يزخر المطبخ الجزائري بالعديد من الأطباق المتنوعة التي تتشارك في تحضيرها العائلات خلال شهر رمضان، والتي أصبحت دارجة ومتداولة على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تظهر المزيج الثقافي وعادات هذا البلد ووصفات مطابخه.صنف المطبخ الجزائري من بين الأفضل عالميا، حسب ترتيب لموقع "Taste Atlas" المتخصص في فنون الطبخ العالمية، لذا سنكتشف من خلال هذا التقرير العديد من الأطباق التقليدية التي تمتاز بها كل منطقة جزائرية عن الأخرى، بالإضافة إلى التعرف على الخصائص التي تميزها عن باقي المطابح العربية والعالمية. أشهر الأطباق في الجزائراعتبر الباحث في التراث الجزائري، الشيخ المحروسة أنّ تميز الأكلات الجزائرية التقليدية في شهر رمضان يتجسد في تتبيلاتها والأمزجة والخلطات التي تعمل ربات البيوت على تحضيرها، ويعد "الفواح" أو "راس الحانوت" وهي خلطة من التوابل العطرية من مميزات الأطباق في شهر رمضان. وقال في حديث لمنصة "المشهد" إنّ "تراث الطبخ الجزائري فن عريق ضارب في عمق التاريخ، ومتنوع بحجم الامتداد الجغرافي لهذا البلد". وعن أشهر الأطباق الرمضانية التي تتميز بها الجزائر يعدد المحروسة مجموعة من بينها: "شوربة فريك"، لا يُوجد بيت إلا وتنبعث منه رائحة هذا الطبق الذي يزين الموائد خلال شهر كامل، إذ لا تستغني عنها الأسرة الجزائرية طيلة الشهر، تقول العديد من الروايات إنه تم اكتشاف هذه الحبوب منذ آلاف السنين، عندما اشتعلت النيران في إمدادات القمح الأخضر الخام في أحدى القرى المحاصرة، ليكتشف القرويون بذكاء أنهم يستطيعون إنقاذ السنابل عن طريق فرك الأجزاء المحترقة للكشف عن البذور المحمصة بداخلها واستعملت لاحقا وهي مطحونة في الحساء. "طبق المثوم" وهو طبق جزائري تقليدي، يتم تحضيره بالصلصة الحمراء أو البيضاء، وهو عبارة عن كرات لحم مفروم بنكهة الثوم والكمون، مع صلصة الفلفل الأحمر. "طبق الدوبارة" الذي تشتهر به محافظة بسكرة بالجنوب الجزائري، حشود يومية تصطف في طوابير طويلة في شهر رمضان، فلا يمكن أن يستغني شباب المنطقة عن هذا الطبق الذي يفضل كثيرون تناوله، وجلبه من الأسواق، ولذلك يصبح من الطبيعي أن تشهد محلات الدوبارة إقبالًا خاصًا في شهر رمضان خاصة في الدقائق الأخيرة قبل آذان المغرب.خصوصية موائد رمضانمن جهتها، ترى الشيف ياسمين الجزائرية، أن التعمق في خصائص المطبح الجزائري في مختلف مناطق البلاد، يقودنا إلى العمل أكثر على بدء عمليات تدوين وتوثيق الوصفات والتقنيات التي ابتكرها الأسلاف من أجل تطويرها والإضافات التي أدرجوها حتى وصلت إلى هذه الدرجة من الإتقان والجودة، وتابعت ياسمين أن كثيرين هم من يستعملون في اللهجة العامية جملة: "ناكْلُو جْمَاعة" أو "نَاكْلُو في رَحْبَة" أي نأكل الطعام في صحن واحد وهي دليل على بركة لقاء الأسرة خلال شهر رمضان.وفي حديث لـ"المشهد"، استعرضت الشيف ياسمين، أبرز الأطباق التي توجد فقط في مناطق محددة من الجزائر على غرار:"شباح الصفرة" أي زينة مائدة الطعام باللهجة الجزائرية، التي تُحضر باللوز والسكر ثم يعجن ويشكل ويقلى مرتين ثم يضاف في صلصة حلوة تضم لحم وقرفة وزعفران وقرنفل ونجمة الأرض، ويقدم في أغلب الأحيان في بداية أو منتصف رمضان وليلة 27 من الشهر الفضيل أو في أواخره. كما يشتهر مثلا "حساء زنبو" هو من أشهر الأطباق التواتية في محافظة أدرار بالجنوب الجزائري، ببساطة تحضيره لكن بقيمته الغذائية العالية يتناوله سكان المنطقة مباشرة بعد الإفطار الذي يكون عادة بالتمر والحليب، ويعد هذا الحساء بطحين خاص معدٍّ مسبقًا من سنابل خضراء، قامت الأسر بدفنها تحت الرمل في موقد النار بعناية فائقة.محافظة غرداية أو في منطقة بني ميزاب بالجنوب الجزائري، يعتبر طبق "كسكس كرناشة "، من بين أبرز الأطباق التي يشتهرون بها في شهر رمضان، والكسكسي باللغة الميزابية يسمى "أشو"، أما الكرناشة فهي ما يُعرف تقريبًا النخالة أو قشور الشعير.محافظة تلمسان في الغرب الجزائري، تشهر كذلك بطبق "شوربة المقطفة "رغم الأطباق الكثيرة المعروفة في رمضان في هذه المنطقة تحديدًا المشهورة بالتوابل، ورغم اشتهارها أيضًا بكثير من الأطباق المسافرة من الأندلس، إلا أن شوربة المقطفة هذه لن تجدها في المحلات، ولكنها أكلة تقليدية شهية وحساء مفيد في رمضان.(المشهد)