أدمت قصص المعتقلين في السجون السورية قلوب العالم، فقد كشفت تلك القصص عن مستوى غير مسبوق من المعاناة والقهر الذي تعرض له كثيرون على مدار عقود من القمع. ومن بين تلك القصص المؤلمة برزت قصة المقدسي وليد بركات، الرجل الذي أمضى أكثر من 43 عاماً من عمره خلف قضبان السجون السورية، قبل أن يتحرّر ويعود إلى عائلته كهلاً بعد أن غادرهم شاباً في ريعان شبابه. فمن هو المقدسي وليد بركات؟ من هو المقدسي وليد بركات؟ وليد بركات، فلسطيني من قرية النبي صموئيل شمال غربي القدس، اعتقل في عام 1982 عندما كان في الـ26 من عمره، أثناء توجهه إلى سوريا بهدف الدراسة. وجهت إليه تهم مجهولة ليجد نفسه في دوامة من السجون السورية، حيث قضى أكثر من 4 عقود متنقلاً بين معتقلات المزة وتدمر وصيدنايا وعدرا. عانى وليد من الحبس الانفرادي لمدة 14 عامًا، ولم تعلم عائلته بمصيره خلال تلك السنوات، حيث بقي مفقوداً حتى عام 1996، عندما أُدرج اسمه ضمن قوائم المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية بفضل جهود حقوقية. عاش وليد أسوأ أنواع التعذيب والمعاناة، وكان قريباً من الموت مرات عدة، لكنه نجا بمعجزة. تحرر المقدسي وليد بركات أخيراً بعد سيطرة المعارضة السورية على السجون، حيث تم نقله إلى الحدود الأردنية وهو منهك جسديًّا ونفسيًّا وفق ما وصفت حالته. وقد استقبلته عائلته الكبيرة في الأردن بعد رحلة مؤلمة من الغياب القسري، ليبقى شاهداً حيًّا على حقبة مظلمة من التاريخ السوري.وقال ابن شقيقته المقيم في الأردن خليل بركات، إنه تلقى مساء يوم الأحد 8 ديسمبر الحالي اتصالاً من أمن الحدود يخبره فيه الضابط أن وليد موجود لديهم بعدما وصل إلى الحدود السورية الأردنية بعد تحرره.وأضاف بركات: "أملك منذ سنوات طويلة صورة عن جواز سفر خالي، وتوجهنا إلى الحدود وقام الأمن ببعض الإجراءات، ثم تم تحويل المحرر لإحدى مديريات الأمن واستلمناه في اليوم التالي، تعاملت معنا الأجهزة الأمنية الأردنية بسلاسة، ولا بد من الإشادة بمهنيتها وحسن استقبالها له".(المشهد)