كشفت دراسة علمية جديدة أن السماح للأطفال بمشاهدة الأجهزة اللوحية والتلفاز قد يؤثر سلبا على تحصيلهم الأكاديمي العلمي وبالتالي على صحتهم العاطفية في وقت لاحق.الأداء التنفيذيووجد الباحثون أن قضاء الطفل وقتا طويلا أمام الشاشة أثناء الطفولة يضعف أداءه التنفيذي بمجرد أن يبلغ 9 سنوات. ووفقا للمركز المتخصص بتنمية الطفل في جامعة هارفارد، فإن مهارات الأداء التنفيذي هي عمليات التحليل العقلي التي تمكّن الولد من التخطيط والتركيز والانتباه وتذكّر التعليمات والتوفيق بين مهام متعددة بنجاح. وهذه المهارات مهمة جدا للإدراك عالي المستوى مثل التحكم بالعواطف والتعلم والتحصيل الأكاديمي والصحة العقلية. ويؤثر ذلك أيضا على التفوق اجتماعيا وأكاديميا ومهنيا وفي كيفية رعاية الذات. كل هذا يتطور مع الطفل خلال مراحل نموه ويتأثر بالتجارب التي يمر بها. تقليل مدة المشاهدةويصرّ الباحثون والقائمون على الدراسة الحديثة على منع كل أنواع المشاهدات عبر الهاتف والتلفاز والأجهزة اللوحية والإلكترونية وغيرها قبل بلوغ الطفل عمر السنة ونصف السنة باستثناء التحدث المباشر عبر الفيديو مع أشخاص. ومن يظن أن طفله يكتسب معلومات من خلال قضاء وقت طويل أمام الشاشة، مخطئ. فالحقيقة هي أن الطفل يستغرق وقتا طويلا لاكتساب معلومة من خلال فيديو يشاهده ويعيد مشاهدته مرات عدة، إلا أنه يكتسب معلومة بثوان معدودة في حال سمعها من شخص يتحدث ويتفاعل معه. والوقت الطويل يرهق دماغ الطفل وبالتالي كل وظائف جسمه.تفاعل وتواصلويؤكد العلماء أن لا شيء يغني عن التفاعل والتواصل بين الأشخاص البالغين والصغار، فعقل الطفل لا يستوعب الكثير ولا قدرة لديه للتحليل والتمييز بين الواقع والخيال وبين الصحيح والخطأ، وهنا تكمن أهمية التواصل البشري بين الطفل والبالغ إذ يتمكن الطفل من طرح أسئلة وتحليلها مع البالغ لوقت أطول إلى حين استيعاب المعلومة بشكلها الصحيح. ومن البالغين أيضا، يتعلم الطفل كيف يتحكم بنفسه وبردّات فعله والتعبير عن نفسه بالشكل الصحيح وفي الوقت المناسب.(ترجمات)