تشهد المملكة المغربية خلال الفترة الأخيرة تأثيرًا قويًا لما يُعرف بـ "المرتفع الجوي الأصوري"، الذي يغطي معظم أنحاء البلاد من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. هذا المرتفع الجوي أدى إلى استقرار الأجواء وانحباس الأمطار، ما أثار قلقًا كبيرًا بين المزارعين والمهتمين بالقطاع المائي، خصوصًا مع تزامنه مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ. ونتعرف هنا إلى آثار مرتفع جوي المغرب وموعد انتهائه.آلية تأثير مرتفع جوي المغرب وفقًا للمديرية العامة للأرصاد الجوية، فإن هذا المرتفع الجوي يتمركز حاليًا فوق شمال إفريقيا، مما يدفع بكتل هوائية حارة وجافة من الصحراء الكبرى نحو المغرب. هذه الظاهرة تمنع مرور المنخفضات الجوية القادمة من المحيط الأطلسي أو البحر الأبيض المتوسط، وهما المصدران الرئيسيان للأمطار في البلاد. التوقعات اليومية لدرجات الحرارة في المغرب من المتوقع أن يستمر اليوم الطقس الحار نسبيًا في معظم المناطق مع احتمال أمطار خفيفة على الواجهة المتوسطية الغربية. كما ستتشكل سحب ركامية في الأطلس الكبير، مع هبوب رياح قوية نسبيًا مصحوبة بتناثر الغبار في الأقاليم الصحراوية. تُشير التوقعات إلى انخفاض تدريجي في درجات الحرارة في معظم المناطق يوم غد الأحد، مع بقاء الأجواء الحارة في الأقاليم الجنوبية. درجات الحرارة المتوقعة السهول الشمالية والوسطى: بين 28 و34 درجة مئوية. الأقاليم الجنوبية: بين 28 و34 درجة مئوية. الأطلس الكبير والمتوسط: بين 08 و17 درجة مئوية. المناطق الداخلية الأخرى: بين 18 و24 درجة مئوية. تغيرات مناخية وأثرها على المغرب آراء الخبراء عن المرتفع الجوي بالمغرب صرح الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية للمواقع الإخبارية المغربية، أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع درجات الحرارة الحالي هو تأثير المرتفع الجوي الأصوري، الذي يتمركز فوق شمال إفريقيا. هذا المرتفع يدفع كتلًا هوائية حارة نحو جنوب ووسط المغرب، مما أدى إلى تسجيل درجات حرارة غير معتادة لفصل الخريف وبداية الشتاء.وأوضح يوعابد أن هذا الوضع أدى إلى استمرار الأجواء الحارة نسبيًا في السهول الشمالية والوسطى والأقاليم الجنوبية، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 28 و34 درجة مئوية، في حين سجلت المناطق الجبلية درجات أقل. وأشار علي شرود، الخبير المناخي، إلى أن هذه التغيرات تتماشى مع الأنماط المناخية العالمية المرتبطة بالاحتباس الحراري. ولفت إلى أن هذه الظواهر المناخية ليست حكرًا على المغرب، بل تشمل مناطق مجاورة وأخرى حول العالم. أكد جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، أن هذه التقلبات المناخية تشكل تحديات بيئية تؤثر على الموارد المائية والدورة الزراعية. وأشار إلى أن الارتفاع غير المعتاد في درجات الحرارة يرتبط بكتل هوائية جافة قادمة من الصحراء الكبرى، ما تسبب في زيادة تتراوح بين 3 و8 درجات عن المعدل الطبيعي لهذه الفترة من السنة. وأضاف أقشباب أن هذا الوضع يتطلب فهمًا عميقًا للتغيرات المناخية ومواجهتها بفعالية من خلال تطوير استراتيجيات بيئية مستدامة. (المشهد)