تُعدّ بيونسيه المغنية الأكثر نيلا لجوائز "غرامي" على الإطلاق مع 32 جائزة، لكنها لطالما كوفئت في الفئات الثانوية فقط، من دون الفوز بغرامي أفضل ألبوم.وقد غذّى عدد المغنيين ذوي البشرة البيضاء الذين فازوا بالجائزة الأبرز ضمن هذه المكافآت كتايلور سويفت وأديل وغاري ستايلز، باستمرار السياسة التقليدية المُعتمدة في المجال الموسيقي الأميركي لاختيار الفائزين.وهذه السنة، تتصدّر "كوين بي" مجددا السباق للجوائز التي تُمنَح الأحد، مع ألبومها "كاوبوي كارتر" الذي تكرّم فيه الجذور الأميركية الإفريقية لموسيقى الكانتري. وتقول بيرجيتا جونسون، الأستاذة في تاريخ الموسيقى لدى جامعة ساوث كارولينا، إن فوزها بغرامي أفضل ألبوم، بعدما حظيت بـ5 ترشيحات في هذه الفئة، سيُحدث صدمة "على غرار ما شعرت به لدى انتخاب باراك أوباما". تأثير سلبيترى جونسون أنّ أعضاء اللجنة الذين يصوّتون للفائزين في غرامي يميلون إلى عدم إيلاء اهتمام للمشاريع التعاونية، التي تُعدّ رئيسية للمغنية السابقة في فرقة "دستنيز تشايلد". وتقول لورون كيرر، الباحثة في الموسيقى في جامعة ويسترن ميشيغان، إن هذه الثقافة الموسيقية تؤثر عليها سلبا، معيدة التذكير بخسارة بيونسيه عام 2015 أمام المغني بيك الذي فاز حينها بغرامي ألبوم العام. وتضيف إنّ "القيم التي يستند عليها الناخبون تتوافق بشكل أكبر مع الأنواع التي يهيمن عليها البيض، مثل موسيقى الروك والإيندي الروك". وبالتالي، يُظهر عدم تقدير بيونسيه "تصدّعات" في المجال الموسيقي في "فهم الأنماط والأنواع الموسيقية"، والصعوبات التي يواجهها في استيعاب مسائل التنوع والهوية الجندرية. بذل القائمون على جوائز غرامي جهدا كبيرا، إذ زادوا عدد المرشحين من 5 إلى 10 في الفئات الرئيسية، إلا أنّ هذه الخطوة ساهمت في انقسام الأصوات بشكل أكبر. ونتيجة لذلك، بات فوز ذوي البشرة الملوّنة والفنانين غير التقليديين بجوائز رئيسية، أمرا نادرا. وتقول جونسون إنّ "كل هذه العناصر تؤخذ في الحسبان عندما يتعلق الأمر ببيونسيه"، "النجمة العالمية" التي لم تفز حتى اليوم بجائزة أفضل ألبوم. مغنية مستقلة تمامالكن يبدو أن بيونسيه تستهزئ بهذا الاستخفاف المؤسسي، فالمغنية المستقلة تماما تصب انشغالها أكثر في دفع حدود عالمها الموسيقي إلى ما هو أبعد من التصنيفات. وبينما يزخر ألبومها السابق "رينيسانس" بالنغمات الراقصة، يظهر "كاوبوي كارتر" كمشروع يصعب تصنيفه جامعا بين موسيقى الكانتري والأميريكانا والبوب والراب. وقد أكسبه ذلك 11 ترشيحا هذه السنة، في فئات متنوعة جدا. تقول كيهرر إنّ هذا الألبوم يُظهر أنّ بيونسيه "فنانة متعددة المواهب ومن الصعب تصنيفها، ويهدف إلى جعل المؤسسات في المجال الموسيقي مُلزمة ايلاء ذلك اهتماما". في النهاية، تحتاج جوائز غرامي إلى بيونسيه أكثر بكثير من حاجة المغنية إلى هذه المكافآت، بحسب جونسون، فحضورها يتيح للاحتفال بأن يبدو "شاملا كما يدّعي أنه يحاول أن يكون". (أ ف ب)