في حوار صريح ومليء بالمشاعر، تحدثت الفنانة كارول سماحة مع الإعلامي محمد قيس في برنامج "عندي سؤال" عبر قناة ومنصة "المشهد" عن حياتها الفنية والشخصية. وتطرقت كارول إلى التحديات التي واجهتها في حياتها الزوجية، وتأثير الفن على علاقتها العائلية. الحوار تناول جوانب إنسانية وفنية عميقة، عكست شخصية كارول القوية والمتصالحة مع نفسها رغم التحديات.تحدثت سماحة عن مسار حياتها المختلف، حيث شعرت أن كل شيء في حياتها جاء متأخرًا، من الزواج إلى الأمومة وحتى التلحين. لكنها أكدت أن الأهم ليس التوقيت، بل جودة التجربة التي تخوضها. ورغم تأخرها في الإنجاب حتى عمر الثانية والأربعين، استطاعت كارول أن تجمع بين دورها كأم وحفاظها على صحتها وروحها الإيجابية. ابنتها تالا تضفي عليها إحساسًا بالشباب والحيوية، حتى وإن كانت هناك مقارنات بينها وبين أمهات أصغر سنًا. كارول تؤمن بأن العمر مجرد رقم، لكنها تعترف بأن الوصول إلى الـ50 يحمل تحديات جديدة. تصف هذا الرقم بأنه "ثقيل" ولا يتماشى مع روحها الشابة والمليئة بالطاقة. ومع ذلك، ترى أن العمر الأربعيني هو قمة نضوج المرأة وجمالها، حيث تجد صوتها وأسلوبها الفني قد تطور ليصبح أفضل مما كان عليه في شبابها. التوازن بين الزواج والعمل تحدثت كارول عن تجربتها في الزواج من رجل من ثقافة وديانة مختلفة. ورغم التوقعات بأن هذا الاختلاف قد يكون سببًا للتوتر، إلا أنها تؤكد أن الخلافات الزوجية غالبًا ما تكون حول التفاصيل اليومية البسيطة. وكشفت أن العلاقة الناجحة تعتمد على التضحية المتبادلة وفهم احتياجات الطرف الآخر. كارول تحدثت عن بداية علاقتها بوليد وكيف كانت الانطباعات الأولى متناقضة. وأكدت أن الصورة الأولى التي رأتها الناس عنها وعن وليد لم تكن توحي بالانسجام الكامل، مشيرة إلى أن البعض اعتبرهما غير مناسبين لبعضهما البعض. لكن بمرور الوقت، تغيرت نظرتها بشكل كامل، وبدأت تكتشف جوانب عميقة في شخصيته، جعلتها تدرك أن الجاذبية ليست مجرد مظهر خارجي.في البداية، كانت كارول تنجذب إلى الشريك الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بشكله الخارجي ولياقته البدنية، لأنها بدورها تحب الرياضة والحياة الصحية. لكن مع مرور السنوات، اكتشفت أن الجاذبية الحقيقية تكمن في شخصية الرجل، خاصة إذا كان هادئًا، ذكيًا، وقادرًا على توفير الأمان النفسي. تقول كارول: "ما يجذبني الآن هو الرجل الذكي الهادئ، الذي يمكنه بكلمة واحدة أن يهدئني ويشعرني بالراحة". ووصفت كارول الزواج بأنه تجربة نضوج متكاملة، حيث لم تكن تتخيل التأثير الذي سيتركه الزواج على حياتها الشخصية وأفكارها. في البداية، كانت كارول شديدة التمسك بفكرة الاستقلالية المطلقة، مؤكدة على أهمية أن تكون المرأة قادرة على الاعتماد على نفسها ماديًا ومعنويًا. ومع ذلك، أوضحت أن الزواج علّمها معنى المشاركة والتوازن. تحدثت عن حوار جمعها مع زوجها، عندما سألها ذات يوم: "بماذا تحتاجينني؟" هذا السؤال كان بمثابة صدمة إيجابية بالنسبة لها، لأنه أظهر لها أن الشريك يحتاج إلى الشعور بأنه يلعب دورًا حقيقيًا في حياة الطرف الآخر. ومن خلال هذا الموقف، تعلمت كارول أهمية تعزيز شعور الرجل بدوره كشريك داعم وسند، حتى لو كانت المرأة قوية وقادرة