فتاة أخرى ولم ينتظرها. (المشهد)