في قلب كل مدينة تاريخية، ترتسم صورة معمارية تعكس العظمة والتقاليد الدينية، ومن بين هذه الصروح الضخمة التي تجسد الروح الدينية والثقافية، يبرز المسجد كمعلم بارز. يعدّ المسجد مكانًا للعبادة والتأمل، ويتميز بتصاميم هندسية فريدة تعكس تطور الفن المعماريّ عبر العصور. تتألق المساجد الكبيرة بتصاميمها الرائعة وأبعادها الضخمة، وفي هذا السياق، سنأخذكم في رحلة قصيرة للتعرف إلى أكبر المساجد في العالم.أكبر المساجد في العالم: رحلة عبر التاريخ والعمارة المساجد ليست مجرد أماكن للعبادة، بل هي مراكز ثقافية وروحية للمسلمين حول العالم. من بين هذه المساجد، تبرز بعضها بحجمها الهائل الذي يجعلها من أهم المعالم المعمارية والتاريخية. وهنا نستعرض ترتيب أكبر المساجد في العالم: 1. المسجد الحرام الطاقة الاستيعابية: 2,000,000 المساحة: 400,800 متر مربع يتوسط مكة المكرمة، قلب العالم الإسلامي، المسجد الحرام الذي يعدّ أكبر مسجد في العالم. يمتد المسجد على مساحة تزيد عن 400,000 متر مربع، ويستوعب الملايين من المصلين أثناء أداء الصلوات والطواف حول الكعبة. تُعتبر الكعبة المشرّفة قلب المسجد، حيث يتوجه المسلمون في صلواتهم نحوها. 2. المسجد النبوي الطاقة الاستيعابية: 698,000 المساحة: 400,500 متر مربع في قلب المدينة المنورة يتوسط المسجد النبوي، الذي يضم قبر النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم. يعدّ المسجد النبوي ثاني أكبر المساجد في العالم، كما أنه ثاني أقدس موقع في الإسلام. يتسع المسجد النبويّ لقرابة 700 ألف مصلّ، ويتميز المسجد بهندسته المعمارية الرائعة.3. العتبة الرضوية الطاقة الاستيعابية: 700,000 المساحة: 598,657 مترمربع في مشهد مقاطعة خراسان بإيران، تقع العتبة الرضوية، وهو ثالث أكبر المساجد في العالم. تحمل العتبة الرضوية اسم الإمام الرضا (عليه السلام)، أحد الأئمة الاثني عشر في الشيعة. وقد استقر قبر الإمام الرضا في هذا المكان بعد استشهاده في القرن الثاني للهجرة. منذ ذلك الحين، أصبحت المنطقة مركزًا دينيًا حيويًا. 4. مسجد الملك فيصل الطاقة الاستيعابية: 300,000 المساحة: 43,295 متر مربع في قلب إسلام آباد، العاصمة الفاتنة لباكستان، يتألق مسجد الملك فيصل كرمز للعظمة والتنوع الثقافي. يعدّ هذا المسجد معلمًا معماريًا بارزًا ومكانًا للعبادة والتأمل، حيث يتجسد فيه العمق التاريخيّ والتقاليد الإسلامية. بدأ بناء مسجد الملك فيصل في عام 1976، واكتمل بناؤه في عام 1986. يحمل المسجد اسم الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، تكريمًا لجهوده في دعم باكستان. الفنان المعماريّ التركيّ ودعت دالوكاي قام بتصميم المسجد. 