سياحة الفرصة الأخيرة هو نمط سياحي جديد ظهر مع اشتداد التغيّرات المناخية التي باتت تهدد أماكن سياحية عديدة بالاختفاء.في الواقع، يتوق المزيد من السياح اليوم لزيارة الأنهر الجليدية والكهوف الجليدية المهددة بالزوال أكثر كلما ارتفعت درجات الحرارة. ولكن لا يمكن اعتبار هذا الأمر سياحة ممتعة في كل الأوقات.خطر الموتفمنذ فترة، كان سائح أميركي يزور كهفًا جليديًا في أحد أكبر المتنزهات الوطنية في أوروبا عندما انهار قوس متجمد، ما أدى إلى مقتله وإصابة صديقته. وفي حين لا يمكن ربط هذا الحادث الذي وقع في أيسلندا بشكل مباشر بتغير المناخ، يقول الخبراء إنه مع ارتفاع درجات الحرارة، أدى اختفاء الأنهر الجليدية إلى انتشار شكل جديد من رحلات المغامرة يسمى "سياحة الفرصة الأخيرة". ومع اندفاع المزيد من الناس لزيارة الأنهر الجليدية قبل ذوبانها، استفادت أماكن مثل أيسلندا من ازدهار اقتصادها بفعل السياحة الجديدة. ويزور الآن حوالي نصف مليون شخص أيسلندا للقيام بجولات على الأنهر الجليدية كل عام، وفقًا لرئيس العمليات في وكالة الإرشاد السياحي في الجبال الأيسلندية، وهي وكالة تقود رحلات على نهر جليدي منفصل داخل متنزه فاتناجوكول الوطني، حيث وقع الحادث. وكان الزوجان الأميركيان في جولة عند سفح نهر بريدامركورجوكول الجليدي، الذي يضم كهوفًا جليدية تشكلت من المياه الذائبة، والمعروفة بجدرانها الزرقاء الرائعة.ويمكن الوصول إليها بسهولة عند قاعدة الأنهر الجليدية، وهي عبارة عن أنهر متجمدة ضخمة من الجليد والثلوج المضغوطة التي تزحف ببطء أسفل المنحدرات الجبلية.إجراءات سلامة إضافيةوأوقفت خدمة المتنزهات الأيسلندية مؤقتًا جولات الكهوف الجليدية بينما تقوم السلطات بمراجعة الحادث وإجراءات الطوارئ. وبحسب إيمانويل سالم، وهو أستاذ جغرافيا مساعد بجامعة تولوز في فرنسا، فقد قال عن الحادث: "إنه مثال جيد على العواقب التي يمكن أن يخلفها تغير المناخ على السياحة الجليدية". والآن، يقول الخبراء، إنه مع اكتساب السياحة الجليدية شعبية، فقد يتطلب الأمر المزيد من إجراءات الحماية. وذلك لأن انحسار الأنهر الجليدية ينطوي على مخاطر كثيرة، ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة منسوب المياه بفعل الذوبان ما يجعل التكوينات الجليدية أكثر عرضة للانهيار.ويعمل منظمو الرحلات السياحية على إستراتيجيات تكيف لإبقاء السياحة الجليدية مفتوحة، مثل زيادة الصيانة على مسارات المشي لمسافات طويلة والجسور والسلالم والدرابزين التي توفر الوصول إلى الأنهر الجليدية.ويتم أحيانًا وضع بطانيات عازلة على سطح الأنهر الجليدية لتقليل معدل الذوبان، خصوصا بالقرب من الكهوف الجليدية.(ترجمات)