ما أصعب الفراق الذي يكون دون وداع، وما أشدّه عندما يبدأ صامتا مخنوقا ليصبح لوعة وحرقة تؤججها الدموع ولا تخمدها.بصوت خنقته الدمعة ومن قلب فقد الأمل، صرخت آسيا هشام وسألت وبكت.هل فعلا بات إعلان الوفاة انتهاء لمأساة وراحة نفسية؟ولكن كيف تعلن وفاة من لا تعرف إن مات حقا؟بالغصة والدموع ظهرت مذيعة "المشهد" الإعلامية آسيا هشام لتسأل عن مصير والدها المفقود في سجون النظام السوري السابق بشار الأسد.آسيا التي أوصلت صرخة واستغاثة زميلة لها فقدت شقيقها منذ فترة قبل أن يعود إليها سالما، لم تجد والدها.. لم تجد حتى ما يطفئ النار في قلبها ويجفف الدموع في عينيها.وإلى رائدة وقاف شقيقة المفقود والعائد توجهت آسيا برسالة تحكي حكايتها وحكاية شعب سوري متألم وصابر.وقالت آسيا: "إلى رائدة وقاف تم توقيف أخيك وخرجتِ في فيديو تتساءلين عن مصيره ونحن في قناة "المشهد" نقلنا الفيديو املاً في أن تصل صرختك واستغاثتك وتجدي شقيقك. وها قد عاد إليكِ اليوم ونحن نهنئك بعودته إليكم سالماً متمنين أن يعود كل مفقود وأن ينتهي مسلسل الفقد والخطف في سوريا. لكن ست رائدة اسمحي لي.. اسمحي لي أن أخبرك حكاية الشعب السوري التي ما بدأت قبل اكثر من 13 عشر عاما لا بدأت قبل بكثير.. اسمحي لي أن أسألك.. هل يهمك أن والدي ومئات آلاف الآباء والأبناء والأمهات لم يعرف مصيرهم؟ أحياء أم أموات؟ وكيف ماتوا؟" وسردت آسيا واقع المفقودين السوريين بكل أمانة متسائلة عن مصيرهم: هل ماتوا؟ هل تمت تصفيتهم؟ هل تمنوا الموت كثيراً حين لم يجدوا رحمةً سواه؟ هل حصلوا على قبر؟ أم أن المكابس والاسيد لم تبق عظاماً لقبر؟صرخة آسيا هي صرخة آلاف السوريين، وآلاف العائلات التي تعيش حتى اليوم والأمل في قلبها مشتعل.(المشهد)