جدلٌ شديد تعرض إليه مسلسل "معاوية" تزامنا مع عرضه خلال شهر رمضان، المسلسل التاريخي الذي ليتناول أحداث الفتنة الكبرى بعد مقتل الخليفة الإسلامي، عثمان بن عفان، ثم تولي الخليفة علي بن أبي طالب الخلافة حتى مقتله، وتولي نجله، الحسن، وتنازله عن الخلافة لمعاوية، وما تلى ذلك من أحداث بما فيها تولي يزيد بن معاوية وقتل الإمام الحسين بن علي في كربلاء.مسائل خلافية تاريخية القصة بدأت بعدما قرر المخرج الأول للمسلسل طارق العريان الاعتذار عن استمراره في العمل، ليتم تكليف المخرج المصري أحمد مدحت بإكمال العمل لنحو سنة ونصف، دون إبداء أي أسباب واضحة من العريان ولا حتى بانتقاد أي جهة، وخلال استضافة مخرج مسلسل معاوية عبر قناة ومنصة المشهد، أكد أن العمل كان ضخما، شارك فيه نحو 23 جنسية من دول العالم، وبذلت أقصى الجهود لإنجاحه، لكن كيف بدت تتضح ملامح الجدل الذي كان يدور خلف الكواليس؟أجابنا على ذلك مؤلف مسلسل معاوية خالد صلاح، الذي قال إنها التجربة الأولى التي يخوضها مع العريان الذي استمع جيداً لآراء صلاح التاريخية، واصفاً الهامش الذي يتحدث فيها مسلسل بهذه الضخامة الإنتاجية عن شخصية معاوية بن أبي سفيان، تتداخل فيه وتتقاطع مراحل تاريخية شائكة، مؤكداً في الوقت نفسه على تحري الدقة والانحياز إلى الرواية الأكثر صدقا بوجود مدقق تاريخي رفيع المستوى، قائلاً: أتحدى وجود أي مصدر ينافي الحقائق التي تناولتها فصول المسلسل بحيثيات، وعبّر عن سعيه كمؤلف إلى الاقتراب من معاوية كالإنسان الذي وجد نفسه وسط زلزال سياسي لا يهدأ، بعدما اضطر أن يكون لاعبا رئيسيا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه، وفق تعبيره. وكان صلاح قد دافع سابقا عن العمل عبر منشور في موقع فيس بوك أشار فيه إلى أن "معاوية لم يكن مجرد رجل دولة أو قائد عسكري يخوض معاركه بالسيف، بل كان إنسانا صاغته الأيام كما تصوغ النار الحديد، قاسيا حين تستدعي الحاجة ولينا حين يتطلب الأمر التروي والتدبر".انتقاد الأزهر الشريفوخلال حديثه لـ"المشهد" انتقد مؤلف مسلسل معاوية خالد صلاح مواقف عدة جهات حثت على منع عرضه وتحريمه، واصفاً الفتاوى التي تتحدث عن ذلك، خارجة عن الحقبة الزمنية التي نعيشها في زمننا الآن في إشارة إلى انتقادات الأزهر الأخيرة، لافتا إلى أن حالات المنع في بعض البلدان العربية يتطلب وقفة ضرورية. الناقد الفني طارق الشناوي كان له تعليق خلال مداخلته عبر برنامج المشهد تاغ قال فيه إن أي عمل تاريخي لا بد من اصطدامه بمعايير متعددة للأعمال الفنية، مستنداً بذلك إلى قرارات الأزهر الملزمة منذ 100 عام، التي وصفها " بالمُلزمة " وصل بعضها إلى منع تجسيد الصحابة في هكذا أعمال، مستشهدا بما حصل حينما تم منع عرض فيلم الرسالة في مصر لأكثر من 30 عاما على إنتاجه، وكذلك فيلم خالد بن الوليد للمخرج حسين صدقي عام 1958.وأضاف الشناوي للمشهد بأن دخول مُخرج آخر على العمل واعتذار الأول، يعتبر دليلا واضحا على وجود أسباب فكرية وسياسية بالمعنى الأحرى وفق تعبيره، مؤكداً أن التاريخ يخضع دائما لانعكاسات ومجريات اللحظات التي يعيشها الزمن الحالي وتناقضاته في الحاضر، مع الأخذ بعين الاعتبار الخلافات التاريخية بشأن شخصية بحجم معاوية، لأسباب دينية تتعلق بتجسيد الصحابة والخلفاء. (المشهد)