5. المسجد الأقصى الطاقة الاستيعابية: 250,000 المساحة: 144,000 متر مربع يُعتبر المسجد الأقصى ثالث أقدس المساجد في الإسلام، وهو أول القبلتين في الإسلام، ويقع في البلدة القديمة في القدس. يتوسط المسجد القبة الرئيسية المشرّفة، التي تعكس الهندسة الإسلامية التقليدية. تجسد القبة الروحانية والفن العربيّ في كل زاوية من زواياها. المسجد الأقصى ليس فقط المصلّى المبنيّ جنوب قبة الصخرة، ولكنه يشمل الجامع القبليّ وقبة الصخرة والمصلّى المرواني، ومصلّى باب الرحمة والأروقة والقباب والمصاطب والحدائق وأسبلة الماء، وغيرها من المعالم.6. مسجد الاستقلال الطاقة الاستيعابية: 200,000 المساحة: 97,000 متر مربع أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا، وبُني لإحياء ذكرى استقلال إندونيسيا. تم افتتاح المسجد للجمهور في 22 فبراير 1978. يقع المسجد داخل جاكرتا بجوار ساحة ميرديكا وكاتدرائية جاكرتا (الكاثوليكية) وكذلك كنيسة إيمانويل. تم وضع حجر الأساس بواسطة سوكارنو في 24 أغسطس 1961، واستغرق البناء 17 عامًا. افتتحه الرئيس سوهارتو كمسجد وطنيّ في 22 فبراير 1978. 7. مسجد الجزائر الأعظم الطاقة الاستيعابية: 120.000 المساحة: 20.000 متر مربع يحتل المسجد الأعظم الجزائر المركز السابع في قائمة أكبر المساجد في العالم. يضم المسجد قاعة للصلاة بمساحة 20.000 متر مربع، قادرة على استيعاب 120.000 مصلٍّ. ويحيط بالصحن المركزيّ لهذه القاعة أروقة، ويقع المحراب إلى الشرق، وهو مصنوع من الرخام الأبيض. وتعلو القاعة قبة يبلغ قطرها 50 مترًا، ويصل ارتفاعها إلى 70 مترًا. 8. مسجد الحسن الثاني الطاقة الاستيعابية: 105,000 المساحة: 90,000 متر مربع يقع المسجد في الدار البيضاء بالمغرب، ومئذنته هي ثاني أطول مئذنة في العالم، حيث يبلغ ارتفاعها 210 أمتار. تم الانتهاء من بناء المسجد في عام 1993، وقد صممه ميشيل بينسو بتوجيه من الملك الحسن الثاني، وقام ببنائه حرفيون مغاربة من جميع أنحاء المملكة. ويبلغ ارتفاع المئذنة 60 طابقًا، ويعلوها ليزر، يوجّه ضوءه نحو مكة. 9. مسجد بادشاهي الطاقة الاستيعابية: 100,000 المساحة: 29,867 متر مربع مسجد بادشاهي يعود تاريخ بنائه إلى عصر المغول في لاهور، البنجاب، باكستان. يقع المسجد مقابل قلعة لاهور في ضواحي المدينة المسوّرة، ويثعتبر على نطاق واسع أحد المعالم الأكثر شهرة في لاهور. تم بناء مسجد بادشاهي بين عامي 1671 و1673 على يد الإمبراطور المغوليّ أورنجزيب. يعدّ المسجد مثالًا مهمًا للهندسة المعمارية المغولية، مع واجهة خارجية مزينة بالحجر الرمليّ الأحمر المنحوت مع ترصيع الرخام. 10. المسجد الجامع الطاقة الاستيعابية: 85,000 تم بناؤه من قبل الإمبراطور المغوليّ شاه جاهان بين عامي 1644 و1656، وافتتحه إمامها الأول، سيد عبد الغفور شاه بخاري. يقع المسجد الجامع في العاصمة المغولية شاه جهاهان أباد (دلهي القديمة اليوم)، وكان بمثابة المسجد الإمبراطوريّ لأباطرة المغول، حتى زوال الإمبراطورية في عام 1857.وكان المسجد الجامع يُعتبر بمثابة لفتة رمزية للقوة الإسلامية في جميع أنحاء الهند، حتى وقت قريب من القرن الـ 19، وكان أيضًا موقعًا ذا أهمية سياسية خلال عدة فترات رئيسية من الحكم البريطاني. (المشهد)