أظهرت دراسة نشرتها الإثنين منظمة أوكسفام للتنمية، أن الأزمات والحروب في السنوات الأخيرة زادت من اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في أنحاء العالم. وأشارت الدراسة التي تأتي تزامناً مع اجتماع نخب العالم في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع، إلى أن ثروات أغنى 5 أشخاص في العالم وجميعهم رجال تضاعفت منذ عام 2020.وفي الوقت ذاته، أصبح حوالي 5 مليارات شخص، وهم أفقر 60%من سكان العالم، أكثر فقرا.ودعت "أوكسفام" الدول إلى مقاومة تأثير الأثرياء على السياسة الضريبية.أغنى 5 رجال في العالموقال التقرير إن ثروات الأثرياء الـ5 ارتفعت من 405 مليارات دولار في العام 2020 إلى 869 مليار دولار في العام الماضي، أي بمعدل 14 مليون دولار في الساعة، أو 114%. ووفقا للمنظمة، الأشخاص الخمسة هم: إيلون ماسك وبرنارد أرنو وجيف بيزوس ولاري إيلسون ومارك زوكربيرغ.وفي حال أنفق كل شخص من هؤلاء الـ5 مليون دولار يوميا فإن ثرواتهم ستنفد خلال 476 عاما، في حال تم الافتراض أن حجم الثروة سيبقى نفسه ولن يزداد.وأضافت المنظمة: "أصبح المليارديرات في العالم أكثر ثراء بمقدار 3.3 تريليون دولار في السنوات الـ3 الماضية، حيث أن أغنى 1% من سكان العالم يملكون 43% من الثروات المالية في العالم".الاحتكاراتوأفادت بأن "الاحتكارات تلعب محوريا في تشكيل حياة الناس العاديين في جميع أنحاء العالم، إذ تؤثر على الأجور ونوعية الطعام وعلى سهولة الحصول على الأدوية".وبحسب المنظمة فإن أول "تريليونير" على كوكب الأرض سيظهر بعد 10 سنوات، وسيستغرق التغلب على الفقر 230 عاما.مخاوف من زيادة عدم المساواةوعبّرت "أوكسفام" عن مخاوف بشأن زيادة عدم المساواة في العالم، حيث يجمع أغنى الأفراد والشركات ثروات أكبر بفضل ارتفاع أسعار الأسهم، كما يكسبون أيضًا وبشكل ملحوظ المزيد من القوة. وقالت المنظمة: "تُستخدم قوة الشركات لزيادة عدم المساواة: من خلال الضغط على العمّال، وإثراء المساهمين الأثرياء، والتهرب من الضرائب، وخصخصة الدولة". كما اتهمت "أوكسفام" الشركات بمفاقمة "عدم المساواة من خلال شن حرب مستدامة ومؤثرة جداً على الضرائب"، مع عواقب بعيدة المدى.تأثير على الأجوروقالت "أوكسفام" إن الدول سلّمت السلطة إلى المحتكرين، ما سمح للشركات بالتأثير على الأجور التي تُدفع للناس، وعلى أسعار المواد الغذائية والأدوية التي يستخدمها الأفراد. وأضافت "في كل أنحاء العالم ضغط أفراد القطاع الخاص بهدف خفض التكلفة، وخلق مزيد من الثغرات، وتقليل الشفافية، ووضع تدابير أخرى تهدف إلى تمكين الشركات من المساهمة بأقل قدر ممكن في الخزانة العامة". وقالت المنظمة إنّ الشركات تمكنت من خلال الضغط المكثف على صانعي السياسات الضريبية من خفض قيمة الضرائب التي تدفعها، ما يحرم الحكومات من أموال يمكن أن تُستخدم لتقديم دعم مالي للفئات الأكثر فقراً في المجتمع. وأشارت "أوكسفام" إلى أنّ الضرائب على الشركات انخفضت بشكل كبير في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وذلك من 48% في العام 1980 إلى 23,1% في 2022.ضريبة على الثرواتولمعالجة هذا الخلل، دعت منظمة "أوكسفام" إلى فرض ضريبة على ثروات أصحاب الملايين والمليارات في العالم، لافتةً إلى أن ذلك قد يحقق 1,8 تريليون دولار سنوياً. كما دعت إلى وضع حد أقصى لأجور المدراء التنفيذيين، وتفكيك الاحتكارات الخاصة.واعتمدت الدراسة على بيانات من مصادر مختلفة، فقد حصلت منظمة أوكسفام، على سبيل المثال، على تقديرات ثروات المليارديرات من التقديرات التي نشرتها مجلة فوربس الأميركية التي تهتم بشئون الأعمال، وكذلك تقديرات للثروة العالمية من بنك كريدي سويس، والبنك الدولي ووكالة الإحصاء الأوروبية يوروستات.(وكالات)