لقد كانت قصة حبّ أسترالية كلاسيكية، دارت أحداثها في إحدى حانات سيدني: فتاة التقت بشاب، الفتاة تزوجت الشاب، عاشت الفتاة في سعادة دائمة.ولكن عندما التقت ماري دونالدسون البالغة من العمر 28 عامًا من تسمانيا بأستراليا، وتعمل في العقارات، بـ"فريد" المعروف أيضًا باسم فريدريك، في فندق "سليب إن" في سبتمبر عام 2000، غرقت فجأة في حياة مختلفة تمامًا، قصة خيالية.وتقول ماري في إحدى المقابلات التي أُجريت معها عام 2003: "في المرة الأولى التي التقينا فيها وتصافحنا، لم أكن أعلم أنه وليّ عهد الدنمارك"، "جاء إليّ شخص ما وقال لي: هل تعرفين من هم هؤلاء الأشخاص؟"خلال هذا الشهر، وبعد مرور أكثر من 23 عامًا على زواجها من وليّ العهد، ستصبح ماري البالغة من العمر 51 عامًا، ملكة الدنمارك، بعد أن أعلنت الملكة مارغريت الثانية وبشكل مفاجئ تنازلها عن العرش في خطابها لمناسبة رأس السنة الجديدة. زوج ماري سيصبح الملك فريدريك العاشر.تُعتبر الأميرة ماري التي وُلدت في أستراليا، وستصبح بعد أيام ملكة الدنمارك، شخصية معروفة جدًا، فهي ستحصل على لقب ملكة الدنمارك عند اعتلاء زوجها فريدريك العرش في 14 يناير، بعد نحو أسبوعين من تنازل والدته مارغريت الثانية عن الحكم.وأصبحت الأميرة مشهورة دوليًا في أوساط المراقبين الملكيّين، بفضل أسلوبها المميز والتزامها الصريح بالقضايا التقدمية، بما في ذلك الدفاع عن تغير المناخ والاستدامة، فضلًا عن حقوق النساء والأطفال. في الدنمارك، هي محبوبة جدًا.ففور وصولها إلى الدولة الاسكندنافية التي تعدّ 5.9 مليون نسمة، أثارت ماري ضجة كبيرة، وأذهلت الدنماركيّين على وجه الخصوص، بقدرتها على تعلّم اللغة سريعًا، وهي معروفة بأنها لغة صعبة، ثم سرعان ما كسبت قلب والدة زوجها.وقالت الملكة مارغريت في 2015 "يجب أن أقول إنّ المرة الأولى التي جمعني بها، كان أملي أن تستمر هذه العلاقة".وفي موطنها الأصليّ أستراليا، تصدرت قصة ماري على مدى عقود عناوين الصحف، ولا تزال تحظى بتغطية واسعة النطاق بفضل نمط حياتها وذوقها الرفيع وموقعها.في الحقيقة، تخلت ماري منذ فترة طويلة عن جنسيتيها الأسترالية والبريطانية التي كانت قد حصلت عليها عن طريق والديها الاسكتلنديّين، لكنها تحتفظ بلهجتها الأصلية وتتحدث اللغة الدنماركية بطلاقة.في أستراليا، تُعتبر كنزًا محليًا، وبحسب رئيس وزراء تسمانيا جيريمي روكليف، فإنّ الأميرة ماري سفيرة رائعة لتسمانيا"، ويؤكد: "نحن فخورون جدًا".يُنظر إليها على أنها شخصية متواضعة ومتماسكة.هي ابنة أستاذ رياضيات ومساعدة تنفيذي، ولدت في هوبارت، عاصمة تسمانيا، الولاية الجزيرة الجنوبية في أستراليا. وقد قالت لصحيفة فاينانشيال تايمز في مقابلة أُجريت معها مؤخراً: "كنت فتاة ترتدي القمصان والسراويل القصيرة، ومعروفة بالسير حافية القدمين".التحقت بمدرسة عامة، وركبت الخيول، ولعبت الرياضة، وحظيت بتربية عادية، قبل أن تدرس القانون والتجارة في الكلية، وتنتقل إلى ملبورن ثم سيدني لمتابعة مهنة في مجال الإعلان. وقالت للصحفيّين بعد وقت قصير من خطوبتها في عام 2003: "لا أذكر أنني كنت أتمنى أن أصبح أميرة في يوم من الأيام. أردت أن أصبح طبيبة بيطرية". كما قالت في سيرة ذاتية عن وليّ العهد نُشرت في 2017 "يعتقد البعض أنني أطغى على زوجي بعض الشيء لأنني أظهر كثيرًا ولديّ الكثير من الالتزامات العامة، لكنه لن يكون أبدًا في ظلّي، ولن أكون في ظلّه أبدًا لأنه يعطيني النور".وأظهر استطلاع للرأي نشره تلفزيون "تي في 2" في ديسمبر، أنّ تصنيف ماري هو الثالثة بين أفراد العائلة المالكة الأكثر شعبية في الدنمارك خلف الملكة ووليّ العهد.(ترجمات)