على تحقيق الكثير بمفردها. تحدثت كارول عن تأثير الفن على حياتها الزوجية، وأشارت إلى أن زوجها وليد أحياناً يشعر بأنها كانت موجودة جسدياً في المنزل، لكن عقلها مشغول بالموسيقى والعمل. وأوضحت أن التزامها الفني جعلها أحياناً تبدو وكأنها بعيدة رغم وجودها مع العائلة. هذا الأمر دفع زوجها إلى مصارحتها بحقيقة إحساسه بأن تفكيرها يكون في مكان آخر معظم الوقت. تقول كارول: "الفن بياخذ منك كل شيء، لما بتكتب وتلحن، بتكون بعالمك الخاص وبتنعزل عن كل شيء حواليك".وأشارت إلى أن مرحلة كتابة الأغاني الجديدة تتطلب تركيزاً كبيراً، مما يجعلها تدخل في عزلة فنية مؤقتة. الأمومة.. تحديات وتضحياتلم تكن الأمومة بالنسبة لكارول مجرد تجربة عادية، بل كانت درسًا عظيمًا في الحب والعطاء. أوضحت أنها في بداية حياتها العملية، كانت تضع عملها في مقدمة أولوياتها، لكنها مع ولادة ابنتها بدأت تعيد ترتيب حياتها، محاولة خلق توازن بين العمل والأسرة. تحدثت عن التحديات التي واجهتها عندما كانت تضطر للسفر لفترات طويلة للعمل، حيث شعرت بالذنب لغيابها عن ابنتها في بعض الأوقات. استذكرت موقفًا مؤثرًا حين قالت لها ابنتها ذات مرة: "أنتِ لست أمي خلال هذه الأيام العشرة!" هذا الموقف ترك أثرًا عميقًا في نفس كارول، مما دفعها إلى اتخاذ قرارات تضحي بجزء من حياتها المهنية، مثل تقليل عدد الجولات الفنية الطويلة، حتى تبقى قريبة من ابنتها. كارول تؤمن بأن الأمومة ليست مجرد وجود مادي، بل هي استثمار في العلاقة مع الأبناء، من خلال تقديم الوقت النوعي والاهتمام الحقيقي. وتؤكد: "الأبناء لا يحتاجون فقط إلى المال والهدايا، بل إلى الحب واللمسة الحانية والمشاركة اليومية".الحياة الشخصية والمهنية أما عن حياتها الشخصية، فقد أكدت كارول سماحة أن التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية هو تحدٍ كبير تواجهه كل فنانة. تحدثت عن دور العائلة في حياتها، وأشارت إلى أن الدعم الذي تتلقاه من عائلتها هو العامل الأساسي الذي يساعدها على الاستمرار في تقديم الأفضل. "أنا أم وزوجة قبل أن أكون فنانة. أحرص دائمًا على تخصيص وقت لعائلتي، وأؤمن بأن النجاح الحقيقي هو أن تكون قادرًا على تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية والمهنية. العائلة هي السند والداعم الأساسي في حياتي، وأحمد الله على وجودهم في حياتي." هكذا وصفت كارول أهمية العائلة في حياتها. النسوية وحدودهاتناولت كارول موضوع النسوية وتحدياتها، خصوصًا في عصر أصبحت فيه المرأة تسعى إلى تحقيق الاستقلال التام. اعترفت بأنها كانت في الماضي تنظر للأمور من منظور نسوي بحت، حيث كانت تؤمن أن المرأة يجب أن تثبت دائمًا قدرتها على العيش بدون الاعتماد على الرجل. لكنها اليوم ترى أن هذا التوجه أحيانًا يفتقر إلى التوازن، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات الزوجية. قالت كارول: "الرجل خلق ليكون حاميًا وسندًا. لماذا نحاول سلبه هذا الدور الطبيعي؟" وأكدت أن المرأة الحديثة قد تقع في فخ محاولة تقليص دور الرجل في حياتها، مما يضعف العلاقة بين الطرفين. وأشارت إلى أن هذا السلوك قد يدفع بعض الرجال للبحث عن شريكات أخريات يشعرون معهن بأدوارهم الطبيعية كشركاء وداعمين. (المشهد)