أصدر الدكتور محمد عبد الله، وكيل نقابة المهن الموسيقية والمتحدث الرسمي باسمها، بيانًا رسميًا يوضح فيه ملابسات الجدل المثار على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن مشاركة الفنان محمد رمضان في حفل غنائي أُقيم في الولايات المتحدة، وتحديدًا ضمن فعاليات مهرجان "كوتشيلا" الشهير، حيث أشعلت إطلالته الجدل ما جعل متابعيه يتساءلون حول حقيقة التحقيق مع محمد رمضان.
حقيقة التحقيق مع محمد رمضان
وأكد وكيل النقابة أنّ الحفل الذي أحياه رمضان خارج البلاد لا يدخل ضمن اختصاصات نقابة المهن الموسيقية المصرية، لافتًا إلى أنّ النقابة لا تمنح تصاريح للحفلات التي تُقام خارج الحدود الجغرافية لجمهورية مصر العربية. وأضاف أنّ مهام النقابة تقتصر على متابعة وتنظيم الأنشطة الفنية التي تُقام داخل مصر فقط، وفقًا للوائح والقوانين التي تنظم العمل النقابي، بحسب وسائل إعلام محلية.
وشدد المتحدث باسم النقابة على ضرورة تحري الدقة قبل تداول الأخبار المتعلقة بتصاريح الحفلات والإجراءات المتبعة داخل النقابة، موضحًا أنّ النقابة حريصة على ضبط المشهد الفني المحلي بما يراعي القيم والمبادئ المهنية، ويحافظ على هوية الفن المصري.
ترافق هذا البيان مع موجة واسعة من الجدل أثارها ظهور محمد رمضان في الحفل الأميركي، حيث انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات وصفها العديد من المتابعين بأنها "غير لائقة"، واعتبر البعض إطلالته شبيهة بملابس "الرقص الشرقي"، ما أثار موجة انتقادات وسخرية واسعة.
محمد رمضان الذي غاب عن السباق الدرامي الرمضاني للسنة الثانية على التوالي، كان قد ظهر هذا العام عبر برنامج "مدفع رمضان" الذي عرض على قناة DMC، إلا أنّ ظهوره في كوتشيلا أعاد اسمه إلى واجهة الجدل الجماهيري، وسط مطالبات من البعض بإحالته للتحقيق ومحاسبته من قِبل الجهات والنقابات المعنية.
وفي سياق متصل، علّق المستشار الإعلامي لنقابة الموسيقيين، طارق مرتضى، على الواقعة، موضحًا أنّ النقابة ليست مسؤولة عن الحفلات الخارجية، حيث يتم إصدار التصاريح داخل مصر فقط وبشكل سنوي.
من جهته، دخل اتحاد النقابات الفنية على خط الأزمة، حيث أكد رئيس الاتحاد المخرج عمر عبد العزيز، أنّ الاتحاد لن يتخذ أيّ إجراء ضد محمد رمضان إلا بعد التحقق الكامل من الواقعة عبر الوسائط المتاحة، مشيرًا إلى أنّ الاتحاد ينتظر تقدم شكوى رسمية ضد الفنان قبل الشروع في اتخاذ أيّ خطوات قانونية، وفقًا لتقارير صحفية.
محمد رمضان يرد على الانتقادات
اللافت أنّ محمد رمضان كان قد نشر تعليقًا مقتضبًا عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك" للرد على الجدل، قال فيه: "حق الرد على الإذاعة الإسرائيلية، ملابسي في كوتشيلا تصميم المصرية فريدة تمراز، والصدرية مستوحاة من تماثيل ملوك الفراعنة، تم تصميمها بالعملة المصرية الفضة، وإضافة كيب أسود فرعوني عليها". لكنه حذف المنشور بعد دقائق، ما أثار علامات استفهام حول سبب تراجعه السريع عن التصريح.
وقد تلقى رمضان انتقادات من عدد من النقاد البارزين، أبرزهم طارق الشناوي الذي رأى أنّ على الفنان مراجعة نفسه أكثر من مرة قبل اتخاذ قرارات متسرعة، خصوصًا أنّ رفع علم مصر خلال حفله في كوتشيلا أضفى على الأمر أبعادًا وطنية زادت من حدة الجدل.
فيما قالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله إنّ ملابس رمضان "تسيء لرجال الوطن العربي" واعتبرت أنّ "ظهوره بهذه الهيئة ورفعه للعلم المصري سلوك غير مقبول".
ويُعدّ مهرجان "كوتشيلا فالي" أحد أبرز وأكبر المهرجانات الفنية في العالم، ويُقام سنويًا في ولاية كاليفورنيا خلال الفترة من 12 إلى 21 أبريل، ويستقطب نخبة من أشهر الفنانين العالميين.
واختار محمد رمضان الرد على الانتقادات بشكل غير مباشر، حيث أعاد نشر بعض التعليقات التي امتدحت إطلالته، كما وجه رسالة شكر للمصممة فريدة تمراز عبر حسابه على إنستغرام، قائلًا: "شكرًا جزيلًا لفريدة تمراز، لقد حوّلت عبقريتك إطلالتي في مهرجان كوتشيلا إلى تعبير عن الفخر والقوة المصرية".
(المشهد)
