منذ تأسيسها قبل أكثر من 3 قرون أي في 22 فبراير 1727 على يد الإمام محمد بن سعود، شهدت المملكة العربية السعودية تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية وعلمية كبيرة جدا رافقتها في كل الفترات إنجازات نوعية ملهمة نحو المستقبل.ولكن كيف كانت بداياتها؟ وماذا حصل بالدولة السعودية الأولى؟ ومن هو مؤسس الدولة السعودية الثانية؟الدولة السعودية الأولى في أوائل القرن الثامن عشر، كانت شبه الجزيرة العربية تشهد نوعا من عدم الاستقرار السياسي. ويصف المؤرخون الوضع السياسي والاجتماعي في شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة بأنه كان غير آمن، مع وجود الكثير من الإمارات المتفرقة المتنافسة. أسس الدولة السعودية الأولى عام 1139 هـ / 1727 م في الدرعية عاصمتها الإمام محمد بن سعود. وتمكن أئمة الدولة السعودية الأولى من توحيد شبه الجزيرة العربية وتطوير حقبة جديدة من الاستقرار والأمن من خلال فرض الشريعة الإسلامية في جميع جوانب الحياة. ونتيجة للدولة السعودية الأولى، ظهر الكثير من العلماء. كما ازدهرت الجوانب المعرفية والعلمية والاقتصادية للدولة. تم إنشاء الكثير من المؤسسات والأنظمة الإدارية. وأصبحت الدولة السعودية الأولى دولة ذات مكانة سياسية كبيرة. وبسطت نفوذها على معظم أنحاء شبه الجزيرة العربية. وانتهج حكامها سياسة متوازنة تقوم على انتصار الإسلام وخدمة المجتمع والارتقاء بمستواه الحضاري. ولكن انتهت هذه الدولة السعودية الأولى في عام 1233 هـ / 1818 م، عندما غزت القوات العثمانية شبه الجزيرة العربية بقيادة إبراهيم ابن محمد علي باشا والي مصر. وحاصر إبراهيم باشا الدرعية بعد معارك كثيرة، فهدم ودمر أغلب أجزاء الدولة السعودية الأولى في الجزيرة العربية. على الرغم من الدمار الذي أحدثته قوات محمد علي بقيادة إبراهيم باشا في وسط الجزيرة العربية، وهدم الدرعية، وتدمير العديد من البلدان، بالإضافة إلى انتشار الخوف، فإن قوات محمد علي لم تتمكن من كسر عناصر الدولة السعودية. وظل سكان المناطق الحضرية والريفية موالين لعائلة آل سعود التي أسست الدولة السعودية الأولى. وواصلوا تقديرهم لمعاملتهم وقيادتهم الحكيمة. وبعد أقل من عامين على نهاية الدولة السعودية الأولى، ظهر زعماء آل سعود مرة أخرى لإعادة تأسيس الدولة السعودية الثانية. ولكن من هو مؤسس الدولة السعودية الثانية؟ من هو مؤسس الدولة السعودية الثانية؟ كانت المحاولة الأولى عام 1235هـ/1820م عندما حاول الأمير مشاري بن سعود إعادة الحكم السعودي في الدرعية لكن التجربة لم تستمر إلا أشهر قليلة، تلتها محاولة ناجحة بقيادة الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود عام 1240هـ/1824م أدت إلى قيام الدولة السعودية الثانية وعاصمتها الرياض. واستمرت الدولة السعودية الثانية على الأسس نفسها والمرتكزات التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى، من حيث اعتمادها على نشر الأمن والاستقرار، وتطبيق الشريعة الإسلامية. وكانت الأنظمة الإدارية والمالية مماثلة لتلك الموجودة في الدولة السعودية الأولى، وازدهرت الفنون والعلوم في الدولة السعودية الثانية.وكان الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية عام 1824، أي بعد 6 سنوات تقريباً من نهاية الدولة السعودية الأولى. وعلى الرغم من الدمار والخراب الذي خلفه الوجود الأجنبي في ذلك الوقت، إلا أنه تمكن من حشد مؤيدين للدولة السعودية وتشكيل جيش تمكن به من استعادة الدرعية وطرد ما تبقى من القوات الأجنبية.ونقل الإمام تركي بن عبد الله مركز الحكم من الدرعية إلى الرياض، فجعلها عاصمة الدولة. واتبعت الدولة السعودية الثانية نفس أسس ومرتكزات الدولة السعودية الأولى من حيث توحيد المناطق ونشر الأمن والاستقرار وتطبيق الشريعة الإسلامية والأنظمة المالية، إلى جانب ازدهار العلوم والآداب في جميع أنحاء الدولة.(المشهد)