في مقابلة شيقة ضمن بودكاست "عندي سؤال" الذي يقدمه الإعلامي محمد قيس عبر قناة "المشهد"، أطلت الممثلة والمغنية الجزائرية أمل بوشوشة، حيث تحدثت بصراحة عن العديد من المحطات في حياتها الشخصية والمهنية، مستعرضة تجاربها ورؤيتها للحياة.لحظات الفرح والتحدياتافتتحت أمل بوشوشة اللقاء بروحها العفوية وابتسامتها التي لم تفارقها، حيث استهلت حديثها بعبارات مليئة بالحيوية والطاقة، معبرة عن سعادتها بالظهور في البرنامج ومشاركتها أفكارها مع الجمهور. تطرقت أمل في بداية حديثها إلى مفهوم النضج وكيف أن التجارب الحياتية تلعب دورًا أساسيًا في تكوين شخصية الإنسان. وأكدت أن النضج الحقيقي لا يتعلق فقط بالعمر، بل يعتمد بشكل أساسي على التجارب التي يمر بها الفرد ومدى استيعابه للدروس المستفادة منها. وأوضحت أن الحياة مليئة بالمواقف التي تجعل الإنسان ينمو فكريًا وعاطفيًا، مشددة على أهمية تجاوز اللحظات الصعبة وعدم التوقف عندها. عندما سُئلت عن اللحظات التي علمتها في حياتها، أوضحت أن التجارب الإيجابية والسلبية على حد سواء تسهم في تشكيل نظرة الإنسان للعالم. وأشارت إلى أن اللحظات السوداء قد تكون مؤلمة لكنها لا تُنسى بسهولة، بل تعد دروسًا يجب الاستفادة منها. عبرت أمل عن امتنانها العميق للنعم التي وهبها الله إياها، مشيرة إلى أن راحة البال تأتي في مقدمة هذه النعم، لأنها تمنح الإنسان سلامًا داخليًا يجعله قادرًا على مواجهة التحديات بثقة. وأضافت أن الصحة، العائلة، والرزق هي من أعظم النعم التي تعتز بها، مشددة على أن القناعة تلعب دورًا كبيرًا في الشعور بالسعادة. أما عما تفتقده أمل بوشوشة في حياتها، فقالت إنها مقتنعة تمامًا بما منحها الله إياه، وإنها لا ينقصها شيء في حياتها. ذكريات طفولة أمل بوشوشة في وهران استرجعت أمل ذكريات طفولتها في مدينة وهران الجزائرية، حيث نشأت في بيئة عائلية ميسورة دافئة مليئة بالحب والانسجام. تحدثت عن علاقتها بشوارع وهران وأحيائها، وأوضحت أنها حينما تتذكر تلك الأيام تشعر بالراحة والأمان. وعن الأوقات التي قضتها على شاطئ البحر مع أصدقائها وعائلتها، مشيرة إلى أن البحر كان بالنسبة لها مصدرًا للطاقة الإيجابية والحرية. وصفت أمل تفاصيل الحياة في حيّها، حيث كانت الأجواء العائلية تجمع الجميع كأنهم أسرة واحدة خصوصًا في شهر رمضان. كان البحر جزءًا كبيرًا من حياتها، خصوصًا في فصل الصيف، ووصفت نفسها بابنة البحر، بسب الفترات الطويلة التي كانت تقضيها فيه، مما جعلها تتقن السباحة. حيث اعتبرته رمزًا للرومانسية والهدوء في بعض الأحيان، لكنه في أحيان أخرى قد يكون عاصفًا وغامضًا، تمامًا كما هي الحياة. شبهت أمل شخصيتها بالبحر، حيث أكدت أنها تمتلك جانبًا هادئًا ومحبًا ورومانسيًا، ولكنها أيضًا تستطيع أن تكون قوية وصامدة أمام التحديات.مفهوم الصداقة والعلاقات الإنسانية في حياة أمل بوشوشة أوضحت أمل بوشوشة أنها تعلمت الاستغناء بمرور العمر، ففي الماضي كانت تتأثر بكلام الآخرين، وتتوقف عنده، أما الآن، فأصبح بإمكانها الاستغناء تمامًا عمن يسيء إليها، أو سبب لها خيبة امل. عندما تحدثت عن الصداقات، أوضحت أمل أنها تفضل العلاقات الحقيقية القائمة على الصدق والاحترام المتبادل. أكدت أنها تحتفظ بدائرة صغيرة من الأصدقاء الموثوقين، معتبرة أن الصداقة ليست