افتتحت فرنسا أول متحف مخصص بالكامل للفن والثقافة الصوفية في شاتو، إحدى الضواحي القريبة من باريس، ويهدف المتحف، الذي تم افتتاحه يوم السبت، إلى تقديم لمحة شاملة عن التصوف، وهو الاتجاه الروحيّ العميق في الإسلام الذي يتميز بالزهد والتأمل في الذات والعالم، والتركيز على تجربة الإيمان الشخصية والباطنية.ويقع المتحف في قصر تاريخيّ يعود إلى القرن التاسع عشر، ما يضفي عليه طابعًا فريدًا يجمع بين الجمال المعماريّ العريق والأجواء الروحية للتصوف، ويُعتبر هذا المتحف الأول من نوعه في العالم، بحسب تصريحات إدارة المتحف، حيث يجمع بين مجموعات تاريخية وأعمال فنية معاصرة تعكس تأثير التصوف على الفن والثقافة. المقتنيات المعروضة يضم المتحف مجموعة دائمة من الأعمال والقطع التي تعود للقرن التاسع عشر، مثل المخطوطات النادرة، وسجاجيد الصلاة الفاخرة، والأدوات الطقوسية التي كانت تُستخدم في الممارسات الصوفية التقليدية. كما يعرض المتحف أعمالًا لفنانين معاصرين تأثروا بالتصوف، سواء من حيث الفكرة أو الأسلوب، ما يتيح للزوار تجربة تفاعلية تشمل تاريخ التصوف وتأثيره المستمر على الفنون. من بين الفنانين المعاصرين الذين تُعرض أعمالهم في المتحف، توجد أعمال للفنانة الفرنسية الأميركية سيفا كلاين، التي تمزج في أعمالها بين الجوانب الروحية والصوفية من جهة، والعناصر الفنية الحديثة من جهة أخرى. كما تُعرض أعمال للفنانة الجنوب إفريقية بيانكا بوندي، التي تستلهم في فنها معاني التصوف من خلال استخدام المواد الطبيعية والألوان المتناغمة.أهمية المتحفيُعدّ المتحف خطوة مهمة لتعريف الجمهور الفرنسيّ والدوليّ بجماليات وثقافة التصوف، وتقديمه كجزء من التراث الثقافيّ العالمي، ويأتي افتتاحه في وقت يشهد فيه العالم اهتمامًا متزايدًا بالجوانب الروحية والفلسفية في الفنون والثقافات المختلفة. كما يمثل المتحف جسرًا للتواصل بين الثقافات، حيث يفتح نافذة على عالم التصوف الإسلاميّ من خلال لغة الفن التي تتجاوز الحدود الدينية والثقافية. يخطط المتحف لتنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة، تشمل ورش عمل حول الفنون الصوفية، وعروض موسيقية لشعراء ومنشدين صوفيّين، بالإضافة إلى ندوات ثقافية تستعرض تاريخ التصوف وتأثيره على الأدب والفن. ويهدف المتحف إلى أن يكون منصة حية للتفاعل الثقافيّ والتعرف إلى التصوف كجانب من جوانب الثقافة الإسلامية الغنية.بهذا المشروع، تسعى فرنسا إلى تقديم بعد جديد للتنوع الثقافي، وتعزيز فهم أعمق للتصوف كجزء من التراث الروحيّ العالمي. (وكالات)