أثارت الزلازل التي ضربت كلًا من سوريا والمغرب خلال الأشهر الماضية، حمّى التخوفات من قرب تعرّض الأردن إلى زلزال مدمّر، خصوصا أنه يقع على حافة فالق البحر الميت النشط.ويضع صدع البحر الميت "التحويلي" المملكة الصغيرة في وسط منطقة الشرق الأوسط، في مواجهة حقيقية مع احتمالات بوقوع زلازل قوية. أقوى زلزال في تاريخ الأردن إلى الجنوب، فإنّ مدينة العقبة شهدت أقوى الزلازل التي عاشها الأردنيون خلال القرن الماضي، وتحديدا في 22 نوفمبر 1995. ووفق أرشيف الزلازل في الأردن، فإن زلزال العقبة وقع على مقربة من مدينة نويبع في مصر المطلة على البحر الأحمر جنوبي العقبة.وبلغت قوة الزلزال حينها 7.3 درجات على مقياس ريختر.وقع الزلزال على عُمق 18 كلم في خليج العقبة لمدة تقارب الدقيقة، وشعر به سكان سوريا ولبنان شمالًا، وعلى مسافة 600 كيلومتر من مركز الزلزال.وبعد الكارثة التي حلّت بالعقبة، جرى الإبلاغ عن أمواج متوسطة الارتفاع في مياه خليج العقبة (تسونامي)، فيما حدثت الآلاف الهزات الارتدادية بعد زلزال العقبة، حتى أنّ عددا منها تجاوزت شدته حاجز 5 درجات على سُلّم ريختر.وأدّى زلزال العقبة إلى إصابة نحو 30 شخصا ووفاة 8 آخرين في المناطق المجاورة.وتوفي في المدينة الجنوبية الأردنية شخص واحد بعارض صحيّ في القلب، بعد حدوث الزلزال.ويعدّ زلزال العقبة نوفمبر 1995، الأقوى في الأردن والمنطقة منذ عام 1927 الذي شهد زلزال أريحا وقُتل فيه نحو 500 شخص.هزات أرضية في الأردنيقع الأردن على صدع البحر الميت التحويليّ الذي يشهد هزات أرضية مستمرة من النوع "المعتدل" وليس بالقوة التدميرية كما حصل في تركيا والمغرب، تبعا لطبيعة الحركة الأرضية، وفق نقيب الجيولوجيّين الأردنيين خالد الشوابكة. ويشكل نظام الصدع حدود التحويل بين الصفيحة الإفريقية إلى الغرب، والصفيحة العربية إلى الشرق. وبدأ "البحر الميت التحويلي" تشكّله منذ بدايات العصر الميوسيني، حيث كان هناك تغيّر في حركة الصفيحة التي توقفت حركنخا في خليج السويس. واستوعب نظام فالق البحر الميت التحويلي نزوح ما يقارب من 105 كلم إلى الشمال من الصفيحة العربية، وهو السبب في إزاحتها.(وكالات)