لليوم العاشر على التوالي وأهالي غزة بشكل عام وأطفالها بشكل خاص يتصدّرون العناوين الإخبارية حول العالم وصورهم تجتاح المواقع والصحف والتلفزيونات ووسائل التواصل الاجتماعي.فوراء صورة كل طفل من غزة قصة، ووراء كل قصة حقيقة تكاد تكون وجعا مجبولا بظلم وغضب وحتى كبرياء وإرادة وشجاعة.وصور أطفال غزة حتى من دون وصف أو كلام تكفي لتخبر قصة ألم وصمود طويلة، لا نهاية لها حتى الآن.صور أطفال غزةيوميات البراءة وأحلام الطفولة في غزة ممنوعة وتحلّ مكانها ألوان الموت وكوابيس الفراق.ففي غزة حتى من يضحك له الحظ ويبقى على قيد الحياة، يتمنى الموت. فالرحيل مع الأحباء أنصف من العيش مع ألم وحرقة ووجع الفراق.جيل كامل من الصغار دمّرت براءته حرب الكبار، فمنهم من رحل وترك والدين توقفت الحياة عندهما، ومنهم من جلس يبكي أبوين وإخوة وحتى عائلة بكاملها.وبحسب منظمة الأمم المتحدة اليونيسف، فإن الصور والقصص واضحة: أطفال يعانون من حروق مروعة، وجروح بالقذائف، وفقدان أطراف. والمستشفيات مرهقة بشكل تام لعلاجهم. ومع ذلك، تستمر الأرقام في الارتفاع".اليونيسف وفي بيان لها أكدت أن "الوضع الإنساني وصل إلى مستويات مميتة في غزة، ولا بد أن تكون الغلبة للرأفة والقانون الدولي".كذلك، فقد نفد الغذاء والماء والكهرباء والأدوية وإمكانية الوصول الآمن إلى المستشفيات للأطفال والأسر في غزة. وفي كل حرب، الأشخاص الذين يعانون أكثر من غيرهم هم الأطفال. وهذه حقيقة مؤلمة اليوم."وبعد وقف إرسال الطعام إليهم، بدأ أطفال غزة بالبحث عن الطعام في أنقاض المنازل، علّهم يجدون ما يسدّ جوعهم بانتظار ما ستؤول إليه أمورهم. وعلى الرغم من كل ما يمرون به من ألم وفراق وصدمات ورعب، يحاول أطفال غزة الصمود والنهوض والاستمرار بعزم وشجاعة، لعلّ هذا الكابوس ينتهي في يوم وتصبح الحروب كلّها مجرّد قصص يسردها التاريخ، ولا تكون واقعا لا مفر منه تساق إليه الشعوب قسرا كل يوم.(المشهد)