مع اندلاع الاحتجاجات المناهضة للإغلاق بسبب جائحة كورونا في جميع أنحاء المدن الصينية في نوفمبر 2022، كان مئات الآلاف من الناس في العالم متسمّرين أمام شاشاتهم يتابعون أخبار الصين من مصدر واحد وغير متوقع: حساب على "إكس" غامض صاحبته قطة كرتونية.لقطات احتجاجية، وتفاصيل حول تحركات الشرطة، وأخبار اعتقالات.. كلّها أخبار يقوم حساب Teacher Li Is Not Your Teacher بنشرها مع سيل من التحديثات مصدرها مواطنون صينيون عاديون.ولا يمكن العثور سوى على القليل من هذه المعلومات في وسائل الإعلام الحكومية أو الإنترنت الخاضعة لرقابة مشدّدة في الصين.ويقوم بتنسيق كل المعلومات ومشاركتها، شخص واحد يجلس في غرفته في إيطاليا وهو طالب في مدرسة الفنون ويُدعى لي يينغ.وأصبح "مستر لي" منذ ذلك الحين مؤرخ أحداث حيويا لمعلومات تعتبرها بكين حساسة سياسيا. وأصبح حسابه الخاص على "إكس" نافذة على الصين في عهد شي جين بينغ حيث تواصل السلطات تشديد قبضتها على نشر المعلومات.ومن الاحتجاجات الكبرى إلى أعمال المعارضة الصغيرة، ومن الفساد إلى الجريمة، لا تجدها على الإنترنت في الصين سوى على حساب مستر لي.ويقول صاحب الحساب إن ما يقوم به أثار غضب السلطات ووصف بدقة خلال مقابلة معه كيف تقوم بكين بالضغط على المنشقين في الخارج.وزعم أن الحكومة الصينية لا تضايقه فحسب، بل تزعج أيضا أصدقاءه وعائلته ومتابعي حسابه، من خلال حملة تخويف ممنهجة.ولم تردّ الحكومة الصينية على أي أسئلة في هذا الخصوص ويؤكد مستر لي أن القيود الصارمة التي تفرضها السلطات الصينية على حرية التعبير والحريات الإعلامية هي التي دفعته إلى التحوّل من شخص عادي إلى ما هو عليه اليوم.وبدأ مستر لي بنشر تغريدات وآراء شخصية وفتح نقاشات على حسابات على مواقع تواصل اجتماعي عدة.ومع الوقت، بدأ الناس بإرسال قصصهم إليه ومطالبته بنشرها نيابة عنهم وهذا ما كان يقوم به.وبعد فترة قصيرة، انفضح أمر حساباته وبدأت السلطات تلاحقه وتغلق صفحاته الواحدة تلو الأخرى، فيفتح غيرها لنشر كل ما يصله من داخل الصين تسعى الحكومة لإخفائه.(ترجمات)