يعدّ خيط الروح من أبرز أنواع الحلى التقليدية الذي ترتديه النساء في المناسبات بغرض التزيين، لكن مثل العديد من الخلافات بين دولتي المغرب والجزائري، ينقسم الناس بين أصل خيط الروح مغربي أم جزائري؟ما هو خيط الروح؟ خيط الروح من أشهر الحلي المعروفة باسم "الزروف" في الجزائر، وهو حلي من التقاليد الجزائرية القديمة، حيث ينتقل من الأم إلى الابنة "بالميراث" وبهذه الطريقة ينتقل عبر الأجيال، فهناك عائلات تمتلك خيط الروح من القرن 18.يتم صنع خيط الروح من الذهب أو الفضة، ويأتي على شكل عقد مُزين بالفصوص والأحجار الصغيرة المتدلية، وغالبًا ما يكون مُرصعا بالألماس والأحجار الكريمة بحسب مكانة الأسرة الاجتماعية، ويزيّن عنق وجبين المرأة.ويوضع خيط الروح على رأس المرأة، ويعلوه وشاح حريري يُسمى بـ "محرمة الفتول"، وهو وشاح طويل ترتديه النساء الجزائريات في المناسبات والأعراس والحفلات، وحتى المناسبات الصغيرة، وعادة تنسقه مع الزيّ التقليدي المعروف باسم "الشدّة التلمسانية".هل خيط الروح مغربي أم جزائري؟ بالرغم من أنّ خيط الروح من أأشهر أنواع الإكسسوارات في التراث الجزائري الأصيل، حيث زُينت به النساء قديمًا خلال الفترة العثمانية في الجزائر بين 1515 لـ 1830.لكن بسبب انتشار شكل الحُلي في العديد من الثقافات العربية الأخرى مثل مصر وتونس والمغرب، لكن بمسميات مختلفة، قد يعتقد البعض أنه مغربي الأصل، لكن هو في الأساس حلي جزائري.لكن كعادة الجدال الدائر بين دولتي المغرب العربي، الجزائر والمغرب، هناك روايات تؤكد بأنّ خيط الروح ذو أصل مغربي في الأساس.واشتعلت الحرب بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما طرحت الفنانة السورية أصالة نصري والنجمة المغربية أسما لمنور، فيديو كليب مشتركا لأغنية مغربية، ظهرت فيه وهي ترتدي خيط الروح بمظهر يوحي بأنه من التقاليد المغربية، ما أثار استياء النشطاء الجزائريين.وفي المرة التالية، اشتعل الخلاف بين المغاربة والجزائريين، عندما ظهر حفيد نيسلون مانديلا زوليفوليل مانديلا وزوجته الجديدة التي كانت ترتدي على جبينها "خيط الروح" في فعالية بوزارة الثقافة والفنون الجزائرية، والتقاط صور مع الوزيرة صورية مولوجي، وحينها اتهم المغاربة، الوزيرة بالقيام بذلك لتأكيد أنّ روح الخيط جزائري وليس مغربيا.وعلى الرغم من الخلاف المستمر بين الدولتين، إلا أنه يجمعهما العديد من العوامل المشتركة، بداية من اللغة والثقافة والدين والتاريخ، فهما كافحا معًا ضد الاستعمار نفسه، ويشتركان في الأصول نفسها، فعلى سبيل المثال: يُعرف السياسي المغربي عبد الكريم الخطيب، بأنه من أصول جزائرية، كما يعدّ أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر من أصول مغربية، فكلا الدولتين يشترك في الكثير من الأمور، ما قد يصعّب الفصل بين تراثهما وعاداتهما وتقاليدهما. أصل خيط الروح؟ يعود أصل خيط الروح إلى الدولة الجزائرية منذ حكم العثمانيين، أما سر تسميته بهذا الاسم، فكلمة الخيط ترجع إلى أنّ العقد يشبه الخيط الرفيع، أما الروح فكانت تطلق على الرقبة قديمًا، لذا تم الجمع بين الكلمتين "خيط الروح".كما أنّ هناك رواية أخرى لاسم خيط الروح، تحكي أنّ عائلة عريقة من مدينة الجزائر زوجت ابنتها من رجل طيب لكنه فقير، وفي يوم الزفاف، أهداها عقدًا من الذهب، لكنه كان صغيرًا للغاية، فلم يستطع الالزوج إغلاق إحكامه على الرقبة، لتصرخ أم العروس وتقول "بوه عليا هذا جابلها خيط الروح" في إشارة إلى صغر حجم العقد، ليتصرف والد العروس سريعًا، ويضع العقد على رأس ابنته، ومن هنا بدأت عادة "خيط الروح" لتزيّن رؤوس الجزائريات.وناقشت الدكتورة عائشة حنفي أستاذة في معهد الآثار بجامعة الجزائر، في ورقة بحثية بعنوان "حُلي الرأس للمرأة بمدينة الجزائر في العهد العثماني"، لتكشف أنّ أصل هذا الحُلي يعود إلى الفينيقيين، فهو ليس حصرا على الجزائريات، كما عرفته العديد من الثقافات العربية الأخرى تحت مسميات مختلفة، مثل "الكردال" في مصر، و"شعيرية" في تونس.(المشهد)