بعدد الأصدقاء ولكن بجودتهم. وقالت إن الصداقة تعني التبادل، فالحياة أخذ وعطاء، ولذا، فما تتوقعه من أصدقائها يجب أن تمنح مثله في المقابل. وأشارت إلى أنها تحترم خصوصية الآخرين وتتفادى التدخل في شؤونهم، مؤكدة أنها لا تحب الفضول أو التطفل حتى مع إخوتها. كشفت أمل عن دورها كأخت كبرى في عائلتها، موضحة أنها كانت دومًا المرجع لأشقائها في كثير من الأمور. لكنها رغم ذلك، تحرص على عدم فرض آرائها أو التدخل في قراراتهم، معتبرة أن كل فرد يجب أن يخوض تجربته الخاصة. وقالت إنها في حال سؤالها عن أي موقف من الممكن أن تعطي رأيها، ولكن لا تعطي نصيحة، وعللت ذلك بأن النصيحة مسؤولية، وما نجح معها ليس من الضرورة أن ينجح مع الآخرين.تحدثت أمل بوشوشة عن تربيتها الصارمة التي تلقتها من والديها، مؤكدة أن ما يبدو كصرامة كان في الحقيقة إحساسًا بالمسؤولية. لم يكن الأمر مجرد تقييد لحريتها، بل كان توجيهًا أخلاقيًا جعلها تدرك أهمية احترام ذاتها قبل كل شيء. في مرحلة المراهقة، واجهت قيودًا على تحركاتها، حيث كانت تحتاج لمرافقة والديها عند الخروج، وهو ما عزز لديها الشعور بالأمان والانضباط.أشادت أمل بوالدها وبدوره الكبير في حياتها، مؤكدة أنه يتمتع بطيبة القلب، ورباها على الكرامة والاستقلالية.ورغم اختلاف الأجيال، إلا أنه منحها الفرصة لتحقيق أحلامها، حتى وإن كان ذلك بعد محاولات لإقناعه.وأكدت أمل بوشوشة أنها لا يمكنها أن تشكو همها لأهلها سواء لوالدها أو أي شخص آخر، فهي دائمًا ما تخبر والديها أن حياتها جيدة وتسير على أكمل وجه. من وهران إلى باريسفي سن 18، قررت أمل الانتقال إلى فرنسا، ليس هروبًا من قيود العائلة، بل بدافع اكتشاف ذاتها والعالم من حولها. كانت تلك الفترة بمثابة اختبار حقيقي للحياة والاستقلالية، حيث عملت ودرست لتكون عصامية في بناء شخصيتها. لم يكن هناك سبب واضح للسفر، لكنها شعرت بنداء داخلي لاستكشاف ما وراء البحر، خصوصًا وأن الجزائر في فترة التسعينيات كانت تعيش أوقاتًا عصيبة بسبب العشرية السوداء. وذكرت أمل بوشوشة أنها اكتشفت حبها للفن منذ سن الخامسة، حيث كانت تشارك في الفعاليات الوطنية والدينية بالغناء، وكانت دائمًا تتصدر المشهد في الاحتفالات المدرسية.لم تكن أمل بوشوشة تفكر في المشاركة في برنامج "ستار أكاديمي"، بل كانت شقيقتاها مروة ونوال هما من سجلتا اسمها دون علمها. عندما تلقت اتصالًا من إدارة البرنامج، كان عليها مواجهة العقبة الأكبر، ألا وهي إقناع والدها بالسفر إلى لبنان. في البداية، رفض والدها الفكرة تمامًا، لكنه عاد ووافق بشرط أن تمثل بلدها بصورة مشرفة، وهو ما التزمت به أمل، حيث حملت معها علم الجزائر كرمز للفخر والانتماء. لم تدرك أمل بوشوشة حقيقة وجودها في البرنامج إلا عندما وقفت على المسرح تغني مع النجمة نجوى كرم في أول برايم. في تلك اللحظة، استوعبت أنها ليست في نزهة، بل في محطة حاسمة في حياتها. بعد انتهاء البرنامج، أدركت أن الشهرة ليست مجرد ظهور تلفزيوني، بل تحتاج إلى رصيد فني حقيقي. رغم نجاحها في ستار أكاديمي، لم تعتبر نفسها نجمة بمجرد انتهاء البرنامج، بل رأت أنه مجرد خطوة أولى فتحت أمامها الأبواب. كان عليها أن تعمل بجد لتثبت نفسها، وهو ما قادها لاحقًا إلى عالم التمثيل، حيث وجدت نفسها في هذا المجال بشكل غير متوقع. (المشهد)