بدأت حكومات أوروبية عدة بتطبيق قرار حظر استخدام الهواتف الذكية في المدارس في محاولة لمعالجة إدمان الأولاد على الشاشات ومواجهة ظاهرة التنمر الإلكتروني التي باتت تدمر المراهقين نفسياً.وبين الإدمان وتشتت الأفكار والتنمر الإلكتروني وتداعياته النفسية على الأطفال، دق ناقوس الخطر في المدارس التي اتخذت قرار منع حمل واستخدام الهواتف خلال الدوام الرسمي.في هذا الإطار، نشرت صحيفة "بوليتيكو" بنسختها الأوروبية تقارير عن كيفية تعامل مدارس في دول أوروربية عدة مع هذا الموضوع.بلجيكافي مدرسة بوغارتس الدولية بالقرب من بروكسل، يبدأ الأطفال يومهم بوضع هواتفهم الذكية في خزانة. وبحسب الإدارة، فإنه في حال تبين وجود هاتف مع أحد الأولاد، تتم مصادرته ويعاد إليه في وقت لاحق.ومن المقرر أن ينتقل هذا النموذج إلى مئات المدارس في بلجيكا خصوصا الابتدائية.هولنداأصبحت الهواتف المحمولة والساعات الذكية والأجهزة اللوحية محظورة الآن على التلاميذ في المدارس الابتدائية والثانوية الهولندية. ووصفت الحكومة الهولندية هذه الأجهزة بأنها "مصدر إلهاء" يقلل من الأداء الأكاديمي والتفاعل الاجتماعي لدى الأولاد.اليونانابتداء من 11 سبتمبر، سيتعين على التلاميذ في مدارس اليونان، إبقاء هواتفهم بعيدة عن الأنظار طيلة اليوم الدراسي.فبعد موجة السخرية والتنمر التي انتشرت في المجتمع في الآونة الأخيرة وشهدت تصوير تلاميذ لزملائهم ونشر الصور على الانترنت، اتخذت وزارة التعليم بالتنسيق مع رئيس الحكومة قرارا بمنع الهواتف في المدارس، في محاولة للحد من ضرر هذه الأجهزة على الصحة العقلية للأولاد ونموهم الفكري.المجرتظاهر العشرات في بودابست مؤخرا لمطالبة أحد مدراء المدارس بالاستقالة بعد رفضه تطبيق قرار الحكومة بحظر الهواتف الذكية في المدرسة.وبالفعل استقال المدير مع العلم أن القرار الحكومي المتعلق بالحظر لم يلق إجماعا منذ إقراره، إذ يرى البعض أنه من الضروري حظر الهواتف بشكل كلي، بينما يعتبر البعض الآخر أنه في حال طلب من التلاميذ وضعه جانبا، فإنهم يلتزمون وتتواصل الدروس بشكل طبيعي.إيطالياقرر وزير التعليم جوزيبي فالديتارا حظر الهواتف المحمولة في يوليو الماضي. واعتبارًا من شهر سبتمبر الجاري، لن يُسمح للطلاب في رياض الأطفال والصفوف الخمسة الأولى من المدارس الابتدائية باستخدام الهواتف المحمولة، حتى لأغراض تعليمية.أما الأجهزة اللوحية الأخرى وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة التكنولوجية فيمكن الاستعانة بها تحت إشراف المعلمة.أيرلنداتُنصح المدارس في أيرلندا الشمالية بتقييد استخدام التلاميذ للهواتف المحمولة خلال اليوم الدراسي. وأصدر وزير التعليم بول جيفان توجيهات جديدة في الساعات الماضية تنطبق أيضًا على الحد من استخدام الهاتف في أوقات الاستراحة والغداء. وقال إن هناك أدلة متزايدة على أن الهواتف "تشتت انتباه الأطفال عن التعلم". وأضاف أن القيود "يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على التحصيل الأكاديمي والمشاركة".فرنساتعتزم فرنسا احتبار الحظر على استخدام الهواتف المحمولة في المدارس للتلاميذ حتى سن 15 عامًا، سعيًا لمنح الأطفال "وقفة رقمية" يمكن، في حال نجاحها، تعميمها على مستوى البلاد اعتبارًا من يناير.وسيتم إشراك ما لا يقل عن 200 مدرسة ثانوية في التجربة التي ستطلب من الشباب تسليم هواتفهم عند وصولهم إلى مكتب الاستقبال في المدارس. وبحسب وزيرة التعليم بالوكالة نيكول بيلوبيه أثناء إعلانها عن التجربة الثلاثاء، إن الهدف هو منح الشباب "وقفة رقمية" هم بحاجة لها.قبرصمن المتوقع أن تبدأ قبرص بحظر استخدام الهاتف المحمول في المدارس، معتبرة أن ذلك يمثل مصدر إلهاء للطلاب ويؤدي إلى سلوكيات غير مقبولة في المجتمع.وقالت وزيرة التعليم أثينا ميكايليدو إن السلطات تخطط لفرض الحظر، وأن قبرص ستحذو حذو عدة دول أوروبية في فرض المنع بناء على توصيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).وقالت ميكايليدو: "من الواضح أن استخدام الهاتف المحمول يشتت انتباه الطلاب عن دروسهم، ولكنه يرتبط في المقام الأول بزيادة السلوك المعادي للمجتمع".الحظر المفيدوعبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن قلقها تجاه هذا الموضوع وقالت: "السنوات المبكرة ومرحلة المراهقة حاسمة لتطور الدماغ والشخصية عند الأطفال والأولاد، وفي هذا الوقت يكون الدماغ غير مكتمل ومعرّض بشكل كبير للأضرار الناجمة عن وسائل التواصل الاجتماعي والوقت المفرط أمام الشاشة".في أبريل الماضي، نشرت الصحافة البريطانية دراسة تؤكد أن المدارس التي تحظر الهواتف المحمولة يحصل تلاميذها على درجات أفضل في امتحانات الثانوية العامة.وبحسب الدراسة، فإن نتائج شهادة الثانوية العامة في المدارس في إنجلترا التي طبقت الحظر كانت أعلى بواقع درجة أو درجتين مقارنة بالمدارس التي طبقت نهجا أكثر تساهلاً، وتتضمن "الفوائد" تحسين مستوى تحصيل الطلاب.(وكالات)